كيف تدمج هذه الشركة الناشئة الإماراتية متطلبات المدارس مع التكنولوجيا؟
عندما يبدأ الطفل دراسته في مدرسةٍ خاصّة، يتوجّب على الأهل وضع ميزانيةٍ لمجموعةٍ من الأمور تتراوح بين الكتب والزيّ المدرسيّ والأنشطة خارج الصفوف الرحلات الميدانية. وشراء هذه الخدمات والسلع يمكن أن يشكّل مصدر إزعاجٍ للأهالي، إذ يحتاجون للاختيار من مجموعةٍ كبيرةٍ من الباعة بالإضافة إلى الدفع لكلّ عملية شراء على حدة.
في المقابل، يوجد عدّة طرق تقوم فيها البنوك وشركات بطاقات الائتمان بمساعدة الآباء والأمّهات على توفير بعض النقود، مثل إرجاع قسمٍ من الأموال التي تُنفَق على شراء السلع الخاصّة بالمدارس، أو القيام بتخفيضات من قبل الباعة للذين يختارون الدفع بواسطة البطاقات المصرفية.
ولكن، الشركة الناشئة "ستيودنت كارت" StudentCart التي تتّخذ من الإمارات مقرّاً لها قد أنشأت حلّاً لتبسيط العملية برمّتها أمام الأهالي، إذ تقدّم سوقاً مخصّصةً للمنتَجات والخدمات المدرسية الأساسية.
بعد نجاحهما مع "سلايسز" Slices، الشركة الناشئة التي تقدّم وجباتٍ صحّيةً للطلّاب بواسطة الكانتين داخل المدارس، أراد المؤسِّسان حمد وفيصل الحمّادي أن يواجها التحدّي الذي يكمن في إدارة التعامل مع بائعي المستلزمات المدرسية الأخرى.
بهذه الطريقة يعمل "ستيودنت كارت".
التجارة الإلكترونية لأولياء الأمور
انطلقت "ستيودنت كارت" في كانوثن الثاني/يناير 2016 لتوفّر منصّةً للمدفوعات وإبداء التعليقات مخصّصةً لأولياء الأمور الذين يريدون الدفع من أجل شراء الحاجيات المدرسية، بما فيها الزي المدرسيّ والدفع مقابل نقل أبنائهم إلى المدارس. كما يمكن لهم أيضاً، عند طلب هذه الأمور عبر الإنترنت، أن يقوموا بالدفع عبر بطاقات الائتمان أو نقداً في المدارس.
في البداية، تقوم المدارس باختيار الباعة الذين تريد التعامل معهم، ومن ثمّ يقوم أولياء الأمور بالشراء ووضع تقييماتٍ لكلّ بائع. في هذا الوقت، يمكن للمدارس أن تصل إلى مختلف التقييمات حتّى لو كان البائع من مدارس أخرى. ونتيجة لذلك، يمكن للمدارس اتخاذ "قراراتٍ مستنيرة بشأن الباعة" عندما يريدون اختيار مَن الذي يريدون الشراكة معه، وفقاً للشريك المؤسّس فيصل الحمّادي.
تأمل "ستيودنت كارت" في شهر حزيران/يونيو أن تفعّل هذه المنصّة في أربع مدارس تتراوح بين رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية، في أبوظبي ودبي، من أجل توفير الزيّ المدرسيّ ووسائل النقل والحاجيات المدرسية للطلّاب وأولياء الأمور. ومع بداية العام الدراسي الجديد في آب/أغسطس 2016، يأمل الفريق أن يتوسّعوا إلى 12 مدرسة في الإمارات، فيما يكمن هدفهم الأكبر في الوصول إلى 100 مدرسةٍ خلال عامَين بالتزامن مع تأمين جولة التمويل الأولى بحلول عام 2018.
حمد وفيصل اللذان دخلا إلى برنامج "فلات6لابز" Flat6Labs في العام الماضي مع فكرةٍ وخطّة عمل، يمتلكان خلفياتٍ في الأعمال المالية ويريدان الآن تعلّم الجانب التكنولوجي من تطوير هذه المنصّة.
وإذ يقول فيصل إنّه "لو أردنا بناء هذه المنصّة بأنفسنا لما كنّا فعلنا ذلك،" قام مع شقيقه بالاعتماد على فريقٍ مختصّ لتطوير المنصّة وتحويلها إلى حقيقة.
في هذا الوقت، فإنّ المنصّة الأميركية "سكول باي" SchoolPay التي تشبه "ستيودنت كارت" باتت تعمل في الإمارات، كما أنّ البائعين بدأوا بتوفير خدمة الدفع عبر الإنترنت. ولكن حتّى الآن، لا يوجد بعد منصّةٌ موحّدة لجميع البائعين، يمكن لأولياء الأمور الوصول إليها بسهولة.
يرى فريق "ستيودنت كارت" إمكانياتٍ للتوسّع خارج حدود الإمارات، ويأمل أن ينطلق في دول مجلس التعاون الخليجي خلال عامَين، بالإضافة إلى توسيع العروض لتشمل الأنشطة الأخرى خارج الصفوف مقل الرحلات الميدانية التي تقوم بها المدارس.
وفي الوقت الحالي، يقوم الفريق بالتحدّث مع مستثمِرين لجمع المزيد من الأموال وتطوير الخدمات الموجودة على المنصّة.