علم الإرشاد
بقلم زياد مطر، رئيس مجموعة رواد أعمال السند في دبي "TiE Dubai" والشريك المؤسس لشركة Meditari & Ivan Fernandes، ومدير الإرشاد في مجموعة TiE Dubai
تأسست مجموعة رواد أعمال السِّند (TiE) في عام 1992 في وادي السيليكون على يد مجموعة من رواد الأعمال الناجحين والمديرين التنفيذيين وكبار المختصين الذين ترجع جذورهم إلى إقليم السند. وتضم المجموعة في الوقت الحالي 15000 عضو، منهم أكثر من 2500 عضو مُؤسِّس في 63 فرعاً محلياً في 14 بلداً.
والإرشاد علاقة تنموية بين شخص أقل خبرة (وهو متلقي الإرشاد) وشريك أكثر خبرة (وهو المُرشِد)، وذلك المرشد هو شخص "مرّ بتلك التجربة أو سبق له أن قام بذلك العمل". وينبع الإرشاد من قدرات المُرشِد الإبداعية وشغفه الفطري بترك أثر في مَنْ يرشده.
والإرشاد علمٌ ترجع أصوله إلى أولى ممارسات التتلمُذ المهنيّ، وهو علم تطور منذ ذلك الحين بطرق شتى فأسفر عن مهن حديثة مثل التدريب والتوجيه والخدمات الاستشارية. وتبدأ برامج الإرشاد المُصمَّمة تصميماً جيداً بتدريب كلٍّ من المُرشِدين ومتلقي الإرشاد، وتضع أهدافاً واضحة للبرنامج، وتتّبع جداول زمنية مُحدَّدة، وتُختتَم بعملية تقييمية.
وتمر رحلة ريادة الأعمال بثلاث مراحل بدءاً بمرحلة التحفيز، التي تكون فيها الشركة الناشئة مجرد فكرة، ويُمعن فيها رائد الأعمال الطموح نظره في الإمكانات المتاحة مع البحث عن حافز. ثم ينتقل رائد الأعمال إلى مرحلة الشروع في العمل فور التعهد بتنفيذ الفكرة والبدء في العمل على تحويلها إلى حقيقة واقعة. وما إن يُثبت رائد الأعمال جدوى الفكرة، فإنه ينتقل إلى مرحلة التوسُّع حيث يواصل توسيع الشركة ويخوض ما يتعلق بذلك من تحديات ويجني ما يحققه من ثمار.
وينبغي للمُرشِد أن يحُثَّ مَنْ يرشدهم على السعي إلى تحقيق أحلامهم وأن يَبُثّ فيهم الحماس. وعلى الرغم من أن المرشدين يمكنهم القيام بذلك في أي مرحلة من مراحل رحلة ريادة الأعمال، فإن الإرشاد عادةً ما يُقدَّم في مرحلة البداية، فحينها توجد حاجة ماسة إليه ويكون تقديمه أكثر فعالية ويعود بالنفع الكبير.
وتختلف ممارسات تقديم الإرشاد اختلافاً كبيراً، كما أن له أشكالاً أقل صرامة، مثل جلسات التعارف السريع غير المتكرر في الفعاليات التي تجمع بين المُرشِدين ومتلقي الإرشاد. وفي مثل هذه الأشكال، يقضي المرشِدون مع مُتلقي الإرشاد أقل من ساعة، مما يجعلها علاقة عابرة نادراً ما تمتد لما بعد هذا اللقاء الوحيد. وفي كل فعالية من فعاليات التعارف هذه، يلتقي كلٌّ من المُرشِدين ومُتلقي الإرشاد بمجموعة جديدة من أقرانهم، وفي بعض الحالات تتوطد بعض العلاقات الدائمة بناءً على مبادرة فردية أو مصلحة مشتركة، ولكن في معظم الحالات لا يكاد يُنجَز شيء أكثر من لحظة عابرة من الإلهام وبعض النصائح المُخصَّصة.
