ورشة عمل حول نمو الأعمال على الأجهزة المحمولة بنكهة وادي السيلكون
إنّها لحظاتٌ تقرير سحرية. (الصورة لـ ناجي سلوم)
استضاف مركز "إن5" in5 للإبداع والابتكار ورشة عملٍ لأكاديمية "موبايل جروث" Mobile Growth Academy، قدّمها ناجي سلّوم مؤسِّس الأكاديمية ورئيس قسم التسويق في "تانجو" TangoME على صعيد العالم، في 13 كانون الأوّل/ديسمبر الجاري.
ركّزَت هذه الورشة على الشركات الناشئة وروّاد الأعمال المحلّيين، ملقيةً الضوء على ما يلزَم من أجل نموّ التطبيقات على الأجهزة المحمولة وتنفيذ استراتيجيةٍ ناجحةٍ لتطوير الأعمال.
وقال سلّوم الذي جاء إلى دبي قبل انتقاله إلى بيروت، إنّ الاهتمام بهذه الندوة خلال "عرب نت" دبي 2015 هو ما دفعه لإطلاق أكاديمية النموّ عبر الأجهزة المحمولة "موبايل جروث أكاديمي".
وشرح ذلك بقوله، إنّه "في ذلك الحين لم يسبق لي أن تفاعلتُ مع الشركات الناشئة في الشرق الأوسط سابقاً. في البداية لم يكن يوجد سوى ستّة أشخاص، ولكن بعد ساعةٍ امتلأت القاعة بأكملها وطلب الحاضرون من المقدِّم الذي جاء بعدي أن يؤخّر عرضه."
بعد هذه الحادثة، أدرك سلوم الحاجة إلى مثل هذه المعلومات المقدَّمة من أشخاصٍ من وادي السيلكون، فدفعه هذا إلى وضع المحتوى على موقعٍ إلكترونيّ وإتاحة المعلومات للأعضاء المسجّلين وحسب.
الحاجة إلى وادي السيلكون ملحّة
أكّد سلوم في بداية ورشة العمل الأخيرة على أنّ الفارق الأساسيّ بين وادي السيلكون ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو العقلية، ويظهر ذلك بدايةً في حسّ الاستجابة السريعة في بالو ألتو (حيث يوجد وادي السيلكون).
"ففي وادي السيلكون هناك طاقةٌ كبيرة سواء كنتَ ملتزماً بمهلةٍ أم لا،" بحسب سلوم الذي أضاف أنّه "يوجد أيضاً حسٌّ كبيرٌ بالاستجابة السريعة واتّخاذ القرارات، وهذا ما يحفّز الناس. أمّا هنا فالناس متراخون، إذ لا تراهم مندفعون للهيمنة على القطاع الذي يعملون فيه. ولكن في وادي السيلكون تراهم يفكّرون فوراً بكيفية السيطرة على العالم."
وسلوم اللبناني الأصل الذي كان يقطن في بيروت، عمل مع "جوجل" Google في دبي قبل الانتقال إلى الولايات المتّحدة، حيث ومع مرور الوقت انضمّ إلى "تانجو" مراكماً قرابة عشر سنواتٍ من الخبرة في مجال التسويق والأعمال على الأجهزة المحمولة. وبعد ذلك كلّه، وجد نفسه يجمع مصادر خبراتٍ تمكّنه من بناء استراتيجيةٍ لنموّ الأعمال على هذه الأجهزة.
وفي إطار حديثه عن هذه التجربة، قال: "لم أستطع العثور على مصدرٍ واحدٍ يبسّط لي المعلومات التي أحتاجها؛ فلم أكن أحتاج ملاحظاتٍ تكتيكية وحسب، بل تفاصيل حول أفضل الممارسات التي كان عليّ أن أتعلّمها."
وبالتالي، هذا المشروع الذي بدأ بجمع المحتوى الشخصيّ على موقعٍ إلكترونيّ، تحوّل إلى عروضٍ مفصّلة وعملية حول استراتيجيات النموّ عبر الأجهزة المحمولة.
Great #mobile #growth talk from @nagisalloum @in5centre checkout the mobile growth academy for more pic.twitter.com/szJA31lKY8
— Wrappup
(@justwrappup) December
14, 2015
ورشة العمل
عرضَت ورشة العمل التي دامَت لأربع ساعاتٍ نظرةً شاملةً عن أبرز ما يمكن أن تتضمّنه استراتيجية التسويق عبر الأجهزة المحمولة.
وبعد البدء بتقديم نصائح عامّة حول نماذج التسويق مروراً بأسباب عدم قدرة التطبيق على جذب المستخدِمين أو الاحتفاظ بهم، اختتم سلوم ورشة العمل بتقسيم مراحل النموّ إلى أربعة: التموضع (تحديد الجمهور المستهدَف)، واكتساب المستخدِمين، والتفعيل، والاحتفاظ بالمستخدِمين.
وشرح سلوم أنّ "هذه هي المراحل الأربعة التي ينبغي على كلّ تطبيقٍ المرور بها عند التفكير بالتسويق. قسِّم نظام التسويق الخاصّ بك، وحسِّن الامتثال للحظات اتّخاذ القرار micromoments، أي تأكّد من أنّ نقاط التفاعل touchpoints في كلّ تطبيقٍ مصمّمةٌ للفت انتباه المستخدِم وجذبه."
لم يتوانَ سلوم عن الاستعانة بخبراته كرائد أعمالٍ خلال ورشة العمل هذه، وهذا ما اعتبرت كريستين لسان، الشريكة الإدارية في "لينك أنتروبي"Pink Entropy للتسويق الرقمي، أنّه رفع من قيمة الورشة.
وقالت هذه الأخيرة إنّ "ما أعجبني حقاً، أكثر من الخلفية التي يمتلكها في العمل مع الشركات، هو أنّه رائد أعمالٍ مثل معظم الحاضرين في ورشة العمل. إنّها مدرسةٌ فكريةٌ مختلفة لأنّ ما يُطلعنا عليه جاء به من مكانَين: العمل مع الشركات الكبرى والعمل الريادي؛ وهما خلفيتان عمليتان ومليئتان بالأفكار."
من جهته أيضاً، فإنّ ألبر سيلين، المؤسِّس والشريك الإداري لـ"إنهانس" Enhance، وهي شركة قابضة للأعمال عبر الإنترنت، حضر ورشة العمل هذه ليعرف أكثر عن أدوات التسويق المتاحة بالإضافة إلى اكتشاف طرق جديدة لتحسين عمله.
أشار سيلين إلى أنّ "الأعمال على الإنترنت تتطلّب إنفاق المال على التسويق بمختلف جوانبه، وتلك التي تفوز في النهاية هي التي تقوم بالأمر على نحوٍ أفضل." وبالتالي، "هذا هو الوقت الأنسب لنا، فنحن بصدد إطلاق حزمة تسويقيةً جديدة، ولذا يمكننا أن نضيف إليها هذه الأدوات وطرُق استخدامها."
بحسب سلوم، تتوجّه أكاديمية النموّ على الأجهزة المحمولة "لأيّ رائد أعمال جدّي يريد أن يعرف كيف ينمّي عمله."