'ميكس أن منتور' القاهرة: 'بيفورت' تعلن عن مسرعة لأعمال التكنولوجيا المالية
نحو 70 رائد أعمال، معظمهم مع شركات ناشئة في مراحلها الأولى، جاؤوا من أجل أعمالهم والتشبيك وبناء العلاقات. (الصورة لـ رايشتل وليامسون)
أعلن مدير "بيفورت" Payfort عمر سدودي، خلال فعالية "ميكس أن منتور" Mix N’ Mentor التي أقامتها "ومضة" في مصر، عن إطلاق مسرّعة أعمالٍ تُعنى بالتكنولوجيا المالية، وذلك في غضون شهرَين على الأرجح.
وفيما تُجري الشركة في هذا الوقت محادثاتٍ مع "أربع أو خمس" شركاتٍ ناشئة، فإنّ المسرّعة الجديدة ستقدّم للشركات ما يصل إلى 100 ألف دولار كتمويلٍ مقابل أسهم، ونفاذاً إلى شبكة "بيفورت" وقاعدة بياناتها عن التجّار، بالإضافة إلى مساحةٍ مكتبية وخدماتٍ قانونية ومحاسبية.
وقال سدودي خلال جلسة النقاش التي شارك فيها: "نشعر أنّ بإمكانهم [الشركات الناشئة] مساعدتنا على الابتكار بشكلٍ أسرع ممّا نفعله نحن، والفكرة بأكملها تقوم على إعدادهم ليصبحوا جاهزين لدخول السوق."
هذا وستضمّ المسرّعة سنوياً ما يصل إلى أربع شركاتٍ ناشئةٍ من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تختصّ بالتكنولوجيا المالية وتعمل في مجال التجارة الإلكترونية، سواء كانت غير مسجّلةٍ بعد أو تحتاج إلى فهم القوانين التي عليها الالتزام بها.
التكنولوجيا المالية إلى الواجهة
خلال فعالية "ميكس أن منتور" القاهرة التي أقيمَت في "جريك كامبس" GrEEk Campus يوم الخميس الماضي، برز قطاع التكنولوجيا المالية المزدهر في مصر إلى حدٍّ كبير.
وكان من بين المشارِكين، موقع "فلوسي" Feloosy الإلكتروني الذي يقدّم خدمة التخطيط المالي، وتطبيق الدفع ببطاقات الائتمان "باي مي" PayMe، اللذان عرضا أفكار أعمالهما على كلٍّ من "سوق.كوم" Souq.com و"بيفورت" خلال جلسة الوصول إلى الأسواق Marketplace التي تسهّل الحصول على شراكاتٍ ممكنة مع الشركات الكبرى.
كذلك، فإنّ رئيس قسم الخدمات المصرفية الرقمية في "البنك التجاري الدولي" CIB، محمد الصبان، الذي كان يجول بين الجلسات الصباحية، قال لـ"ومضة" إن البنك يدرس إنشاء حاضنة لأعمال التكنولوجيا المالية.
أمّا قطاع التكنولوجيا المالية في مصر فكان من أوائل روّاده خدمة "فوري" Fawry لدفع الفواتير التي انطلقَت في عام 2009، بالإضافة إلى بعض تطبيقات المحمول التي تقدّم محفظة إلكترونية ترتبط بحسابٍ على الهاتف. كذلك دخلت هذه السوق أيضاً شركة "دوباي" Dopay (مقرّها المملكة المتحدة) منذ عام 2014، وهي خدمة لتسهيل عملية دفع الأجور والمرتّبات ولتزويد الذين لا يمتلكون حساباتٍ مصرفية بهذه الحسابات.
كريم الشافعي من "سوق.كوم"، وعمر سدودي من "بيفورت"، ومحمد الخس من "أرامكس"، وكامل الأسمر من "ومضة".
