قطاع المصابغ على الإنترنت يشهد طفرة على الرغم من التحديات
الصورة من موقع "واشمان"
ازدادت مؤخراً حاجة السوق إلى خدمات عصرية للمصابغ أو غسل الملابس، ترافق نمط الحياة العصرية وتحلّ مشاكل الخدمات التقليدية كعدم احترام موعد الاستلام والتسليم والتواصل مع العاملين الذين غالباً هم من الأجانب ولا يجيدون اللغة الإنكليزية.
خاض بعض الرواد الأعمال في الإمارات العربية المتحدة هذا المجال، مثل "واشمان"Washmen التي أعلنت أمس عن إغلاقها جولة من الإستثمار بقيمة 400 ألف دولار أميركي. أُطلقت الشركة في أيلول/ سبتمبر 2015 بعد أن شاركت في برنامج "فلا6لابز" Flat6Labs لتسريع النمو في دفعة ربيع 2015 في أبوظبي.
رامي شعار خلال تخرّج "واشمان" من "فلات٦لابز" - الصورة
للكاتب
تقدّم "واشمان" خدماتها عبر تطبيق على المحمول يسمح للزبائن باختيار شريحة زمنية من نصف ساعة لتسليم أو تسلّم الملابس مع خيار التسليم في اليوم التالي. وتتعاون "واشمان" أيضاً مع أبرز المصابغ في الامارات من أجل "ضمان العناية بملابس الزبائن في أفضل المنشآت في الامارات"، على حدّ وقل رامي شعار، المؤسس الشريك.
حالما تنتهي عملية التسليم، تُسحب الأموال من بطاقة الائتمان ليصل الوصل على شكل بريد إلكتروني للزبون. ويضيف شعار "نعتبر أن الغسالة في المنزل هي أكبر منافس لنا لذلك عالج فريق العمل هذا التحدي من خلال خلق هيكلية تسعير تجعل ارسال ملابسك وكل العناصر المنزلية الأخرى بمتناول اليد وأسعار مقبولة".
منذ اطلاق خدماتها، نجحت "واشمان" في جذب 90% من زبائنها مرة جديدة لاستخدام التطبيق خلال الشهر الواحد.
الصورة من صفحة "لوندري بوكس" على فايسبوك
"لوندري بوكس" LaundryBox فهي أولى خدمات المصابغ المعاصرة في الامارات، انطلقت في أيار/ مايو 2013 معتمدة على مبدأ الخزائن المبتكرة الآلية. كيف ذلك؟ وضعت "لوندري بوكس" هذه الخزائن في أكثر من 70 مبنى في مختلف أرجاء دبي وهي تجذب حالياً ما يقارب 7000 زبون، بحسب المؤسس بدر الكالوتي.
يُنشئ الزبون حساباً عبر موقع أو تطبيق الشركة ويحدد خياراته (الغسل، الكيّ، أو الغسل الجاف) ثم يضعها في الخزائن الآلية. يتلقى رسالة قصيرة أو إتصال هاتفي لاشعاره بتسليم الملابس وتحديد موعد التسليم الى منزله ليدفع عند التسليم.
تُعاد الملابس في اليوم التالي (خلافاً للمصابغ التقليدية) من دون أن يُضطر الزبون الى التواصل مع أي موظف.
تتميزّ "لوندري بوكس" في أنها تملك مستودعاتها الخاصة حيث يتمّ جمع وغسل الملابس.
أما "جيت لوندري" GetLaundry فانطلقت في نيسان/ أبريل 2015. يخبرنا باويل إيفانوف Pawel Iwanow، مستشار "جيت لوندري" أن العملية تتطلبّ "ثلاث خطوات بسيطة: تحميل، تسجيل، واجراء الطلبية".
فريق "جيت لوندري" في الصورة الى الشمال
تقدّم هذه الشركة الناشئة كل خدمات المصابغ من الغسيل والكي والغسيل الناشف وطيّ الملابس على مدار الساعة مع خدمة توصيل في غضون 24 ساعة. تتوفّر خدمات "جيت لوندري" في أبوظبي ودبي والشارقة حيث يشدّد إيفانوف أنه بفضل الشراكات مع المصابغ في هذه المناطق "لا شك سيتمكّنون من تقديم خدماتهم في الامارات الرئيسية".
قبل نحو 6 أشهر، اطلق حليم بوماديني Halim Boumadini خدمات "واش بلاس" Washplus بعد أن خاض تجارب سيئة مع خدمات المصابغ التقليدية، على حدّ قوله. وعلى غرار الخدمات التقنية الجديدة، ليس على المستخدم الا تحميل التطبيق والقيام بطلبه ليحضر أفراد من "واش بلاس" مع أكياس خاصة لتسلّم الملابس ثم تسليمها خلال 48 ساعة.
الا أنّ ما يميّز هذا التطبيق هو أنه يسمح بتعقّب ملابسك في كل مرحلة من المراحل! فيريد بوماديني "غسل الملابس بالطريقة الصحيحة" وتماشياً مع مبادرات دبي لجعل المدينة أكثر ذكاءً.
طريق محفوفة بالتحديات
يتّفق المؤسسون الأربعة على أن سوق المصابغ كبيرة جداً في الامارات العربية المتحدة وأنّ الفسحة مفتوحة أمام المصابغ المعاصرة التي أطلقوها وأنّ المنافسة جيدّة لأنها تكشف للزبائن خدمات جديدة تعتمد على التكنولوجيا.
الا أنّ التحديات كبيرة ولا بدّ من أخذها بعين الاعتبار من أجل الاستدمات والنجاح والتوسّع.
