'كأس تحدّي الرياديين': دقيقتان مقابل مليون دولار
الفائزون في "كأس تحدّي الرياديين" Challenge Cup (الصورة لـ شافي ماثر)
دقيقتان، هو الوقت الذي أعطي للفرق الـ25 المشاركة في "كأس تحدّي الرياديين" Challenge Cup من تنظيم حاضنة الأعمال "1776"، لإقناع لجنة التحكيم باختيار خمسة منهم للذهاب إلى واشنطن للمشاركة في النهائيات.
قدّمت الشركات الناشئة العربيّة أفكاراً مميزة فريدة من نوعها، بدءاً من طوق "فِت بِت" Fitbit لزيادة إنتاجيّة الحليب عند الأبقار مروراً بجهازٍ قابل للارتداء لتنظيم الأفكار، وصولاً إلى شبكةٍ عالمية من متخصّصي الصحّة وحمّالة صدر ذكيّة تساعد على اكتشاف سرطان الثدي. ومع ذلك، كان التحدّي الأساسي في هذه الفعاليّة يقوم على عرض الأفكار خلال دقيقتَين فقط.
بعد 90 دقيقة من العروض، فاز بالكأس كلٌّ من "كاولر" Cowlar من "إي 4 تكنولوجيز" E4Technologies، و"إيفريكا" Evreka، و"آيرس سوليوشنز" Iris Solutions، و"أم أورجنسي" MUrgency، وحمالة الصدر الذكيّة "سمارت ديتكشن برا" Smart Detection Bra (SDP). وسينضمّ الفائزون الخمسة إلى 40 رابحاً إقليميّاً ومؤهّلاً مختاراً في نهائيّات تسع مسابقات إقليميّة أخرى.
أشارت مبتكرة حمالة الصدر الذكيّة، نرمين ف. سعد إلى أنّ هذا الفوز قدّم لها الدعم الذي تحتاجه للاستمرار إذ إنّه ليس لديها سوى نموذج أوّلي واحد. وشرحت قائلةً إنّ "هذا المنتج طبّي، وإذا لم يجد التمويل والدعم المناسب فلن يبصر النور، لأنّه لا يشبه تطبيقاً يحتاج إلى مطوّر برمجيّات وأصدقاء لتسويقه. إنّ الموضوع بالنسبة لي يتخطّى الفوز...فإذا سنحت لي الفرصة أن أساعد أكثر من امرأةٍ واحدة، سأكون في قمّة السعادة."
إحدى الفرق الرابحة "أم أورجنسي" مع الشيك الذي حصلوا عليه. (الصورة من "أم أورجنسي")
تألّفت لجنة التحكيم من مؤلّف كتاب "نهضة الشركات الناشئة" Startup Rising، كريس شرودر؛ والشريك المؤسِّس لـ"1776"، إيفان بورفيلد؛ والمستشارة في السفارة الإماراتيّة في واشنطن، ربى الحسن؛ بالإضافة إلى المستشار التجاري للإمارات في الولايات المتّحدة، سعود النويس.
وبصفتها داعمة لريادة الأعمال الهادفة، لفتت الحسن إلى أنّ هذه الفعاليّات تساعد في بناء ‘الجسور المفقودة‘ بين الولايات المتّحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشدّدةً على أنّ هذه المنطقة لها مستقبل كبير في ريادة الأعمال.
وأكملت قائلةً "إّننا بحاجةٍ إلى هذا الجسر في الاتجاهين للاستفادة من كلّ ما يحصل في وادي السيلكون... في هيوستن وبوسطن وكلّ أماكن ازدهار ريادة الأعمال، والتحوّل السريع التي تمرّ به دبي لتصبح مركزاً إقليميّاً لريادة الأعمال." كم أضافت أنّ "’1776‘ منظّمة مهمّة يمكنها أن تضفي قيمة كبيرة إلى ما نقوم به هنا."
أمّا فيما يتعلّق بنهائيّات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فشكّلت الفرق التي تبارَت مزيجاً من فائزي "كأس تحدي الرياديين" الإقليميين وهؤلاء الذين تقدّموا مباشرةً إلى المسابقة. وقد جاء المشاركون من مناطق عدّة، منها إسلام أباد وأنقرة ورام الله وجدّة وغيرها، لكنّهم تمتّعوا بقاسمٍ مشتركٍ واحد وهو فكرة رياديّة تحلّ مشكلةً عالميّة.
وعن هذا الأمر، قال بورفيلد: "لا نهتمّ بمشاركة الصور أو بتطبيقات المواعدة أو الموضة أو التجارة الإلكترونية، إنّما نركّز على الابتكار الذي يعالج حاجةً إنسانيّةً أساسيّة. إنّ هذه الكأس ترتبط بإيجاد أفضل روّاد الأعمال وأهمّ المخترعين أينما وُجدوا ويحاولون معالجة المشاكل التي لطالما تمنيّتُ أن يعالجها أحد."
