'سيد ستارز وورلد': كيف يمكن للحكومات والشركات الناشئة العمل سوياً؟
صورة سيلفي جماعية خلال فعالية "سيد ستارز" في لوزان. (الصور من "سيد ستارز")
اجتمعَت 63 شركةً ناشئةً في مدينة لوزان السويسرية التي تحيط بها الجبال المكلّلة بالثلج، للمشاركة في قمّة "سيد ستارز" Seedstars Summit السنوية، جاءَت من الأسواق الناشئة التي شملَت 54 بلداً في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة إلى أفريقيا وأوقيانيا.
وفي هذه الفعالية التي عقدَت في مركز "سويس تك" SwissTech للمؤتمرات، بين نوافذ الزجاج الشاهقة، كان المزيج الذي اشتمل على شركاتٍ ناشئةٍ ومستثمرين وشركاتٍ كبرى مثيراً بالنسبة للعالم الريادي.
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ"سيد ستارز وورلد" العالمية، أليزيه دي توناك، خلال كلمتها الافتتاحية، إنّ الأسواق الناشئة تضمّ بعض أفضل الإمكانات في العالم، وأثارت دهشة الحاضرين الذين بلغ عددهم قرابة 700 شخصٍ بالإشارة إلى أنّ 6% من الشركات الناشئة من شأنها أو توجِد 50% من مختلف الوظائف.
أليزيه دي توناك تلقي كلمتها.
كلامٌ حكيم
إلى جانب عروض الأفكار وبناء العلاقات، شهدَت الفعالية عدّة ورش عمل تناولَت كيفية وصول الشركات الناشئة إلى العمل في تكنولوجيا الفضاء، مروراً بمجال السفر والأسواق والتكنولوجيا المالية، وصولاً إلى إمكانية التعاون بين الحكومات والشركات الناشئة.
"يمكن أن تشكّل الكثير من الحكومات عائقاً، ولكن يمكنها أيضاً أن تساهم في السماح للبيئات الريادية المعقّدة بالنموّ،" حسبما جاء على لسان محلّل شركات الاتّصالات، دوج كورت، خلال افتتاح جلسة نقاشٍ بعنوان "تعزيز الابتكار: كيف يمكن للحكومات أن تطلق بيئةً حاضنة" Fostering Innovation: How governments can kick-start an ecosystem’.
ومن الأمور الأساسية التي برزَت خلال جلسة النقاش هذه، وهي تهمّ روّاد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه التحديد، أنّ الأسواق الناشئة تشكّل فرصةً للشركات الناشئة كي تحلّ المشاكل التي تحاول الحكومات حلّها أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التشريعات والقوانين عادةً ما تكون بمثابة أرضٍ مجهولةٍ بالنسبة للشركات الناشئة التي تحاول المغامرة في قطاعاتٍ ينبغي أو يمكن أن تكون مدعومةً من الحكومة.
ووفقاً لبحثٍ أجراه "مختبر ومضة للأبحاث" WRL، جرى القيام بما يقارب 200 إصلاحٍ على صعيد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحيث قامَت بعض الحكومات بإطلاق صناديق تمويل خاصّة بها وصولاً إلى تأمين الاستثمارات والقروض للشركات الناشئة المحلّية. ومن الأمثلة على ذلك، "الصندوق الوطني الكويتي" Kuwait National Fund، و"مجلس الاستثمار" Investment Council في الأردن الذي قدّم حوافز ضريبية في قطاع تكنولوجيا الاتّصالات والمعلومات، وأيضاً القوانين المستحدَثة التي تدعو إلى زيادة القروض المخصّصة للشركات الصغيرة والمتوسّطة في مصر.
مثال من خارج المنطقة
أن يقوم المرء بوضع نفسه في مكان الشريك للحكومة، أو أن يوجِد حلّاً لمشكلةٍ تعجر السطات عن حلّها أو إدارتها، من الأمور التي تضعه على الطريق الصحيح.
نينا تنغ، نائبة رئيس قسم العلاقات العامة في "جراب" Grab، شركة التاكسي في جنوب شرق آسيا، ذكرَت أنّ العمل مع الحكومات في جنوب شرق آسيا كان أمراً يتمنّون لو أنّهم قاموا به في وقتٍ مبكر من رحلتهم التي بلغَت عامها الثالث. علماً أنّ هذه الشركة كانت قد أغلقَت جولتها التمويلية الخامسة Series E على أكثر من 700 مليون دولار.
نينا تنغ من "جراب" تتحدّث عن تجربتها.
