قطاع تركيا الناشئ: تصميم تجربة المستخدم
أكثر من 600 مشارك يريدون تعلّم كيفيّة تحسين تجربة المستخدم (الصورة من "يو أكس ألايف!")
في حين ينمو مجال تصميم تجربة المستخدم UX يوماً عن يوم في تركيا، إلا أنّ إيجاد المستثمرين لا يزال صعباً. يشكّل ذلك محوراً أساسيّاً من النقاشات التي تناولها مؤتمر "يو أكس ألايف!" UX Alive! في إسطنبول الأسبوع الماضي.
جذبت النسخة الثانية من هذا المؤتمر، الذي يشكّل ثلاثة أيام من التبادل بين الشركات الناشئة والشركات الكبرى تهدف إلى تقوية تجربة المستخدم في تركيا، حوالي 600 مشارك من 23 بلداً من 11 إلى 13 أيّار/مايو.
"تجربة المستخدم أصبحت علماً وفنّاً"، هكذا وصفها
رئيس برنامج التصميم التفاعلي في "أكاديميّة بتسلئيل" Bezalel
Academy، رونل مور.
Ronel Mor: "Increased motivation can improve the perception of user experience" #UXAlive #UXAlive16 pic.twitter.com/ZRavXXqECl
— UX Alive (@UXAliveTurkey) May 11, 2016
رونل مور: "زيادة الحوافز قد تؤدي إلى تحسين نظرة المستخدمين إلى تجربتهم"
أطلق المؤتمر مدير التحرير في مجلّة "سماشين" Smashing Magazine ، فيتالي فريدمان، محفّزا بحديثه الحضور على التفكير بشكل خلاّق خارج الأطر التقليديّة.
وقال إنّ "[المجال] يعلّمك أن تفكّر بشكل عام لإيجاد حلّ لمشكلة عامة؛ كلّنا نحاول إيجاد الطرق الأمثل – ماذا علينا فعله، ماذا علينا تجنّبه – لكن يجدر بنا أن نختبر الأمور التي من المفترض علينا تجنّبها." ولو أنّ هذه النصيحة تبدو وكأنّها بديهيّة، غير أنّ أغلب مصممي تجارب المستخدمين في تركيا تعلّموا هذا المجال بنفسهم وغالباً ما يفتقرون إلى مرشد ليشّجعهم على المخاطرة. لذلك، نصح مئات المشاركين أنّ "يستمرّوا في كسر الحواجز."
قطاع ناشئ
بدوره، شرح سارير سينول من "نورون إسطنبول"، الشركة العالميّة التي تعنى بتقديم الاستشارات حول التصاميم والتكنولوجيا، أنّه "من الصعب إقناع الزبائن بالاستثمار في المستخدم."
تماماً مثل عددٍ كبيرٍ من زملائه، أصبح سينول مصمم تجربة مستخدم بنفسه إذ أنّه تابع بعض الدروس عبر الإنترنت في تصميم تجربة المستخدم وشقّ طريقه إلى القمّة. وفقاً له، "إنّ مجتمع تجربة المستخدم ليس كبيراً، لكنّه نامي".
يحضر سينول الفعاليات التي تنظّمها "جمعيّة يو أكس" لتجربة المستخدم UX Associationفي تركيا ويستفيد من موقع تركيا كمركز تكنولوجي إقليمي. أوضح ذلك شارحاً أنّ "الشركات في المنطقة تتمتّع بمقرّ رئيسي في إسطنبول، وذلك يشكّل فرصة مناسبة لبناء شراكات عالميّة."
امتاز المؤتمر بجوّ لطيف وحاول بنفسه تحسين تجربة المستخدم من خلال تقديم القهوة بشكل مستمرّ وذلك بالإضافة إلى "راحة الحلقوم" التركيّة، والأقلام الجميلة ودفاتر الملاحظات والنعناع المنعش.
في محاولة لإضفاء روح المستقبل إلى المؤتمر، جرى تصميم هذا الأخير ليبدو وكأنّ المستقبل هو اليوم. ظهر كوكب الأرض ورائد فضاء متنقّل على الشاشة في كلّ مرّة يُطلب من متحدّث الصعود إلى المسرح وحاولت الأضواء الخافتة إعطاء انطباع أنّهم في الفضاء الخارجي.
