خمس خطوات لتصبح شركتك نجم فيديوهات [رأي]
يوماً بعد يوم، أرى كيف تثبت الفيديوهات على الإنترنت قدرتها وفعاليتها في تطوير العلامات التجارية للشركات الصغيرة ورواد الأعمال وتمكينهم من التواصل مع عملاء جدد.
واليوم، يَستخدم مليار شخص موقع "يوتيوب" Youtube، أي ثلث جميع مستخدمي شبكة الإنترنت، ومن المتوقع أن تشكِّل الفيديوهات على الإنترنت 79% من حركة البيانات على الشبكة بحلول عام 2020.
في المنطقة العربية، يزداد عدد ساعات مشاهدة فيديوهات "يوتيوب" بمعدّل 60% سنوياً، ما يجعل المنطقة في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث وقت المشاهدة.
من روّاد الأعمال الذين يضعون الفيديوهات في صلب الاستراتيجية التجارية، رائد الأعمال سايجين يالتشين المقيم في دبي، ومؤسّس منصة بيع السيارات "بيع أي سيارة" Sellanycar.com. يستخدم سايجين قناته على "يوتيوب" لتطوير علامته التجارية وإضفاء طابع شخصي على شركته، وكذلك للترويج لمبادراته المجتمعية المتنوعة.
في المقابل، يواجه جميع رواد الأعمال الذين أتعاون معهم تحدّياً واحداً مشتركاً، وهو بناء صلة حقيقية وطويلة الأمد بين علامتهم التجارية وجمهورهم.
لذلك إليك الأساسات الخمسة التي ستساعدك في بثّ رسالتك، وزيادة عدد المشتركين في قناتك، والوصول إلى جمهور شغوف بما تقدّمه.
1. أنشئ محتوىً قيّماً تشعر بالشغف حياله
- اجعل محتواك محدداً، واستغلّ هذه الفرصة للتواصل مع جمهور مرحب لرسالتك.
اكتشف ما يلهمك وحدّد أفضل المواضيع التي يمكنك أن تنشئ عنها محتوى تشعر بالشغف حياله، ثمّ توجّهه للجمهور المهتمّ به. عليك أن تعرف أنّ رسالتك مجرّد رسالة بين ملايين الرسائل على الإنترنت، لذا من المهمّ أن تفهم المجتمع الذي تتفاعل معه وموقعك المناسب فيه. كذلك، تستضيف منصّات الفيديو على الإنترنت عدداً ضخماً من المجتمعات المتخصّصة في العالم العربي، من ذواقة الوجبات السريعة إلى المتخصصين بالتصميم الداخلي والديكور وحتى هواة الموسيقى البديلة.
ما زالت دورة حياة قطاع محتوى الإنترنت العربي في مراحلها الأولى، رغم أنّ عدد ساعات المحتوى المحمَّل بالعربية يزداد بنسبة 40% سنوياً. وهذا يعني أنّ هناك فرصة سانحةً لاحتلال مكانٍ في السوق وتكوين قاعدة جماهيرية قوية باستخدام الفيديوهات العربية.
2. لا تتوقف عن تطوير المحتوى
- ركّز على صِيَغ العرض المتسقة والمفيدة التي تقدّم شيئاً ذا قيمة لجمهورك.
رأيت الكثير من رواد الأعمال يحمّلون مقطع فيديو على قناتهم على "يوتيوب" للترويج لمنتجاتهم، دون أن يبالوا بمشاهديهم. ومقاطع الفيديو هذه التي تحمّل لمرّة واحدة، لا تكون عادة جزءاً من سلسلة فيديوهات ولا من جدول محدد لتحميل الفيديوهات.
الشركات الناشئة التي تنجح على "يوتيوب" تقدّم محتوىً يجده المشاهدون قيماً: القنوات التي يشترك فيها المشاهدون.
مقطع الفيديو الوحيد الذي يحقق انتشاراً واسعاً يمكن أن يكون مفيداً، ولكن إن أردت التواصل فعلاً مع جمهورك عليك أن تضع جدولاً منتظماً لتحميل الفيديوهات، وأن تستخدم إطاراً للمحتوى لوضع استراتيجية محتوى شيقة.
ومن أطر المحتوى المناسبة "دعم-محوري-مساعدة" hero-hub-help.