وعن تأسيس هذه الشركة لفريقٍ للتعامل مع الحكومات مؤخراً، قالَت تنغ إنّه "جهدٌ بدوامٍ كامل؛ فإذا سبق لك أن فكرّتَ في الدور الذي تلعبه التشريعات، سيكون هذا بمثابة درسٍ لك [...] ولكن ما يثير الحماسة أنّه في الأسواق الناشئة يوجد فرصةٌ للعمل مع الحكومات وتغيير التشريعات بسرعة."
وعلى سبيل المثال، كانت أوضاع التاكسي في ماليزيا سيئةً، وفقاً لتنغ، ولم يرِد أحدٌ إصلاح ما كان خدمةً غير آمنةٍ ولا يمكن الاعتماد عليها. وبالتالي، "عليك أن تكون الدجاجة والبيضة في وقتٍ واحد،" على حدّ قول تنغ التي أضافت أنّه "لو انتظرنا الحكومة لكي تأتي إلينا لما وصلنا إلى المكان الذي نحن فيه الآن."
من جهته، قال الشريك المؤسّس لـ"ياقوت" Yaqut، عمار مرداوي، في حديثٍ مع "ومضة"، إنّ النشر في المنطقة كان مشظّى، إذ لكلّ بلدٍ قوانينه وتشريعاته الخاصّة، ما يصعّب عملية الانتشار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككلّ. وفي حين رأى أنّ هذا الأمر "يسبّب الكثير من التحدّيات"، لفت إلى أنّهم سيتعاونون مع الحكومات من الآن وصاعداً.
كانت هذه الشركة الناشئة الأردنية قد حصلَت على الإرشاد كجزءٍ من الوقت الذي أمضته مع فريق "سيد ستارز"، وذكر مرداوي أنّ المعارف التي حصلوا عليها من المرشدين الذين جاؤوا من "إي باي" Ebay و"جراب" لا تقدّر بثمن، لأنّه لم يسبق لهم أن تلقّوا الإرشاد حول الأسواق في مجال التجارة الإلكترونية.
أوموتكان دومان يقدّم عرضه الأخير.
أفضل ما في العروض
لم يكن تمثيل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا ناقصاً في هذه المسابقة السنوية من "سيد ستارز". فمن بين 50 شركةً ناشئةً عرضَت أفكارها لمدّة دقيقةٍ واحدةٍ خلال جولة "أفضل الشركات الناشئة العالمية" Best Global Startup، كان يوجد 9 شركاتٍ ناشئة من المنطقة مثل "أومني أب" Omniup من المغرب، و"إفريكا" Evreka من تركيا، و"ياقوت" من الأردن، قامَت بتقديم عروضها في اليوم الثاني أمام لجنة تحكيمٍ لفرصة الفوز بجائزةٍ تبلغ 500 ألف دولار.
فريق "جيراف" يحصل على الشك الخاصّ به.
فيما فاز في هذه الجولة فريق الشركة الناشئة "جيراف" Giraffe وهي منصّةٌ للتوظيف في جنوب أفريقيا، كان من بين الشركات الناشئة الأخرى البارزة "إيورا ثري دي" Eora3D التي فازَت بساعةٍ من الشركة الراعية "هيبلوت" Hublot. أمّا جائزة أفضل امرأةٍ ريادية Best Woman Entrepreneur فقد ذهبَت لـ"أومني أب"، بينما حازَت الشركة الأوكرانية "تريب ماي دريم" Trip My Dream على جائزة أفضل شركةٍ ناشئة في قطاع السفر Best Travel Startup.
لون دونغ من "أومني أب" تقدّم عرضها الأخير المدّة خمس دقائق.
بالإضافة إلى ذلك، تضمّنت الشركات الناشئة الأخرى من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المشارِكة في هذه المسابقة، "مرشندايزر" Merchandiser من لبنان، و"سولارايز إيجبت" SolarizEgypt من مصر، و"ماشفايزر" Mashvisor من فلسطين، و"إي أو جرو" IoGrow من الجزائر، و"عالم هيلث" AlemHealth من الإمارات؛ في حين لم تستطِع "سمارت بين" SmartBean الإيرانية أن تشارك بسبب عدم حصولها على تأشيرة الدخول.
وعن جائزة "آب سويس" AP-Swiss، حصلَت الشركة الناشئة الآتية من بينما، "ماب تاسكنج" MapTasking على منحةٍ بقيمة 50 ألف دولار أميركي.
--
لوسي نايت هي محرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". يمكنكم التواصل معها على "تويتر" عبر @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight[at]wamda[dot]com