طعام صحي من دون استنزاف للوقت والجهد
إذا دمجنا التكنولوجيا مع خدمات توصيل الطعام، فإنّ الطهي في المنزل يصبح الخاسر الأكبر أمام البدائل العديدة التي تُتيحها هذه الخدمات في وقتٍ قليلٍ ومع خيارات لا حدّ لها.
وبالرغم من تفوّق مُقوّمات هذه الخدمات على الطهي المنزلي، خاصّةً من ناحية الوقت والجهد، إلّا أنّ الفوائد الصحّية والتجربة الفريدة يعتبران عاملَين لا يتوفّران إلّا في الطهي المنزلي. ولذلك تقوم شركة "فود لوف Foodlove بدمج إيجابيات التوصيل مع إيجابيات الطهي في المنزل.
لقد قامت الشركة التي تدير "شيري شير" The Cherry Share، موقع التواصل الاجتماعي الشبيه بـ"بينترست" Pinterest، والمُخصّص للطعام، بإطلاق خدمةٍ جديدةٍ في الأردن قبل أسبوعين بعنوان "فودلوف ميلز" Foodlve Meals. تُعنى هذه الخدمة بتوصيل وجباتٍ صحيّةٍ على شكل مُكوّنات يقوم المُستخدِم بشرائها من على الموقع الإلكتروني، ومن ثمّ طهوها في المنزل عند الاستلام بناءً على الوصفة المُخصّصة للوجبة والمنشورة على الموقع.
وتتميّز "فود لوف" بثلاث خصائص:
- مصدر موثوق للمكونات الصحيّة التي يصعب الحصول عليها بسهولة.
- التوفير من الوقت الذي تحتاجه عملية الطهو من إيجاد الوصفة والتبضّع والتحضير.
- تفادي المُخلّفات وتوفير المال، إذ بدلاً من اضطرار المستخدم شراء مكوّن بكميّات كبيرة لعدم تواجده بكمية أقلّ، تقوم "فودلوف" بتوفير هذا المُكوّن بمقادير دقيقة تناسب الوصفة فتوفر بذلك المال والدّ من المُخلّفات.
ومقابل ذلك، يدفع المستخدم، إضافةً إلى سعر الوجبة، مبلغ 7 دولارات أميركية إذا أرادوا استلام طلبهم في اليوم نفسه، و4 دولارات إذا أرادوا استلامه بعد يومَين، ولا شيء على الإطلاق إذا أرادوا أن يستلموا طلبهم بأنفسهم من مكتب الشركة في "مجمّع الملك حسين للأعمال" Business Park.
خدمة ما بين البقالة إلكترونية وتوصيل الطعام الجاهز
مقارنةً بباقي النماذج المتعلقة بالطعام، تقع خدمة "فودلوف ميلز" في المنتصف بين خدمات البقالة الإلكترونية، مثل "خضرجي" Khodarjy، وخدمات توصيل الطعام الحاضر، مثل "آي فود" iFood و"هيلو فود" Hello Food.
فهي لا تقوم بتوصيل طلباتٍ عشوائية وبكمياتٍ كبيرة، بل تقتصر خدماتها على مكونات ومقادير الوصفات المنشورة لديها، كما أنّها لا توصل الوجبات جاهزة للأكل.
تقول مؤسِّسة شركة "فودلوف"، ناديا الشوملي، إنّ هذا النموذج جديد نسبيّاً في الأردن فالمنافس الوحيد هو "او جارز" Ojarz لتوصيل السلطات.
ولكن نذكر أنّ في المغرب يوجد شركة "يوزو" Yuzu للوجبات الصحّية البديلة عن "ماكدونالدز" Mcdonald's، وهي من أهمّ اللاعبين في القطاع. وعلى نطاقٍ أوسع، تُعتبر شركة "بلو أبرون" Blue Apron من أنجح الشركات في الولايات المتحدة.
الشوملي (الثانية من اليمين) مع فريق "فود لوف" في الأردن، إلى جانب الأميرة سمية بنت الحسن (في المنتصف).
الجودة هي المعيار الأهم
"نحن لا نركّز على السرعة والسهولة… نحن نريد أن نجعل المُستخدم يشعر بتحسّن،" تقول الشوملي خلال حديثها مع "ومضة" عبر "سكايب"، وتتابع مضيفةً: "نحن نستخدم التكنولوجيا لتحسين حياة الناس. من أهمّ محاور الحياة هي الصحة، فإذا تواجدت الصّحة يتواجد العقل، وكل شيء آخر يكون على ما يرام."
بالرغم من ذلك، تعي شوملي أنّ الوقت عامل مهم يجب أخذه بعين الاعتبار، ولكن من دون المساومة على الصحة. ولذلك يتيح الموقع وجبات سريعة ووجبات يمكن تحضيرها في المكتب، كفئتَين تستهدفان المُستخدِمين الذين يريدون طعاماً صحيّاً جاهزاً ولكن سريع التحضير. وبالتالي يمكنك أن تجد بعضاً من هذه الوجبات التي يمكن تحضيرها في غضون خمس دقائق، وفقاً لشوملي.
تؤمن المؤسِّسة أنّ "فود لوف" تقدّم بديلاً للوجبات السريعة غير الصحّية، كما وتُثبت أنّ الطعام اللّذيذ ليس بالضرورة أن يكون غير صحيٍّ كما اعتدنا أن نسمع.
وفي الوقت الحالي، تعمل "فود لوف" على تطوير تطبيقٍ لخدمتها، كما وتنوي إدخال خاصّيةٍ مميزةٍ تتيح للمستخدمين تعقّب الطعام الذي يقومون بطلبه على الموقع وتلقّي نصائح غذائية من فريق العمل بناءً على ذلك.
كما تتطلّع الشركة إلى التوسع في الإمارات العربية المتحدة، حالما يصل عدد الطلبات الأسبوعيّة في الأردن إلى 4 آلاف طلب.