نيفين الطاهري: هذا ما أعرفه عن النساء في ريادة الأعمال
المستثمرة ورائدة
الأعمال نيفين الطاهري "فخورة للغاية" بالنساء المصريات (الصورة من
"ميلكين إنستيتوت" Milken Institute)
نيفين الطاهري هي رائدة أعمال متسلسلة ومستثمرة تشير إلى أنها تحب دعم النساء في البيئة الرياديّة المصريّة.
لذلك، ومع حلول اليوم العالمي للمرأة بدا من المناسب عرض أفكار الطاهري عن المرأة في عالم ريادة الأعمال في مصر في التسعينات وعن المرأة كمستثمرة اليوم.
أطلقت الطاهري احدى شركات الوساطة brokerage companies القليلة في البورصة المصرية التي أعيد إحياؤها عام 1994، وأصبحت أول امرأة تعمل في قاعة التداول التي يهيمن عليها الرجال. تخبر اليوم الطاهري قصص تلك الحقبة مبتسمةً لكّنها أقرّت في منتدى في بيروت الأسبوع الماضي أنّها في ذلك الوقت، لطالما شعرَت بالرغبة للعودة إلى المنزل والبكاء، لكّنها بالرغم من ذلك، أبت أن تستسلم لها.
وفي حديثها مع "ومضة"، توضح الطاهري أنّها بنت 13 شركة، وتخارجت منها (في صفقات بيع او استحواذ) 17 مرّة إذ إنّها كانت تبتاع أسهماً فيها من جديد.
تستثمر رائدة الأعمال هذه في الشركات الناشئة من خلال "138 بيراميدز" 138 Pyramids التي اطلقتها عام 2012 برأسمال يبلغ 10 ملايين دولار.
وعن استثماراتها، تقول الطاهري إنّ "عملنا لا يركّز على التكنولوجيا سوى إذا كانت بهدف خلق فرص عمل أو التمكين بشكل عام. الجميع يركّز على القطاع التكنولوجي لذلك قررنا التركيز على كافة القطاعات الأخرى."
وفقاً لموقعها، استثمرت "138 بيراميدز" في أربع شركات، منها شركتان أسستها نساء وهي "تمرازا" Temraza و"وكالة البركة" Barakah Agency، لكنّ هذه الأخيرة قد اندمجت مع شركة أخرى.
عليك أن تثبتي نفسك للمنافسة في عالم الرجال. عام 1994، كانت البورصة حكراً على الرجال وكانت شركتي الأولى التي تأسست على يد امرأة وتقوم امرأة بإدارتها. بلغ [مجموع] الشركات 12 شركة وكنت المرأة الوحيدة في قاعة التداول. لا التهنئة ولا قلّة الاحترام كانا في الحسبان إذ كان الجميع يتجاهلك، لكنّ التحدّي الأكبر كان في إقناع العملاء بكفاءتك التي تساوي كفاءة الرجل.
هيمنة الرجال لا تهمّ لطالما تتمتعين بالكفاءة. في بعض المشاريع التي عملت عليها، كان يختار العميل أحد المنافسين بعد لقائهما في مطعم أو على ملعب الجولف. وكانت عمليّة بناء الشركة كثيرة الصعوبة، لكن بعد أن أثبت جدارتي وعلم الناس بكفاءتي [في إقامة الصفقات والتخارج منها]، أصبحت هذه العمليّة أسهل بكثير.
علينا أن ننشئ قنوات لضمّ النساء إلى نادي الرجال. في البيئة الرياديّة في مصر، يوجد نادي للرجال لكنني ضمنه. كذلك، فإنّ التكنولوجيا جزء من هذا النادي، وأنا أيضاً؛ أنا هو هذا النادي. وبالتالي، يجب إنشاء البنى التحتيّة التي تسمح للنساء بالانضمام إليه.
مخاطرة المصريات غالباً ما تكون أكبر من مخاطرة المصريين. تتمتع المصريات بذكاء كبير بخاصة في المجال الريادي. غالباً ما يضطرّ الرجال إلى تأمين لقمة العيش، لكن والد المرأة أو زوجها يعيلها. لذلك، عندما تقرر المرأة أن تدخل إلى عالم ريادة الأعمال، فهي تغوص في تفاصيله بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، يمكنها اتخاذ مخاطرة أكبر لأنّه لا يتوجّب عليها تأمين مورد الرزق.
في الألفة بين بين رائدات الأعمال. حوالي 80% من استثماراتي هي في مشاريع أسستها نساءٌ. يتأثّر التوجّه الاستثماري بخبرات روّاد الأعمال المستثمرين، فكلّ منهم لديه فكرة عن إدارة الشركات الناشئة مبنيّة على المعرفة التي اكتسبوها في مسيرتهم. أنّا محظوظة لأنني امرأة وأقابل الكثير من النساء. هل حالتي مختلفة [عن المستثمرين الآخرين]؟ لا أعلم، لربّما بعد بضعة أعوام، يمكننا أن ننظر إلى الوراء ونرى كم من صناديق الاستثمار قد استَثمَرَت في النساء.
الاستثمار يرمز إلى ردّ الجميل. آمل أن يصل يوماً الأفراد الذين أستثمر بهم إلى مكانتي التي أنا عليها الآن، وأن يؤسّسوا فرص عمل جديدة. لقد جنيتُ الكثير من المال عن طريق تأسيس الشركات وبيعها؛ فكيف أردّ الجميل فيما يتعلّق بالخبرة والمعرفة التي اكتسبتُها؟ تقدّم الشراكة التي أقيمها بروّاد الأعمال نوعاً من الصلابة والقوّة لهم، إذ أنّهم يعلمون من خلالها أنّهم ليسوا مضطرين للبحث بعيداً عن الخبرة والمعرفة والنموّ.
لا ضمانة لوجود المستثمرات في المستقبل. من الصعب تحديد ما إذا كنّا سنجد مستثمرات نساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنّ ذلك لا يهمّ لأنّ التمييز بين الجنسين يغيب عن عالم الاستثمارات حيث لا يهمّ من يستثمر.
يمكن لأي أحد أن يصبح مستثمراً تأسيسياً. لا أنصح النساء باستثمار الأموال فقط. كمستثمرة تأسيسيّة [...] تكمن الأهميّة في اختيار رائد الأعمال والشركة التي تثير اهتمامك. وبالتالي، رغم احتمال عدم نجاح الشركة، لن تكون الأموال قد ذهبت سدى فضلاً للمعرفة التي اكتسبها روّاد الأعمال منك والتي تسمح لك بالاستثمار بهم مرّة ثانية.
اعرفي أسلوبك الاستثماري. من جهتي، لا أستثمر الأموال سوى بالشركات الناشئة في مرحلة متقدّمة. فلا أعلم كيفيّة الاستثمار بالأفكار، أستثمر فقط بالشركات والأشخاص الذين حققوا الأرباح وأثبتوا نجاح فكرتهم.