ريادة الأعمال التعاونية تنطلق في ورشة عمل بين 'إكسبو2020' و'ومضة'
حبيب حداد يفتتح الفعالية (الصور من "ومضة")
لقد بات التعاون بين "إكسبو2020 دبي" Expo 2020 Dubai و"ومضة" قيد التنفيذ بالفعل. ومن خلال العمل بصفتهما الجهة الداعية، يهدف الطرفان إلى إطلاق طاقات التعاون بين الشركات الكبرى والشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعزيز مبادرة ‘ريادة الأعمال التعاونية‘Collaborative Entrepreneurship التي من شأنها أن تعود بالنفع على نموّ البيئة الريادية في المنطقة.
بهدف جمع الشركات الكبرى والشركات الناشئة، شهدَت مبادرة ‘ريادة الأعمال التعاونية‘ التي أطلِقَت حديثاً اللقاء الأوّل بين الطرفَين في دبي، الأسبوع الماضي، لبدء الحوار الذي سيستمرّ طوال مراحل المبادرة.
وفي هذه الفعالية، شارك 17 شركةً كبرى و18 رائد أعمال، حيث شاركوا في ورشة عملٍ لساعةٍ من الزمن تلَتها جلسة لتبادل الأحاديث.
تطرّقَت ورشة العمل إلى الطرق التي يمكن بها للشركات الكبرى والشركات الناشئة أن يستفيدوا من بعضهم البعض. فالأولى التي تنزع إلى الابتكار ضمن فرقها يمكن أن تستفيد من مرونة الشركات الناشئة التي يشكّل الابتكار دافعاً لها. من جهةٍ أخرى، يمكن للشركات الصغرى والمتوسّطة والشركات الناشئة أن تستفيد من الموارد الضخمة للشركات الكبرى بهدف التوسّع بمعدّلاتٍ مستدامة، وبالتالي التعامل مع هذا التحدّي الذي تواجهه حالياً.
بالإضافة إلى ذلك، ركّزت ورشة العمل على استكشاف نتائج البحث، والتعرّف إلى نماذج الشراكة المقترَحة، وتقديم نصائح حول كيفية مساعدة مجتمع الأعمال في تحقيق النتائج التي تعتمد على تقرير التصوّرات الذي نُشر في مطلع شهر كانون الثاني/يناير.
إحدى المجموعات خلال ورشة العمل.
بدوره، قال المدير القطري لشركة "أرامكس" Aramex في الإمارات، حسين وهبي: "أعتقد أنّ الشركات الناشئة في المنطقة تكون مستعدّةً منذ يوم عملها الأول، وبالتالي يجب أن تكون الشراكة تدريجية وقابلة للتوسّع بحسب قدرات كلٍّ منها."
وضمن هذه الشراكة أيضاً، سيقوم "مختبر ومضة للأبحاث"Wamda Research Lab قريباً بنشر تقريرٍ يقدّم نظرةً معمّقةً إلى التوجّهات الرئيسية والعقبات التي تؤثّر على ريادة الأعمال التعاونية في المنطقة، ويقدّم التوصيات اللازمة من أجل التقدّم في هذا المجال. كما سيتضمّن التقرير نتائج المقابلات مع أكثر من 120 شخصاً من قادة الأعمال، بالإضافة إلى مسحٍ شمل أكثر من 800 شركة ناشئة في الشرق الأوسط.
نصائح من الشركات الكبرى إلى الشركات الناشئة التي تريد أن تتوسّع
بعد مناقشاتٍ وجيزة مع بعض الشركات الكبرى التي حضرَت في ذلك اليوم، برزَت ثلاث نصائح لروّاد الأعمال الذين يريدون العمل معها:
"يجب أن تتمتّع بالثقة الكاملة والإصرار عند الحديث مع شركاتٍ كبرى مثل شركتنا، فلا أحد أكبر من أن يتجاهل قوّة وأهمّية الشركات الناشئة،" - حسين وهبي، "أرامكس".
"ابقَ يقظاً وافهم أنّ الشركات الكبرى لا يمكنها التحرّك بسرعةٍ كما تفعل أنت، فهذه الأخيرة قد لا تتحرّك عملياتها بالسرعة المطلوبة. لذا، عليك أن تفهم بنية وحاجات هذه الشركات من أجل تلبيتها وإنجار الأمور بسرعة،" - علي نعمة، المدير الإداري لدى "ستاركوم" Starcom.
"توسّع بسرعةٍ نحو التعاون مع المنظّمات الكبرى، فهي قد لا تريد تضييع وقت موظّفيها في مشاريع قد لا ترى النور، كما أنّ الشركات الناشئة لديها الموارد المطلوبة وتريد إنجاز الأمور بأكبر قدرٍ من الكفاءة،" - علي نعمة.
ما الذي تقدّمه الشركات الناشئة؟
خلال المناقشات مع بعض روّاد الأعمال الذين حضروا الفعالية، تمكّنا من فهم القيمة التي يرونها في منتَجاتهم ويمكن أن يقدّموها للشركات الكبرى.
في هذا الإطار، قال كريم علي من "تاسك سبوتنج" Taskspotting، إنّهم يمكن أن يساعدوا الشركة الكبرى على استهداف المستهلِكين ليصبحوا دعاةً للعلامة التجارية ويقوموا بالترويج لها عبر أحاديثهم في العالم الرقمي وعلى نطاقٍ واسع.
أمّا كونال كابور من "ذا لاكشري كلوزيت" The Luxury Closet، فأشار إلى أنّ وجود قرابة نصف مليون زائرٍ من المنطقة والعالم [للموقع الإلكتروني] في الشهر، من المستهلكين المُنفِقين، سيعود بنفعٍ كبيرٍ على الشركة التي تتطلّع لتوسيع قاعدة عملائها.
مبادراتٌ أخرى من الشركات الكبرى لدعم الشركات الناشئة
"أرامكس": دورات إرشادٍ وتوجيه، وإطلاق فريق "أرامكس للشركات الناشئة" Aramex Startups في العام الماضي، وهو مخصّص حصراً لخدمة ودعم الشركات الناشئة في مواجهة تحدّياتهم اليومية ومساعدتهم على الاستفادة من الفرص.
"ستاركوم": برنامج "بوبليسيز90" The Publicis90 حيث يتمّ تشجيع جميع الموظّفين على تقديم شركاتهم الناشئة وأفكارهم، وإذا تمّ اختيارهم يحصلون على ستة أشهر للتركيز عليها بالإضافة إلى فرصة الحصول على تمويلٍ بقيمة 500 ألف دولار. وإلى جانب ذلك، يوجد لديهم منتدى رقمي شهري حيث يأتي الموظّفون مع شركاتهم الناشئة للنظر في إمكانيات التعاون.
"فيزا" Visa: التشجيع على الابتكار أمرٌ حيوي في جميع المنظّمات على اختلاف أنواعها وأحجامها. وفي "فيزا"، قمنا بإطلاق شبكة "فيزانت" Visanet لتمكين المطوّرين من الوصول إلى الواجهات البرمجية APIs الخاصّة بنا. بالإضافة إلى ذلك، سوف نطلق خططاً ملموسةً قريباً، والمثير في الأمر أنّه يمكن للمطوّرين من ذوي المواهب المختلفة حول العالم الاستفادة من شبكة منتَجات وحلول "فيزا" الموثوقة والآمنة - وكلّ هذا سيعود في نهاية المطاف بالفائدة على المستهلِك النهائي، - هادي رعد، المدير الإقليمي للمنتجات الناشئة والابتكار في شركة "فيزا".