استطاعت شركة "19فات" Vat19 للهدايا عبر الإنترنت أن تجمع أكثر من ثلاثة ملايين مشترك لقناتها، من خلال عرضها "وقت رائع" Awesome Time.
3. تواصل مع جمهورك
- ركّز على الفيديوهات التي ترسم ملامح شخصية مميزة لعلامتك التجارية، وتفاعل مع جمهورك.
ينبغي على منشئي الفيديوهات التحدّث إلى المشاهد مباشرة وكأنّه صديقهم. فقد أظهرت دراسةٌ أعدتها شركة "إبسوس كونكت" Ipsos Connect عام 2015 أنّ 39% من المشتركين في "يوتيوب" من جيل الألفية يقولون إنّ منشئ الفيديوهات المفضّل لديهم يفهمهم أكثر مما يفهمهم أصدقاؤهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمشتركين أن يتفاعلوا معك من خلال التعليقات التي يتركونها على فيديوهاتك ومشاركة هذه الفيديوهات مع الآخرين.
التواصل مع الجمهور المستهدف خطوة أولى أساسية للنجاح.، وهذا ما يفسّر أهمّية عمل رواد الأعمال على إضفاء ملامح إنسانية على جهودهم، مثلاً عن طريق ظهور أحد الأشخاص العاملين من هذه العلامة التجارية. وعندما تتمثّل شركتك من قبل شخص حقيقيّ يتجمع الجمهور حوله ويستمعون إليه ويتواصلون معه، فهذا سيجعل الشركة الناشئة تحمل شخصية هذا الفرد على الإنترنت.
ولا تنسَ أنّ هذه علاقة تبادلية، ومن المهم أن تصغي إلى جمهورك وتتعلّم من ملاحظاته وتعقيباته.
4. تعاون مع غيرك من منشئي الفيديوهات
- تعاون مع غيرك من منشئي الفيديوهات وكن عضواً فاعلاً في مجتمع الإنترنت لمدّ جسور الثقة بينك وبين جمهورك.
في العام 2015، من بين أكثر عشرة مشاهير تأثيراً كان هناك ثمانية من نجوم "يوتيوب"، وقال 61% من المشتركين إنّ رأيهم في العلامة التجارية تأثّر بمنشئ الفيديوهات الذي يتابعونه، وذلك وفق دراسة أجرتها مجلة "فارايتي" Variety.
بنى العديد من منشئي الفيديوهات علامات تجارية عالمية عبر مشاركتهم قصصاً مقنعة ومثيرة للاهتمام بصدق، وهم بالفعل يتحدّثون إلى جماهير ترغب أنت في الوصول إليها. لذا فإنّ معرفتك بكيفية إيجاد هؤلاء المبدعين المؤثرين والتعاون معهم ستزيد من مصداقيتك، بغضّ النظر عن الشريحة التي تستهدفها.
يوجد منصّات مثل "فايم بت" Fame Bit تساعد منشئي المحتوى والعلامات التجارية على إيجاد بعضهم البعض والتعاون معاً من خلال اتفاقيات الرعاية والدعاية المدفوعة. لنتأمل هذا النموذج على سبيل المثال، اكتشف علاء وردي و"أنغامي" Anghami القيمة الأساسية المشتركة بينهما: حبهما الأزلي للموسيقى العربية.
5. سهّل إمكانية اكتشاف محتواك
- تابع اهتمامات الناس وما يبحثون عنه في الوقت الحالي، واحرص على زيادة فرص إيجاد الفيديوهات التي تعدّها.
تعرّف إلى الأمور الشائعة حالياً وحضّر محتواك بما يتناسب مع التوجّهات المنتشرة بين الجمهور.
يمكنك استخدام أداة "جوجل ترندز" Google Trends المجانية لتساعدك في معرفة ما يبحث عنه الناس. بالإضافة إلى ذلك، إن كان لديك قناة على "يوتيوب"، يمكنك دراسة مصطلحات البحث المستخدمة من أجل إظهار محتواك، واستخدام هذه المعلومات في إعداد استراتيجية محتواك.
انطلق الآن، وشارك العالم رؤيتك وشغفك وأفكارك، وابنِ جسور التواصل الصادق مع جمهور سيساعد شركتك على التقدم.
الصورة الرئيسية من "بيكساباي" Pixabay