الفرص الواعدة أمام صناعة الألعاب الالكترونية العربية
سارة إسحاق حسن الوكيل المساعد للدعم والمبادرات بوزارة الشباب والرياضة بمملكة البحرين
حظيت صناعة الألعاب الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باهتمام كبير في عدد من أسواق الألعاب الالكترونية العالمية، ويعزز من هذا الاهتمام احتضان سوق الألعاب الالكترونية العربية حوالي 336 مليون لاعب في هذا الفضاء المتنامي، حيث يشهد مجتمع الألعاب الالكترونية في هذه المنطقة نمواً بنسبة 25% على أساس سنوي وهو ما يجعل منه الأسرع نمواً على مستوى العالم.
وقد أشارت ورقة حديثة قدمتها Tencent وPubg Mobile إلى أنه ستبلغ قيمة سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 6 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2021 بعدما بلغت قيمتها 4.8 مليار دولار أميركي في 2019.
وتعتبر البحرين إحدى الأسواق المؤهلة للاستفادة من هذا النمو خصوصاً كونها تحظى بسياسات مواتية لصناعة الألعاب الالكترونية، إذ تنوه السيدة سارة إسحاق حسن الوكيل المساعد للدعم والمبادرات بوزارة الشباب والرياضة بمملكة البحرين إلى أن البحرين برزت كمركز إقليمي للألعاب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشفوعا بسعي المملكة الدائم إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
ولا يزال سوق المحتوى العربي يمثل فرصة هائلة لم تتم الاستفادة منها على النحو الأمثل رغم كون اللغة العربية هي اللغة الخامسة الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم، إلا أن المحتوى العربي عبر الإنترنت لا يمثل سوى 3٪ فقط بين اللغات الأخرى، وبالتالي فالبحرين مهيأة لأن تكون البيئة الداعمة والمثالية لمطوري الألعاب الالكترونية ومطوري المحتوى ومحترفي الرياضات الالكترونية، وبالتالي ليس من المستغرب أن نشهد ظهور مجتمع قوي للألعاب الالكترونية في البحرين يشق طريقه على مستوى الخليج، إذ ستجد أبرز الشخصيات المؤثرة إقليمياً وعالمياً في هذا المجال من البحرين البيئة الداعمة والمناسبة وذلك مع توافر مختلف أوجه الدعم من القطاعين العام والخاص ما يسهل لهم الوصول إلى جماهيرهم المستهدفة.
وأضافت السيد سارة إسحاق حسن الوكيل المساعد للدعم والمبادرات بوزارة الشباب والرياضة بمملكة البحرين قائلة:
"أدى التركيز على رعاية الشركات الناشئة، والتنظيم المتقدم والمواتي للتكنولوجيا، والشراكات الذكية بين القطاعين العام والخاص مع مزودي البنية التحتية الرقمية العالمية، إلى خلق بيئة داعمة ومتصلة للغاية تتيح لمطوري الألعاب أن يزدهروا وأن يختبروا إمكانياتهم، خصوصاً مع توافر المواهب المحلية الصاعدة" – مشيرة في هذا الصدد إلى بعض فعاليات الرياضة الالكترونية التي استضافتها البحرين مؤخرًا، بما في ذلك IGN Convention و DreamLand Expo والنهائي العالمي لسلسلة BLAST Pro من Counter-Strike.
وفي ما يتعلق بالتجارب الناجحة في قطاع سوق الألعاب تأتي تجربة منظمي فعاليات BLAST Pro Series و BLAST Premier في الصدارة لترسم في حد ذاتها معالم قصة نجاح لمجتمع الألعاب في البحرين، حيث أوضح السيد روبي دويك الرئيس التنفيذي لسلسلة BLAST Pro قائلاً:
"تحظى البحرين بالعديد من الموارد والإمكانيات التي تعزز من موقعها على صعيد الرياضات الالكترونية ولعل من بينها البيئة المشجعة لهذا المجال إلى جانب البنية التحتية المتقدمة والدعم الحكومي. يعزز هذا بروز لاعبين وجمهور واسع من محبي الرياضات الالكترونية، يضاف له البنية التحتية التي أنشأتها البحرين والتي تساهم في دعم المزيد من الرياضات الالكترونية ومشاريع الألعاب الممتعة في المستقبل".
