مرصد الريادة والتقنية: 'الكذب ملح الرجال' والعالم الحقيقي إلى زوال
لا يبدو أنّ هلاك العالم الحقيقي سيكون على يد الاحتباس الحراري أو الحروب أو الكوارث الطبيعية، بل على يد التكنولوجيا التي تطيح به شيئاً فشيئاً لصالح عالم آخر هو العالم الافتراضي. وفي المقلب الآخر، ترتفع الأصوات المحذّرة من الذكاء الاصطناعي وتحديداً من الاستغلاليين الذين يحاولون خداعه وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل إن لم نقل كوارث.
خطورة الذكاء الاصطناعي تكمن في القدرة على "خداعه". هذا ما خلصت إليه أبحاث وتجارب أجراها علماء درسوا ما إذا كانت أنظمة التعلم الآلي آمنة مئة في المئة للاستخدام. وفي تقرير عن الموضوع، جمعت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" خلاصات عدة أبحاث بيّنت أنّ التحايل على هذه الأنظمة مستمرّ منذ ظهورها لأوّل مرة. وحذّر العلماء من أنّ هذه الأساليب تزداد تطوراً وتعقيداً إلى درجة سيصبح من الصعب اكتشافها.
"الكذب ملح الرجال" على الشبكات الاجتماعية أيضاً. هي إحدى نتائج دراسة أجرتها شركة "كاسبرسكي" Kaspersky. فقد تبيّن لها أنّ نسبةً لا بأس بها من مستخدمي المنصّات الاجتماعية يتّجهون إلى التلاعب بالحقيقة وتمويه واقعهم الحياتي من أجل "اللايك" أو نقرات الإعجاب. ووجدت الدراسة أنّ نسبة الرجال الذين يميلون إلى التمويه أو الكشف عن أمور محرجة وخاصة تتعلق بهم وبغيرهم من أجل "اللايك"، أعلى بكثير منها لدى النساء.
تطبيق للواقع الافتراضي من "فيسبوك" يُحرج "جماعة" من توقّعوا أن يخفت بريق "فايسبوك"، فقد أعلن الموقع خلال مؤتمره للمطوّرين "إف8" F8 قفزته التكنولوجية الجديدة بإطلاق تطبيق "سبايسز" Spaces للواقع الافتراضي. وهو لا يزال نسخة تجريبية Beta ويتوفّر في متجر "أوكولوس" Oculus Store ويدعم نظارات "أوكولوس ريفت" Oculus Rift. طبعاً لم يكن "سبايسز" الإعلان الوحيد للشركة، فثمة تطورات كثيرة أعلنها مسؤولون في "فيسبوك" من بينها إطلاق نسخة مجانية من منصة العمل التعاوني "وورك بلايس" Workplace التي تنافس تطبيقات مثل "سلاك" Slack.
فماذا يمكننا أن نتوقّع بعد من "فيسبوك"؟ أن يجعلنا نشاهد أحلامنا على الشاشة؟ أن يضعنا في أسرّتنا ويروي لنا القصص لنغفوا؟
خبر سار للبنانيين: "تويتر" لايت للإنترنت البطيء. أعلن "تويتر" الخميس الماضي، عن نسخة مخصصة للهواتف الذكية تستهدف بشكل خاص المناطق التي تعاني من اتصال بطيء بالإنترنت. وأوضح الموقع أنّ النسخة الجديدة التي تحمل اسم "لايت" أسرع وأقل استخداماً للإنترنت وتحتاج لكي تعمل إلى سعة تخزين تقدّر بميغابايت واحد. ويمكن لهذه النسخة تحميل التغريدات بسرعة حتى عند توفر اتصال بطيء بالإنترنت. وهذا الخبر سيتلقّاه اللبنانيون بسعادة لأنّهم من أكثر البلدان العربية معاناة من بطء الإنترنت.
مئات الوجبات المجانية لعمّال النظافة في السعودية بسبب "تغريدة". والتغريدة كانت للمستخدم السعودي عبد العزيز قحطاني الذي وجّهها لمطعم شاورما سائلاً "كم ريتويت عشان تعطونا 100 ساندوتش نوزعها على عمال النظافة في الشارع؟". وجاء رد المطعم "لك 100 شاورما بدون ريتويت" وتوالت العروض من مطاعم وشركات وجمعيات. فعرض مطعم بيتزا تقديم مئة وجبة لعمّال النظافة تلته شركة مياه اقترحت تقديم المياه للعمال لأنّ "الشاورما والبيتزا تعطش والجو حار". حتى شركة "كريم" السعودية" Careem عرضت توصيل الطلبات مجاناً للعمّال، وشركة "اتصالات السعودية" قدمت مئة بطاقة شحن.. ولكنّ بالطبع كان هناك من انتقد الشركات وكتب "لك منا 100 نقاش مجاني مع العمال حول موضوع كيف تقوم الشركات باستغلال تعاطفنا معهم للتسويق لنفسها".
الاعزاء شاورمر @ShawarmerSA تحية طيبة.
— عبدالعزيز القحطاني (@Mr_Abdul3ziz) April 14, 2017
كم ريتويت عشان تعطونا 100 ساندوتش نوزعها على عمال النظافة في الشارع ؟
"مايكروسوفت" "تنظّف وراء" الولايات المتحدة. بعد تسريبات لمنظّمة تعرف بـ"وسطاء الظل" Shadow Brokers، عن اختراق الحكومة الأميركية للنظام المصرفي العالمي، أعلنت شركة "مايكروسوفت" أنها أصلحت الثغرات الموجودة بنظام التشغيل "ويندوز" التي استغلّتها الحكومة لذلك الغرض. وكان المنظمة سرّبت سلسلة واسعة من أدوات اختراق الثغرات الأمنية في أنظمة الاتصالات المصرفية العالمية وقالت إنّ الوكالة الأميركية استخدمتها للتجسس على التحويلات المالية. وتضمنت الملفات المسرّبة أيضاً العديد من الثغرات ومواطن الضعف، التي لم تكن معروفة من قبل للشركات التي تصمم هذه البرامج، أو لمجتمع أمن الإنترنت بشكل عام. وقالت "مايكروسوفت" السبت أنها أصلحت الثغرات الموجودة بنظام التشغيل "ويندوز"، والتي كشفت عنها التسريبات.
ومن "ومضة" هذا الأسبوع أيضاً شيء من العالم الافتراضي وهو عالم العملة الرقمية "البيتكوين" الذي انتقل إلى منطقتنا على يد شركات بينها "بت أويسيس" Bitoasis التي تسمح للمستخدمين في الشرق الأوسط ببيع وشراء هذه العملة بسهولة.
وموضوع آخر عن قصة مغربية كان لديها الفرصة لبناء مسيرة مهنية على المتسوى الدولي، ولكنّها قرّرت أن تضع تجربتها وخبرتها في خدمة النساء في بلدها لا سيما نساء جبال الأطلس. لا تقتصر فكرتها على تمكين النساء في المناطق الريفية، بل على التفكير أيضاً في كيفية جعلها تترك أثراً ويكون لها قيمة اقتصادية.