كريس بورفيلد في ورشة عمل لـ"كأس تحدّي الرياديين" في "أسترولابز". (الصورة من "إيفريكا")
بدوره، قال نائب مدير المشاريع الخاصّة في "1776"، أندرو دولان، إنّ "الأمر بالنسبة لنا يقوم على التعاون قدر المستطاع، ونحن نعمل مع أكبر عددٍ ممكن من الفرق لإيجاد الشركات المناسبة لتمثيل الإمارات والمنطقة على المستوى العالمي، وهذا هو الهدف الأساسي."
شكلّت فعاليّة "كأس تحدّي الرياديين" في الحادي عشر من شباط/فبراير في دبي، النهائيّات الإقليميّة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومنظّمة "1776" التي أقامتها هي حاضنة أعمال عالميّة وصندوق تمويل تأسيسي تتّخذ من واشنطن مقرّاً لها وتعمل على شركات ناشئة واسعة النموّ تعالج التحدّيات في قطاعات التعليم والطاقة والصحّة والمدن.
و"كأس تحدّي الرياديين" هي فعالية تقيمها هذه الحاضنة سنويّاً في أكثر من 50 مدينة عالميّا، حيث تمرّ الشركات الناشئة بثلاث مراحل، الأولى محليّة والثانية إقليميّة والثالثة دوليّة. وذلك لفرصة الحصول على جوائز وتمويل بقيمة مليون دولار، وتغطية إعلامية، وبناء شبكة من المرشدين وصانعي السياسات والمستثمرين المحتملين، بالإضافة إلى شراكاتٍ مع شركاتٍ كبرى.
وقد شرح دولان أنّ الشركاء المحليين مهمّون كثيراً في "كأس تحدّي الرياديين"؛ ففي فعاليّة دبي تعاونت "1776" مع "إن5 هب" in5 Hub و"أسترولابز" Astrolabs وغيرها من المنظّمات الداعمة للبيئة الريادية في المنطقة.
تأسّست حاضنة الأعمال "1776" في عام 2013، وقد سميّت بذلك تيمّناً بالسنة التي شهدَت على أربعةٍ من الأحداث التاريخيّة التي غيّرت العالم الحديث، وقد ذكر منها بورفيلد اختراع المحرّك البخاري، والبدء بالسفر عبر المحيط الهادئ، ونشر آدم سميث لمؤلَّفه "ثروة الأمم"، ونشر وثيقة الاستقلال الأميركية التي أعلن توماس جيفرسون فيها أنّه من حقّ الناس بل من واجبهم "تعيين قيّمين جدد على أمن مصيرهم" في حال لم يلبِّ القيّمون الحاليّون مطالبهم.
والآن، بحسب بورفيلد، "نحن نشهد نقطة تحوّل أخرى في التاريخ، إذ إنّ التكنولوجيّات الحديثة تؤدّي إلى تغييرات جذريّة في كلّ جوانب اقتصادنا، ومجتمعنا وبنيتنا السياسيّة التي أصبحت عالميّة حكماً."
لجنة التحكيم، تحكم (الصوة من "مدينة دبي للإنترنت")
وبالعودة إلى الفعالية، فقد بدأت جلسات العروض بملاحظات قصيرة أدلى بها رئيس مجلس إدارة "ومضة"، فادي غندور، ومدير تطوير وتنمية الأعمال في "مدينة دبي للإنترنت" DIC و"منطقة دبي للتعهيد" DOZ، ماجد السويدي.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"كاولر" Cowlar، عمر عدنان إنّ "شغفنا تجاه عملنا كبير، كما أنّ المدرّبين بدورهم ساعدونا في التحضير للعروض... كان بوسعي التحدّث لساعات عن ‘كاولر‘ لكنّ اقتصار الأمر على دقيقتين شكّل تحدّياً كبيراً."
من جهته، أقرّ شراودر بصعوبة استخلاص الصفات الأساسية لرائد أعمال ناجحٍ في دقيقتين، لكنّه يعلم تحديداً ما يمكن أن يكتشف خلالها. وشرح قائلاً: "إنّني أبحث عن روح التواضع، والشجاعة لتخطّي الأسوار، والإرادة والعزيمة لتحقيق الفكرة بالإضافة إلى التمكّن الكبير منها،" مضيفاً أنّه يبحث عن "دليلٍ على شجاعة رائد الأعمال لكي أتحمّس لإطلاق هذه الفكرة."
يُذكر أنّ نهائيّات "كأس تحدّي الرياديين" التي تقيمها"1776" في واشنطن، ستُعقد في شهر حزيران/يونيو 2016.