وفي الوقت نفسه يدلل مشهد الرياضات الالكترونية على وجود فرص قوية للنمو على مستوى المنطقة، وحول ذلك يقول السيد رامي جمال الرئيس التنفيذي للشركة: "لقد أصبحنا فريق الرياضات الالكترونية المستقل الأسرع نموًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن لم نكن بالفعل من بين أفضل خمسة فرق في المنطقة في ما حصدناه من جوائز في عام 2021 وذلك بعد أشهر فقط من انطلاقتنا، وكان آخرها ما حققناه من إنجاز عبر الفوز ببطولة Legion Gaming Festival في يونيو."
ويضيف جمال قائلاً:
"لقد انعكس نمونا السريع في الرياضات الالكترونية على نشاطنا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ازدادت عدد مرات الظهور والمتابعين بنسبة 150٪ وحققت مقاطع الفيديو الخاصة بنا مئات الآلاف من المشاهدات. كما أننا ومع مجيء الربع الثالث من عام 2021 فإننا نخطط للتوقيع على عقد مع صانعي محتوى جدد وصناع عملية البث إلى جانب فريق ثان، حيث أننا وبالتواكب مع إطلاق برنامج النجوم الصاعدة فإننا نهدف إلى دعم الترويج للبحرين كمركز للرياضات الالكترونية ".
وبالمقارنة مع الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا فإن البحرين تتمتع برؤية تقدمية تتطلع نحو دعم الرياضات الالكترونية، حيث ذكرت الأستاذة سابا سليم وارسي الرئيس التنفيذي لشركة The Stories Studio قائلة:
"بصفتنا أصحاب استوديو ذو ملكية أجنبية، فإننا نرى بأن البيئة الداعمة التي تضم "تمكين" ومجلس التنمية الاقتصادية تقوم بدور كبير في تقديم كافة أشكال الدعم، حيث ساعدنا هذا الدعم في الاستمرار في تشغيل الاستوديو الخاص بنا حتى مع التأثيرات القاسية للجائحة"، وتعتقد وارسي التي التقت بالعديد من مطوري الألعاب من أسواق أخرى في مختلف أنحاء العالم، بأن هذا النوع من الدعم سيساعد في جذب بعض أفضل المطورين في العالم، والذين يتعطشون للتوسع في أعقاب الوباء.
وفي ما يتعلق بمستقبل البحرين كوجهة لصناعات الألعاب يشير السيد قطب داداباي رئيس مجلس إدارة Total Esports بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "مينا" إلى الدور الرئيسي الذي تلعبه "تمكين" في رعاية الشركات الناشئة ومساعدتها على الازدهار، ويتحدث قائلاً:
"تعتبر السنوات الأربع الأولى حاسمة في حياة الأعمال التجارية حيث تتطلب الكثير من الجهد والدعم، وقد طورت "تمكين" مجموعة من البرامج التي توفر الدعم الذي تحتاجه الشركات الناشئة لتطوير أعمالهم وتنميتها، كما أن وزارة الشباب والرياضة داعمة للغاية في تشجيع الألعاب والرياضات الالكترونية كأسلوب حياة وخيار مهني جاد للشباب ".
وفي ما يتعلق بأشكال الدعم التي يتوقعها المطورون الأجانب في الخليج فإنها لا تقتصر على المستوىين الحكومي والتشريعي بل وتمتد إلى تيسير أمور الشراكة بين مطوري الألعاب في المنطقة ، حيث يوضح في هذا السياق السيد يوسف بوهزاع مؤسس Unreal Bahrain ، وهي مبادرة غير ربحية تركز على دعم مطوري ومصممي الألعاب ، بأن شركته بصدد المراحل الأخيرة من إنشاء برنامج يطلق عليه اسم Bridges، حيق تهدف المبادرة إلى تعزيز علاقات المبادرة مع مطوري الألعاب والشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمساعدة في تنسيق ودعم الجهود بشكل أفضل نحو بناء صناعة الألعاب وهو ما من شأنه أن يلعب دورًا في مساعدة المستثمرين الأجانب على الازدهار في سوق تتزايد فيه المنافسة.
وستكون هنالك العديد من الفرص المتاحة أمام الشركات الإقليمية والعالمية الساعية إلى أن تجد لها موطيء قدم في دول مجلس التعاون الخليجي التي تتميز باقتصادياتها المتقدمة وأسواقها الرقمية متزايدة النضج، وعلى وجه الخصوص البحرين التي برزت كخيار مفضل من خلال ما تتميز به من مجتمع منفتح، وإمكانية الوصول إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي بسهولة، إلى جانب البنية التحتية الرقمية المتقدمة، بالإضافة إلى ثروة شركات الألعاب الالكترونية الراسخة جنبًا إلى جنب مع مجتمع من اللاعبين المحليين الموهوبين.