ويتطلب الإرشاد وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً من جانب المُرشِد، وهو ما يتعارض عادةً مع التزامات أخرى مثل الالتزامات الأسرية والتزامات العمل والارتباطات الاجتماعية. ولذلك من الأهمية بمكان أن يكون المُرشِدون قادرين على منح قدر من الأولوية لجهودهم الإرشادية والحفاظ على توازن تلك الجهود مع الأولويات الأخرى. ونحن، أنفسنا، نجعل علاقاتنا التوجيهية مقصورةً على ثلاثة رواد أعمال بحد أقصى في آن واحد، ونهدف إلى قضاء بضع سويعات في الأسبوع في هذه الأنشطة، وعادة ما يكون ذلك في جلسات مسائية متأخرة خلال أيام الأسبوع أو خلال وجبات الإفطار في عطلة نهاية الأسبوع.
ويتمتع المرشدون بمهارات شتى، ومن المهم الاستفادة من مواطن قوة مُحدَّدة في العلاقة الإرشادية. وبناءً على الخبرات السابقة، يتيح لنا الإرشاد داخل بيئة TiE الحاضنة الاستفادة من شبكة أكبر من الخبراء، وليس ذلك على المستوى الإقليمي فحسب، بل على المستوى العالمي أيضاً. فنحن قادرون على جلب خبراء مختلفين لتقديم الدعم إلى رواد الأعمال لمساعدتهم على معالجة جوانب مُحدَّدة في شركاتهم الناشئة، مع التركيز على دعم مَنْ يتلقون الإرشاد للمساعدة على إدارة أعمالهم بطريقة منهجية، وهو أمر يكرهونه في البداية أحياناً ولكنهم يدركون فوائده مع مرور الوقت. ويمكننا أن نعتمد على المرونة التي تتسم بها الشركات الناشئة لمساعدة رائد الأعمال على أن يُركِّز جهوده على تقديم قيمة مُحدَّدة يستغل فيها كفاءاته الأساسية، ومن ثمَّ يتوسع رأسياً في المراحل الأولية، وفي بعض الأحيان يتوسع أفقياً ليشمل قطاعات ومناطق جغرافية مجاورة فور أن تمتلك الشركة أساساً متيناً.
ويتطلب الإرشاد الفعال إطار عمل مُنظَّماً من أجل تعزيز العلاقة الإرشادية وتحقيق قيمة لكلا الطرفين. ومن أجل خدمة هذا البيئة الحاضنة، يوجد لدى مجموعة TiE برنامج إرشادي يعتمد على أفضل الممارسات العالمية.
نصائح لرواد الأعمال
-
لا تحاول أن تُقدِّم كل شيء لجميع الناس، بل ركِّز على كفاءتك الأساسية ومجال خبرتك.
-
حاول أن تستهدف تخصصاً غير مستغل في سوق مضمونة (أو نموذج). وما إن تتقن اختصاصك، حاول أن تنمو لتصبح سوقاً بمفردها أو تتوسع أفقياً إلى قطاعات مجاورة.
-
تقع على عاتق مُتلقي الإرشاد مسؤولية تحقيق أكبر استفادة من العلاقة الإرشادية، واستمرار اضطلاع المرشد بتقديم الدعم إليه.
أفضل 7 ممارسات لبرامج الإرشاد الفعالة
-
يُعتبر الإرشاد الفردي أفضل أشكال الإرشاد.
-
عادةً ما تستمر مدة العلاقة الإرشادية الجيدة من 12 إلى 18 شهراً.
-
فرز المُرشِدين المؤهلين واختيارهم وتوزيع مُتلقي الإرشاد عليهم على نحو مُنظَّم.
-
اختيار المُرشدين المناسبين لمُتلقي الإرشاد بناءً على المهارات والاحتياجات وليس حسب القطاع الصناعي.
-
تُقدِّم معظم البرامج الإرشادية الجيدة برنامجاً تدريبياً إلزامياً للمُرشدين.
-
يلتزم المرشدون بقضاء ساعتين أو 3 ساعات شهرياً لتوجيه كل فرد.
-
لمعظم البرامج الإرشادية لائحة قواعد سلوكية مُحدَّدة بدقة.