توّجه أكثر من 30 متحدّثاً إلى الحضور بروح الزمالة التي تجدها عادةً في اجتماعات الفرق الأسبوعيّة، ما شمل بعض الشتائم العرضيّة.
تفاوتت العروض من التقنيّة إلى التجريديّة وتناولت مواضيع تتفاوت من منهجيّة تجربة المستخدم، وتصميم الويب، إلى علم النفس وإعداد النماذج الأوليّة. كما أنّ بعض الجمل مثل "لا تخف أبداً الإجراءات المهمّة، واستخدم علامات تبويب لتصنيف المحتوى، واللمحات عن الصور تؤدّي إلى التفاعل، والأكورديون ينجح دائماً (أي التصميم العمودي للائحة محتويات الذي يكشف عن محتوى كلّ من نقاط اللائحة عند الضغط عليها)" أبقت الجمهور في تفاعل دائم، كما جعلتهم يلتقطون الصور للبصريات التوضيحيّة التي قدّمها المتحدّثون.
علماً أنّ تجربة المستخدم تحمل في طيّاتها فنّ التصميم أيضاً، ناقش المتحدّثون أحياناً ما يبدو وكأّنه إخفاقات وجوديّة: التناقض في الاختيارات، وقيمة الخيارات وآثار الدواء الوهمي وصعوبة اتخاذ القرارات.
وقال مؤسس "يوزرسبوتس" Userspots ومستضيف هذه الفعاليّة، مصطفى دالسي، إنّ "هذا العام، استضفنا ورش عمل إضافيّة للترويج عن تقنيّات تجربة المستخدم ونشر المعرفة والخبرة العالميّة في المجتمع المحلّي."
تركيا: أرض خصبة لتجربة المستخدم
تشكّل إقامة "يو أكس ألايف!" في إسطنبول دليلاً على النطاق العالمي لهذا المجال في بناء الجسور بين الثقافات وإنشاء تجربة المستخدم المثاليّة بغضّ النظر عن خلفيّتهم. "تؤسس الإنترنت ثقافة عالميّة، وتقدّم المنتجات نفسها لثقافات متعددة" حسبما شرح مور مضيفاً "إنّ المستخدم رشيق ومرن ومتسامح."
بالرغم من أنّ المؤتمر كان يرحّب بأي شخص يحاول التفاعل مع حاجات عملائه، إلا أنّ قطاعي المصارف والتجارة الإلكترونيّة شكّلا أكثر القطاعات حضوراً في مجال تجربة المستخدم في تركيا.
وفقاً لمدير تصميم تجربة المستخدم في "باي بال" PayPal، مايكل مكاي، إنّ "مصالحها الكبيرة في تركيا تعود إلى العدد الكبير من الأتراك الذين يعيشون في الخارج، فالتكنولوجيا الماليّة متطوّرة كثيراً وتوجد سوق كبيرة للتسوّق خارج لبلاد."
Claire Rowland: "Merhaba!" #UXAlive #UXAlive16 pic.twitter.com/Jm2Jqa7oWQ
— UX Alive (@UXAliveTurkey) May 11, 2016
كلير رولاند: مرحبا!
في حديثها عن إنترنت الأشاء وتجربة المستخدم وبخاصة عندما تناولت موضوع الوتيرة السريعة التي تتطوّر بها "أشياء الإنترنت"، قالت المستشارة المستقلّة في تجربة المستخدم والمنتجات، كلير رولاند، إنّ هناك شيئاً يحدث وإنّه سيتحوّل سريعاً إلى أمر طبيعيّ. وقد قالت إنّ "الرؤى المستقبليّة اللامعة تظهر كالسحر لكن في الحقيقة غالباً ما تفشل الأساليب الجديدة." مع ذلك، حثّت الحضور على مواصلة الاختبارات والتجارب وأن يحققوا النموّ محافظين على الأطر الأخلاقيّة في العمل، وهو موضوع مشترك طرحه كلّ المشاركين في هذا المؤتمر.
مرّ الوقت بسرعة وكأنّ لا شيء يحدث، إلاّ تنوّع المأكولات وعمليّة الابتكارات المتقطّعة. "اتّخاذ القرار أمر صعب" لفت زومبرونين في تصريحٍ ترك أثراً جليّاً في قرارة الناس. "إنّ [تجربة المستخدم] تجعل الناس مرتاحين تجاه القرارات التي يتّخذونها."