راحة الزبائن ورضاهم
يشدّد الكالوتي ("لوندري بوكس") أنّ قطاع المصابغ قد يكون أصعب القطاعات لأنّ الجميع يكره "رجل المصابغ" الذي يتحمّل كلّ الأخطاء حتى عندما تكون الملابس ذات نوعية سيئة. ولذلك، يرى أنّه "من المهم تثقيف الزبون والتواصل معه حول مختلف متطلبات الخدمة لأفضل خدمة.
أما شعّار (واشمان) فيعتبر أن خدمة التوصيل المنزلي تلعب جزءاً كبيراً في تحقيق رضا الزبون. ويشرح قائلاً: "تقدّم العديد من الشركات الناشئة خدمة التسلّم والتسليم من المنزل الا أنها تجد صعبوة في الالتزام بوعودها بسبب صعوبات في إدارة الخدمات اللوجيستية لاسيما عندما يكثر الطلب." ويضيف "في "واشمان"، طوّرنا خوارزميات من أجل الخدمة الأمثل للتوصيل routing optimization لأننا نأخذ التأخير على محمل الجد".
النوعية العالية
قد يختلف المؤسسون على طريقة تحقيق جودة النوعية الا أنّهم يتّفقون على أهميتها في نجاح أعمالهم. فيعتبر الكالوتي أن امتلاك المصابغ الخاصة مهم جداً لتحديد معايير النوعية في حين أن الكثير من اللاعبين الجدد يعتمدون على الاستعانة بمصادر خارجية outsourcing. ويتابع "بفضل امتلاك منشآتنا الخاصة، نسيطر على تفضيلات الزبائن وعملية النوعية من أجل توفير خدمات مميزة بأسعار جيدة لأن النوعية هي الأهم".
ويتّفق إيفانوف ("جيت لوندري") على أهمية النوعية العالية لتحقيق النجاح. tتقوم "جيت لوندري" باعتماد عملية صارمة لضمان معايير عالية في عملياتها بفضل الشراكة مع أفضل المصابع بالاضافة الى تدريب سائقيها وعملاء خدمة الزبائن من أجل ضمان الاجابة الى أي سؤال يطرحه الزبون.
يرى بوماديني ("واش بلاس") أنّ إدارة توقعات الزبون هو المفتاح للنجاح بالاضافة الى نوعية الخدمة مضيفاً: "لا جدوى من توفير نوعية سيئة وخدمة غسل سريعة ولا جدوى من تقديم خدمة تسليم سريعة مع نوعية سيئة. وتبقى نوعية الخدمة أولويتنا الرئيسية".
الصورة من موقع "جيت لوندري"
نظام عمليات محدّد
يرى بوماديني ("واش بلاس") أنّ "إدارة عملياتك الخاصة هي من دون شك المفتاح لتوفير أفضل خدمة مستخدم، بدءاً من استخدام التطبيق وصولاً الى تسليم ملابس نضرة ونظيفة. أنا أؤمن أن توفير هذه الخدمات العالية الجودة هي ما يحدث الفرق بين الشركات".
في حين يرى الكالوتي أنه "كلّما وسّعت عملياتك، كلّما باتت مهمة الحفاظ على النوعية العالية صعبة لاسيما أنّ خدمات غسل الملابس تتطلّب مساحة كبيرة وفريق عمل موسّع وخدمات لوجيستية عملاقة من أجل ضمان توفير كل ما يطلبه الزبون في وقت زمني محدد".
هذا ما يؤكّده أيضاً شعار الذي يعتبر أن العديد من الشركات الناشئة تركّز على امتلاك سلسلة التوريد الكاملة supply chain من الغسيل الى التسليم مما يحتّم حجماً كبيراً من المبيعات لجني التكاليف الثابتة العالية وفرض أسعار عالية.
الا أنّه يرى أن القدرة على اتمام العمليات بالحد الأدنى من الأصول وفي الوقت عينه ادارة النوعية عبر كل سلسلة التوريد يسمح لـ"واشمان" بأن تكون تنافسية وفي الوقت ذاته توفير خدمات عالية الجودة للزبائن. ويضيف الشعار أنّ "واشمان" تقدّم خدماتها عبر التطبيق فقط ما "يسمح للشركة باعتماد هيكلية تكاليف مرنة مما يعود بالفائدة على الزبائن بفضل الأسعار التنافسية التي تأتي أقل بـ30 الى 50% من شركات المصابغ الأخرى في دبي".
الصورة من صفحة "واشمان" على فايسبوك
تحسين متواصل للتكنولوجيا
لا شك أنّ التكنولوجيا تأتي في صلب خطط أعمال هذه الشركات الناشئة ويشدّد شعار على ضرورة تحسينها والقدرة على توفير أعلى نسبة من خدمات التسلّم في غضون ساعة مما يسمح لـ"واشمان" بأن تكون أكثر فعالية في ما يتعلّق بالتكلفة. كما يعتبر إيفانوف أنّ تجربة المؤسسين في مجال القطاع الرقمي لأكثر من عشر سنوات ساهمت في التوصّل الى منصة التكنولوجيا المناسبة من أجل خدمة الزبائن.
ولا يسعنا أن ننسى مشاكل أخرى كالدفع الالكتروني على حد قول إيفانوف أو نقص المواهب والبنى التحتية لخدمة التوصيل وزحمة السير في أوقات الذروة والمستثمرين المحليين على حد قول بوماديني.
الا أنّ الأكيد أن هذه الطفرة ليست نزعة مؤقتة لا بل أنها حقيقة تعتمد على زيادة الطلب. وهنا يقول الكالوتي "هذه ليست الا البداية، سيطلب الناس المزيد من هذا النوع من الخدمات. هذه نزعة ستستسمر وتغيّر طريقة العمل في الصناعة".