مرصد الريادة والتقنية:هل تنتقل الزحمة إلى السماء؟
قطاع النقل هو نجم هذا الأسبوع بلا منازع على المواقع العربية. ومع انتزاع الزحمة جزءاً كبيراً من أعمارنا، نفهم الولع الكبير للشركات، ناشئة وكبرى، بهذا القطاع. فمن التطبيقات إلى القطارات إلى الطائرات، يسعى كثير من الروّاد والمبتكرين إلى حلّ هذه المشكلة، فيما تنتظر الحكومات هذا الحلّ بفارغ الصبر.
طيري يا طيّارة طيري. أنتجت شركة "كيتي هوك" Kitty Hawk سيّارة طائرة تشبه الدرّاجات المائية ولكن مع مروحية. تحمل هذه السيّارة الطائرة اسم الشركة نفسها وتعمل على الطاقة الكهربائية وتصل سرعتها إلى 25 ميلاً في الساعة أي حوالي 40 كلم. ذكر الموقع الرسمي للشركة أنّ السيارة "آمنة وقانونية للعمل في الولايات المتحدة"، غير أنّ لا أحد يعلم ما قد يحصل إذا وقعت هذه السيّارة بين أيدٍ عابثة. وكلّنا نعلم كم هناك من أيدٍ عابثة.
زحمة في السماء. متى توجد السيّارات الطائرة، توجد "تاكسيات" طائرة. ومن غير "أوبر" Uber، سيكون السبّاق إلى ذلك. فبحلول العام 2020، تتوقّع الشركة إطلاق خدمة التاكسي الطائر في دالاس وفي دبي بهدف تقليص الوقت لنقل الأفراد. تعمل هذه السيارة الطائرة على الطاقة الكهربائية أيضاً، فلربّما يبتكرون محطّات للتزوّد بالطاقة في ناطحات السحاب.
ولكنّ هل ستنتقل الزحمة من الطرقات إلى السماء؟ وفي هذه الحالة ستكون مهمّة تنظيم السير الصعبة.
نعود إلى الأرض ونجد المنافسة محتدمة. تتحدّى شركتان لتصنيع السيارات، شركة "تسلا" Tesla بتقديمهما مركبات كهربائية جديدة وفاخرة. الأولى شركة سيارات حديثة تدخل إلى سوق المركبات الكهربائية والثانية شركة سيارات عريقة تريد دخول منافسة سيارات "الطاقة النظيفة". "لوسيد موتورز" Lucidmotors والتي تأسست في العام 2007 في كاليفورنيا طوّرت سيارةً كهربائية جديدة اسمها "إر" Air تتفوق مواصفاتها التقنية على سيارة "تسلا إس". في المقابل، ستطرح شركة "أودي" الألمانية سيارتها الكهربائية الرياضية الأولى باسم "إي ترون" E-Tron في الأسواق بحلول العام 2018، التي تتغلب على "تسلا - إكس" في المسافة التي تقطعها خلال فترة صلاحية شحن البطارية.
من لا يحبّ الرحلات المجّانية؟ يقول الكواكبي إنّ "الخوف هو أسوأ مستشار للإنسان"، ويبدو أنّ "جوجل" توافقه الرأي. ففي محاولة لجعل الناس يتخطّون خوفهم حيال ركوب السيارات ذاتية القيادة، تقدّم "جوجل" لسكان منطقة "فينكس"، أريزونا جولات تجريبية مجّانيّة في سيارتها ذاتية القيادة من "وايمو" Wymo. على أمل أن يتمكّن المستخدمون من التغلب على هذا الخوف في أقرب وقتٍ ممكن.
ليست طائرة ولا سيّارة. ما رأيك أن تُقذف بالـ"هايبرلوب" Hyperloop وتصل في غضون 10 دقائق من دبي إلى الفجيرة و12 دقيقة إلى أبوظبي؟ من جهتي كنتُ لأوافق. والآن، ما رأيك في أن تقذف في أنبوب داخل حجيرة تصل سرعته إلى 1220 كيلومتراً في الساعة؟ أنا كنت لأتردد. ولكن مهما كانت إجابتك، فهذا مبدأ قطار قيد الدرس منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد أن وقعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي اتفاقية مع شركة "هايبرلوب ون" لدراسته. فلننتظر ونرى، لربّما سيقدّمون لنا رحلات مجّانية لنتخطّى خوفنا.
تشارك السيارات يدرّ أرباحاً طائلة، بخاصةٍ في الصين، وشركات تصنيع السيارات بدأت تعي ذلك. لم تظهر محطات تشارك السيارات في الصين سوى خلال السنتين الماضيتين، غير أنّها اليوم تتلقى دعماً كبيراً من السلطات التي تواجه مشكلات التلوث والاكتظاظ السكاني، على عكس بعض البلدان العربية حيث تفرض الحكومات القيود على هذه الخدمات. لهذا السبب، استثمرت عشرات الشركات الصينية والغربية منها "فولكسفاغن" و"ديملر" Daimler الألمانية في أنظمة تشارك السيارات، وصنّعت مركبات خصوصاً لهذا النوع من الاستخدامات.
ومن "ومضة" هذا الأسبوع: لائحة بتطبيقات طلب السيارات ولمحة عن سوق النقل المزدحمة التي تعتمد على التكنولوجيا في مصر. فبعد ارتفاع أسعار الوقود بعد تعويم الجنيه، لم تعد تعرفة "كريم" و"أوبر" في متناول الكثير من المصريين، ولمع بريق شركات ناشئة كثيرة ذات أفكار مبتكرة في هذه السوق. ولأنّه من غير المتوقع أن تتحسّن جودة النقل العام في مصر في أيّ وقت قريب، الرهان على هذه التطبيقات كبير.
الصورة الرئيسية من "بيكسيلز".