هل يكون الدّفع قبل التّوصيل حلاً بديلاً للتسوق الإلكتروني في المنطقة؟
مؤسسا "كاش باشا" (الصور من "كاش باشا")
يتم إجراء 80% من التّجارة الإلكترونيّة في المنطقة العربيّة عبر الدفع عند التّسليم، وفقاً لتقرير "بيفورت" لعام 2014.
تُعتبر خدمة الدّفع عند التّسليم نموذجاً جيداً لضمان حقوق المُشتري، ولكنّها تُشكّل خطراً ماديّاً على التّاجر إذ أنّ الكثير من المشترين لا يستلمون الطّرود التّي يكون قد اشتراها التّاجر مُسبقاً.
وبالتالي، فإنّ إنشاء نموذجٍ يضمن حقوق التّاجر والمُشتري بشكلٍ أفضل أصبح هاجس كلٍّ من الرياديَّين فؤاد جريس وسنان طيفور، وقد دفعهما لتأسيس "كاش باشا" Cash Basha.
توّفر المنّصة الإلكترونيّة "كاش باشا" حلّاً بديلاً للتسوّق عبر الشّبكة الإلكترونيّة عن طريق الدّفع قبل التوصيل، عوضاً عن عند التّوصيل. وهذا يعني أنّ عمليّة جمع النّقود تّتم قبل شراء التّاجر للطرود.
في هذه الحالة، إذا قرّر المُشتري عدم استلام الطّرد، فالتّاجر لن يتضرّر لأنّه لن يكون قد اشترى.
هذا النّموذج لا يُقلّل من الخسائر الماديّة المتُعلقة برسوم الشّحن والمُشتريات فحسب، حسبما يقول طيفور خلال مقابلةٍ مع "ومضة"، بل يُجنّب التّاجر أيضاً استئجار مخزنٍ لوضع الطّرود التي تمّ شراؤها ولم يستلمها المُشتري.
حاليّاً، يستضيف موقع "كاش باشا" تاجراً واحداً وهو "أمازون" Amazon. وبهذا الصّدد، يقول جريس إنّ "نظامنا يعمل على أيّ موقعٍ للتجارة الإلكترونيّة، لكنّنا اخترنا 'أمازون' لأنّ نسبةً كبيرة من المشترين الإلكترونيّين يعتمدون عليه"، كما وإنّ المواقع الأجنبيّة كـ"أمازون" لا تقوم بشحن الطّرود إلى المنطقة العربيّة ولا تستقبل الدّفع النّقدي.
التسّوق الإلكتروني بتوقعات دقيقة ومن دون تسجيل دخول
توّفر منصّة "كاش باشا" خدمتين تميّزها عن مثيلاتها في السّوق.
أوّلّاً، لستَ مُضطرّاً كمشترٍ لأن تتسوّق عبر حسابٍ خاص، إذ يمكنك أن تزور الموقع كزائرٍ وحسب. هذه الخدمة غير متوفرّة في منصّات أخرى مثل "شوب أند شيب" Shop and Ship، أو موقع "إدفعلي" edfa3ly.com في مصر.
في الفترة التجريبيّة، طلب جريس بنفسه 400 طرداً.
وثانيّاً، يوّفر الموقع تقديراً لرسوم الجمارك والشّحن التّي عادةً ما تكون غير مُحدّدة إلّا بعد الاستلام، وذلك وفق خوارزميةٍ مبنيّةٍ في النّظام. وفي حال كان التّقدير غير دقيق وتبيّن أنّ الرّسوم أغلى من التّقدير، فالشّركة تتولّى أيّ تكاليف إضافيّة.
يتمّ جمع المال من المُشترين في الوقت الحاليّ عن طريق خدمة "من باب بيتك"، ولكن احتماليّة جمعها عن طريق البنوك واردةٌ جدّاً.
بداية "كاش باشا"
منذ الصغر، أبدى المؤسِّسان اهتماماً بالمشاريع التكنولوجية، سواء عن طريق بيع أقراص مدمجة أو عقد اتفاقيّاتٍ مع مقاهي الإنترنت.
