لماذا ينبغي على كل رواد الأعمال التعلم من درس DeepSeek؟
![لماذا ينبغي على كل رواد الأعمال التعلم من درس DeepSeek؟](https://cdn.wamda.com/feature-images/afc1b090d681071.jpg)
أثارت إحدى منشوراتي على لينكدإن، والتي علقت فيها على ظهور أداة الذكاء الاصطناعي الصينية "DeepSeek" والتي أحدثت طفرة في هذا العالم، جدلاً كبيراً، وهذا لثلاثة أسباب:
لأنني قلت إن الابتكار التكنولوجي يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم، وليس فقط في وادي السيليكون.لأنني قلت إن المنافسة ضرورية لتحفيز الابتكار.لأنني قلت إن البصيرة الريادية تدرك أن أي أمر يمكن حدوثه.
في سباق الذكاء الاصطناعي، كانت نظرية "اللعبة انتهت، الفائز يستحوذ على كل شيء" راسخة. ومع ذلك، فإن درس DeepSeek جاء ليقول بوضوح: الابتكار أصبح أرخص، وأسرع، ويمكن أن يستحدث في أكثر مكان مستبعد.
بين ليلة وضحاها، أصبح DeepSeek نموذجًا يُحتذى به في عالم الشركات الناشئة، فهو يقدم نهجًا عمليًا لكل فكرة أو براءة اختراع أو مشروع تجاري، مما يثبت أن المنافسة مفتوحة أمام أي شخص يمتلك المعرفة والفريق المناسب والفضول لحل المشكلات بطرق أكثر كفاءة.
القادة السابقون أصبحوا اليوم شركات راسخة تكافح للبقاء في الصدارة.
عمالقة التكنولوجيا انشغلوا كثيرًا بالترويج لفكرة أن "منافستي أمر ميؤوس منه" لدرجة أنهم لم يدركوا أن الابتكار والكفاءة هما القوة الحقيقية، وهما مفتاح البقاء في الصدارة. ومن خلالهم، تعلمنا جميعًا درسًا مهمًا: "الشركات الصغيرة قادرة على إحداث جلبة أيضاً".
تأملوا هذا الموقف: خلال مؤتمر عقد مؤخرًا في الهند، أدلى سام ألتمان، المدير التنفيذي لعملاق الذكاء الاصطناعي الأمريكي "OpenAI" بتصريح سيظل محفورًا في التاريخ.
عندما سأله أحد الحضور عمّا إذا كانت شركة تمتلك 10 ملايين دولار قادرة على بناء نموذج ذكاء اصطناعي منافس لـ OpenAI، أجاب: "أمر ميؤوس منه، ولكن يمكنهم المحاولة".
حسنًا، الرد جاء هذا الأسبوع من الصين، وبتكلفة تقل عن 6 ملايين دولار. لا شيء ميؤوس منه سوى اليأس نفسه.
تم اتهام DeepSeekمن قبل شركة OpenAI ومسؤولون أمريكيون وخبراء تقنيون كثيرون باتهامات تتعلق بالسرقة الفكرية أو الاعتماد على نماذج OpenAI وMeta.
وردي على تلك الادعاءات: حقًا؟ هل هذا هو دفاعكم؟
ما أراه هو أن كل ابتكار هو امتداد لما سبقه. كل اكتشاف غيّر العالم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطب وغيرها كان مبنيًا على اكتشافات سابقة.
إذا قرأت كتاب "The Code Breaker" لـ والتر آيزاكسون عن اكتشاف جينيفر دودنا وإيمانويل شاربنتييه لتقنية CRISPR-Cas9، فستدرك كيف كان هذا الاكتشاف نتيجة أبحاث سابقة.
إليك التسلسل الزمني:
- 1987: اكتشاف تسلسلات CRISPR بواسطة يوشيزومي إيشيونو في الإشريكية القولونية (E. coli).
- 2005-2007: اكتشاف دور CRISPR في مناعة البكتيريا من قبل عدة فرق بحثية.
- 2008: تحديد إنزيم Cas9 كأداة لقطع الحمض النووي بواسطة مجموعة سيلفان موانو.
- مجموعة جون فان دير أوست في هولندا أكدت أن الحمض النووي الريبي (small RNAs) يوجه إنزيمات Cas لاستهداف أجزاء محددة من الحمض النووي.
وكما يحدث غالبًا، بدأت القصة عندما أُبهرت دودنا في طفولتها بكتاب "الحلزون المزدوج" لجيمس واتسون، الذي يروي فيه اكتشاف بنية الحمض النووي.
واتسون فاز بجائزة نوبل لهذا الاكتشاف مع موريس ويلكنز عام 1962، أي قبل ولادة دودنا وشاربنتييه بحوالي 60 عامًا، وقبل أن يفوزا بجائزة نوبل بدورهما لاحقًا.
اكتشاف البنية الحلزونية المزدوجة للحمض النووي قاد إلى تسلسل الحمض النووي، مما أحدث ثورة في علم الأحياء والكيمياء والطب.
لذلك، درس DeepSeek هو أن الابتكار—بكل ما تحمله الكلمة من معنى—يمكن أن يأتي من الصين أو أمريكا أو الهند أو الإمارات أو الأردن أو فلسطين… وهو في النهاية لمصلحة البشرية جمعاء، وليس له علاقة بالقومية أو الهيمنة أو "من وصل أولًا".
من المحتمل دائمًا أن يكون هناك من سبقك، وأتاح لك الفرصة لإشعال شرارة إبداعك. وهذا هو جوهر الابتكار والعلم والمصادر المفتوحة.
يقول أحد رواد وادي السيليكون، مارك أندريسن، بجرأة:"DeepSeek R1 هو أحد أكثر الإنجازات المذهلة التي رأيتها على الإطلاق، وكبرمجية مفتوحة المصدر، فإنه يُمثل هدية عظيمة للعالم."