النصائح الصافية
جذبَت فعالية "ميكس أن منتور" لهذا العام في الغالب الروّاد الذين يديرون أعمالاً في مراحلها الأولى، والذين جاؤوا حاملين أسئلةً عن كيفية جمع التمويل لتوظيف فريق عمل أو تسهيل الطريق أمام المفاوضات مع العميل الكبير الأوّل.
وبالتالي، يمكن القول إنّ معظم النصائح شملَت عنصرَين أساسيّين هما: التركيز على جانبٍ واحدٍ من الأعمال، وتحديد العملاء المناسبين (ومن ثمّ نموذج العمل).
ركّز على منتَجٍ واحد: "اختاروا نوع الأعمال الذي تريدون القيام به،" حسبما قال مؤسّس "ڤيزيتا" Veezeeta أمير برسوم لمروان إمام من "بيس كيك" للإنتاج Piece Cake Productions، خلال الجلسة المخصّصة لتطوير الأعمال. كما أخبر برسوم رائد الأعمال هذا أنّ عليهم الاختيار بين بيع المنتَجات مباشرةً (إنتاج المسلسلات التلفزيونية أو التي تُعرَض على الإنترنت، ذاتياً)، أو تقديم خدماتهم الإنتاجية لشركتٍ أخرى B2B.
ركّز على استراتيجية عملك: شركة "إسكايب إتش دي" EscapeHD للواقع الافتراضي VR عرضَت مشكلتها التي تكمن في صعوبة اختيار الطلبات التي ينبغي إعطاؤها الأولوية، فحصلَت على نصيحةٍ صريحة: ركّزوا على عملكم الأساسيّ ولا تعطوا أهمّيةً للصفقات التي لا تندرج ضمنه.
ومن الطرق المناسبة للقيام بهذا الأمر، تطوير مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs الخاصّة بالشركة.
حدِّدْ عمليك الحقيقيّ: أراد يحيى البحيري، مؤسِّس موقع ترجمة كلمات الأغاني "مدبلج" Modablaj أن يعرف كيف يحقّق المال من عمله بشكلٍ أفضل، فحصل على اقتراحٍ ينصحه بأن يحدّد الشخص الذي سيحصل على أكبر قيمةٍ من المنتَج المعروض.
وأشار الشريك المؤسّس لـ"رايزاب" Rise Up، كون أودونيل، إلى إنّه ربّما حان الوقت لاختبار نموذج الاشتراك، المفهوم الذي لم يكن يحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ حتّى الآن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال إنّ "السوق تتغيّر. فبعدما لم يكن أحدٌ يرغب في استخدام بطاقته المصرفية عبر الإنترنت، قامَت شركاتٌ مثل ’أوبر‘ Uber بتغيير هذا. وبعدما كان من الصعب دفع الأشخاص للتسجيل والاشتراك في بعض الخدمات، بات الأمر أسهل الآن. وفي كلّ الأحوال، عليك أن تُثبت لنفسك وللمستثمِرين ما هو نموذج عملك."
بدوره، قال برسوم لسميرة نجيم، الشريكة المؤسِّسة لتطبيق تشارك ركوب السيارات "رايح" Raye7، إنّ العميل الحقيقيّ ربّما لا يكون إدارة الموارد البشرية في شركةٍ كبرى بل الموظّفون أنفسهم. كما سأل مؤسِّس "ڤيزيتا" عدّة روّاد أعمالٍ عمّا إذا كانوا يستهدفون العميل الصحيح، مستفسِراً أيضاً عن نماذج العمل التي تعتمدها شركاتهم الناشئة، سواء نموذج الشركة إلى الشركة B2B أو من الشركة إلى المستهلِك B2C.
لا تجمع التمويل في وقتٍ مبكرٍ جدّاً: كان موضوع جمع التمويل من بين أبرز المواضيع التي أراد روّاد الأعمال الاستفسار عنها والحصول على نصائح بشأنها.
وقالت مديرة تحرير "ومضة"، مايا رحال، إنّ عدداً من الشركات الناشئة سأل عن جمع الأموال من أجل توظيف فريق - وهو اقتراحٌ تم رفضه بشدة من قبل المرشِدين.
