نحو بناء منصّة لإطلاق ريادة الأعمال في العراق [رأي]
ينشط على الساحة الريادية العراقية عدد من اللاعبين الذين يساعدون الشركات الناشئة من بينهم "فكرة سبيس" Fikra Space التي انطلقت في العام 2014 ولكنهم جميعاً يعملون كجزر منفصلة.
لذلك يحتاج تسريع ريادة الأعمال إلى إيجاد بيئة حاضنة تتضافر فيها جميع الجهود وإلى تركيز جميع نشاطاتنا على هدف واحد ألا وهو استحداث فرص عمل جديدة.
وفي هذا السياق، تقترح شركتي "ريتس" (إتحاد رامن لحلول تكنولوجيا المعلومات المحدودة) RITS (Ramin Information Technology Solutions) التي قضت معظم العام 2016 في تأسيس أول حاضنة أعمال في العراق للمتخرجين من "كلية المنصور الجامعة"، الارتقاء بالريادة العراقية إلى المستوى التالي.
ويقوم مقترحنا على إنشاء مركز عراقي لريادة الأعمال سيكون بداية العرض الذي سنطرحه على الحكومة ومؤسسات أخرى في العراق للحصول على مساعدتها في تحقيق ذلك، علماً أننا مستعدون للقيام بذلك بمفردنا.
سيكون مقر المركز في بغداد، مع احتمال إنشاء مكاتب تمثيلية في أنحاء العراق، وسيقوم بدور منظمة متعددة الوظائف لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة من خلال المساعدة في توليد الأفكار الهادفة إلى حل المشاكل العراقية الفعلية.
والمركز المقترح هو بمثابة حاضنة أعمال ضخمة، تؤمّن مرافق للمخترعين العراقيين وللأجيال الجديدة من رواد الأعمال. ولدينا شعور قوي بأنه يجب أن يترك أمر تشغيل المركز للرياديين ومن دون أية علاقة مع دائرة حكومية وذلك من أجل حمايته من الشلل الذي يعاني منه الجهاز الحكومي العراقي برمّته.
تصوّرنا لهذا المركز أن يعمل كنقطة جذب تثقّف الشباب في مجال ريادة الأعمال.
سيضم المركز معرضاً علمياً دائماً، وجناحاً خاصاً بالموسيقى من أجل تحقيق بعض التوازن مع طغيان التكنولوجيا على جزء كبيرمن عمل مركز الريادة، وقسماً للطاقة البديلة بالإضافة إلى إنشاء فريق علمي مكوّن من خبراء لرفع الحلول التي يوصي بها إلى الحكومة.
أما العناصر الرئيسية التي ستدعم الريادة بشكل مباشر فهي:
1 ـ مركز للمشاركة الجماعية: أطلقت "ريتس" أول "تجمّع للمشاركة الجماعية" التي يستضيفها "لينكد إن" Linkedin ولكنّها سترى النور لاحقاً كمساحة فعلية مستقلة على الأرض لديها مواردها الخاصة تجمع رياديين عراقيين وخبراء في مجالهم من حول العالم لدعم الشركات الناشئة في العراق. وستطلق نسخة رقمية منها قريباً تحت مسمّى "سفينة نوح" Noah's Ark الذي يتضمّن معنى رمزياً نأمل أن يكون واضحاً.
2 ـ مختبر التصنيع ("فاب لاب" fablab): سيتم تجهيزه وفقاً لمعايير "فاب لاب" المنبثقة من معهد ماساشوستس للتقنية MIT ويكون عضواً في مجتمع الـ"فاب لاب" العالمي. وسيكون هذا المرفق بمثابة نادي للمخترعين الشباب والمهندسين البالغين ونأمل في انضمام مهندسين سابقين في الجيش إليه. (يشار إلى أنه بعد العام 2003 كان لدينا في العراق آلاف المهندسين الموهوبين الذين لم ترغب الحكومة الجديدة بهم ـ وحين أردنا صناعة يد اصطناعية عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد ولم نجد من يبيع طابعات من هذا النوع في العراق، لجأنا إلى مهندس سابق في الجيش ومحاضر حالي في الجامعة، لصناعة أول طابعة من هذا النوع في العراق بأدوات تركيب ذاتي).يجب أن يكون المختبر مفتوحاً للرعاية من قبل الشركات الكبيرة التي تعمل في العراق التي يمكنها إما تمويل شراء معدّات المختبر أو تمويل المشاريع الفردية. ونقترح أن تشرف مساحة التصنيع: "المخيم العلمي في البصرة" Basra Science Camp على تشغيل هذا الجزء من المركز.
3 ـ حاضنة الأعمال الريادية: الهدف العام من الحاضنة هو ضمان أن تتمتّع الشركات الناشئة العراقية بالمهنية والعصرية والابتكار والإبداع وروح التعاون والفعالية. ستتيح الحاضنة لأي ريادي الفرصة للانضمام طالما أن مشروعه سينفّذ في العراق بشكل كامل أو جزئي.
4 ـ ريادة اجتماعية: هذا الجزء من المركز مخصص لنوع خاص من الريادة وهو مجال المشاريع التطوّعية. فمعظم المجموعات التي تتكاثر في العراق أسسها شباب، ومن بينها "فريق بصمة خير" Good Imprint Team التطوعي الذي يعمل في مخيمات اللاجئين و"بناة العراق" Iraq Builders الذي يبني منازل للعائلات المهمّشة ويجري تصليحات فيها. ونحن نعتقد بأن مركز الريادة يجب أن يكون منظمة تعمل كمظلة لهذه المجموعات لتكون أكثر تنظيماً في حملاتها وأن يتيح لها استخدام مرافقه مثل قسم المشاركة الجماعية للتواصل مع أشخاص من منظمات مماثلة حول العالم.
5 ـ الأهوار العراقية: مع إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي المحمية، تبرز الحاجة إلى انطلاق الكثير من المشاريع الريادية الجديدة في مجالات الزراعة والسياحة والحرف اليدوية. وبالفعل بدأت شركتنا و"المخيم العلمي" و"طبيعة العراق" والمخترع العراقي محمود حسين العمل على مشروع ريادي مشترك لإعادة إحياء اقتصاد الأهوار.
6 ـ التمويل الجماعي واتفاقيات الرعاية والمسابقات: يمثل التمويل المشكلة الأكبر للرياديين العراقيين. لذلك بدأت "ريتس" بالعمل على آلية للتمويل الجماعي عبر موقع "سفينة نوح"، ستبصر النور هذا العام. وستتيح الآلية فرص الحصول على تمويل أمام أي مشروع ريادي معروف لدى المركز وسينفذ في العراق. وقد يطلق المركز أيضاً أنواع أخرى من الجوائز كالجوائز للشركات الناشئة أو للمبتكرين أو المجموعات التطوعية أو حتى الإنجازات الموسيقية. كما سيؤمن الفرصة للحصول على رعاية مباشرة أو استثمار.
7 ـ الملكية الفكرية: في ظل غياب قوانين معمول بها لحماية الملكية الفكرية في العراق، نقترح أن يعمل المركز كمرفق لتسجيل الملكية الفكرية كي يعود الناس إلى هذه السجلات في أية دعاوى قضائية حول تنازع ملكية فكرة ما.
8 ـ الإعلام والتواصل: نرغب في منح الرياديين العراقيين صوتاً عبر قنوات إعلامية متعددة. ويناط بالمركز توزيع الأخبار عن آخر الابتكارات والاكتشافات العلمية والتكنولوجية في العراق والمنطقة.