كما أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يعمل فيها المؤسِّسان مع بعضهما البعض. فقبل "كاش باشا"، عملا على عدّة مشاريع من أبرزها "كودلي" Codely، وهي شركة لتعليم البرمجة للأطفال.
وبالرغم من عملهما في وظائف جيّدة قبل تأسيس "كاش باشا" في عام 2014، بحيث كان جريس يعمل مع "دي وان جو" D1go و"أويسيس 500" Oasis 500، وكان وطيفور يعمل مع "جواكر"Jawaker، إلّا أنهما قرّرا التّخلّي عن كلّ شيء والتّركيز على فكرتهما.
يقول جريس عن هذا الأمر: "شعرنا أننّا إذا أردنا أن نبتكر شيئاً، يجب أن نستثمر كلّ ما نملك لتحقيقه، أن نترك كلّ شيء ونركّز 100% على المشروع."
وبالمثل يشير طيفور إلى أنّه "عندما ما تستمر في محاولة إثبات فكرتك، يكون الأمر صعباً للغاية على الصّعيد العاطفي. لا يمكن أن يكون لديك وظيفةٌ دائمة وأن تتعامل مع التّوتر في الوقت نفسه".
عزم المؤسِّسان على تحدّي فكرتهما قبل إطلاقها، فوضعا لنفسيهما هدفاً يحدّد مصير الشركة، ألا وهو عدد الطلبيات التّي سيحققانها خلال شهرٍ واحد. فإن لم يتلقّيا خلال شهر واحد 60 طلبيّة، كانا سيوقفان المشروع. وممّا أثار استغرابهما أنّهما لم يحتاجا إلى أكثر من يومَين فقط لكي يحقّقا الشّرط. وحينها تيّقنّا أنّ المشترين في الأردن مُتعطّشين إلى خدمةٍ كهذه.
يعلّل طيفور هذا النّجاح بقيمة الفكرة، ويقول إنّهما لم يضطرّا إلى إقناع جمهور، لأنّ المُنتج صُمّم على أساس اهتمام الزبائن وليس العكس.
ويتابع بالإشارة إلى أنّهم في "كاش باشا" يعتقدون بوجود "نموذجين: إمّا دفع الفكرة إلى الزبائن، أو سحبها منهم. تضطرّ الشركات الأخرى أن تدفع بمنتَجاتها نحو المستخدم مّما يضيف أعباء ماليّةً على الشّركة. أمّا في حالتنا، فالمُستخدم يَعرف ما يحتاجه، ودورنا هو تلبيّة هذا الاحتياج؛ هذا أسهل بكثير".
االفريق يعمل في "منصّة زين للابداع".
استثمارات استراتيجيّة وتّوّسع إلى السّعوديّة
منذ إطلاقها، ضمّ فريق الشركة 6 أعضاء إضافيين إلى مقرّها في "منصّة زين للإبداع" ZINC في "مجمّع الملك حسين للأعمال" King Hussein Business Park في عمّان، الأردن.
تستقبل الشركة في الوقت الحالي من 6 آلاف إلى 8 آلاف طرد في الشّهر، وتجني ربحها من الدولارات الـ5 التي تضيفها على الكُلفة الإجماليّة، إضافة إلى التّخفيضات التي تتلقّاها من شركة الشحن.
نجحَت الشّركة في الحصول على استثمارين استراتيجيين مع "أرامكس فينتشرز" Aramex Ventures و"500 ستارتبس" 500 Startups، بالرغم من أنّها بدأت تجني الأرباح بحسب جريس.
وعن توسّع الشركة إلى السّعوديّة هذا الشهر لمباشرة عملها هناك، يقول جريس: "اخترنا السّعوديّة لأنّها الصيد الأثمن في المنطقة، فهي تحتوي على سوقٍ كبيرةٍ تضم زبائن كُثر يبحثون عن حلول لتسوّقهم الإلكتروني، ويعتمدون على الدّفع النّقدي".