وبينما لفت وليد فزع من "ومضة كابيتال" Wamda Capital، إلى أنّ روّاد الأعمال غالباً ما يكونون متسرّعين حيال التمويل، أراد من الروّاد الحاضرين أن يفكّروا مليّاً في "القيمة المقترَحة" Value proposition التي تقدّمها شركاتهم - هل هي جاهزة للحصول على تمويل؟ والأهمّ من ذلك، هل يناسبها الحصول على استثمارٍ مُخاطِر؟
عليك القيام بالبيع بنفسك: يمكن أن يكون إتمام الصفقة محيّراً؛ فعندما سألَت ندى حمادة من موقع "الدكاترة" El Dacatra للبحث عن أطبّاء، عن كيفية بيع القوائم المدفوعة، تمّت مقاطعتُها بالقول: "عليك أن تفعلي ذلك بنفسك".
"المبيعات هي العامود الفقري للشركة ولا يجب الاعتماد على مصادر خارجية من أجل العمل عليها، فالشركات التي لا تبيع لا وجود لها،" وفقاً لبرسوم.
من جهته قال تامر عازر من "إيه15" A15 إنّ على روّاد الأعمال أن يعرفوا جيّداً هذه النواحي الثلاث: المنتَج، والمشكلة، والناس. كما رأى أنّه إذا أردتَ أن تدفع مزيداً من الأشخاص لاستخدام خدمتك، عليك أن تسهّل ذلك وتجنّبهم القيام بخطواتٍ إضافية أثناء الاستخدام.
على خطٍّ موازٍ، عليك أن تعرف جمهورَك المستهدَف، وإذا كنتَ لا تستطيع بيع منتَجك بعد فإنّك تحتاج إمّا إلى تغيير منتَجك أو مندوب المبيعات لديك.
في هذا الإطار، أدار عبد آغا من "فاين لاب" Vinelab في بيروت ورشة عملٍ حول إتمام الصفقات، فجال بنحو 20 رائد أعمالٍ على طرق البيع موضحاً كيف يمكن لطرق البيع هذه أن تكون بمثابة عملٍ فنّي.
والنصيحة الأخيرة؟ لا تعطِ أيّ شخصٍ فرصةً ليقول لا، بل امنحه كلّ البدائل الممكنة التي يمكن أن تدفعه للقول نعم.
الشريك المؤسِّس لكلٍّ من "أنبلاجد" Unplugged و"النور جه"El Noor Geh، مصطفى الخولي، يقدّم بعضاً من نصائحه حول تطوير وتنمية الأعمال.
تنمية الثقة
بالرغم من أنّ معظم الشركات الناشئة التي حضرَت كانت في مراحلها الأولى، غير أنّ سدودي أشار إلى أنّ معظمها تشهد شعبيةً في أسواقها، وقد ظهر ذلك من خلال الأرقام التي استشهدوا بها مثل عدد الزيارات للمواقع الإلكترونية أو حجم المبيعات.
وهذا يعني أيضاً تزايد مستوى الثقة.
فلقد قال الشريك المؤسِّس لـ"رايح"، أحمد نجيم، إنّ النصائح المختلفة التي حصل عليها من المرشدين خلال هذا اليوم (رأى البعض "رايح" على أنّها شركة تستهدف العميل مباشرةً B2C وآخرون رأوها شركة تقدّم خدماتها للشركات B2B) قد عزّزَت ثقته بأنّه وأخته سميرة يعرفان ما الذي يناسب شركتهما الناشئة.
أمّا الشركات التي لفتت انتباه فريق "ومضة" في هذه الفعالية، فكانت "بالميزان" Bilmizan، الواجهة الإلكترونية التي تربط مربّي الدواجن وتجّار الجملة؛ و"إسكايب إتش دي" التي جاءَت مع النماذج الأوّلية لسمّاعة الواقع الافتراضي المصنوعة في مصر، ليقوم الحاضرون بتجربتها.