إد روبرتو: هذا ما أعرفه عن الاستثمار التأسيسي
إد روبرتو على سور الصين العظيم. (الصورة من "تك ستارز")
بعد أكثر من 30 سنةً من الخبرة، عمل خلالها إد روبرتو كمؤسّسٍ للشركات الناشئة وشريكٍ مؤسّس ومستثمرٍ تأسيسيّ ومرشد، لا بدّ أنّه يستحقّ الآن أن يشغل أخيراً منصب نائب رئيس برامج تسريع الأعمال لدى "تك ستارز" Techstars في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وبعد هذا الدور الجديد الذي تولّاه في المنطقة، كان لـ"ومضة" حديثٌ معه ليطلعنا على ما يعرفه عن الاستثمار التأسيسي الذي لا يزال حديث النشأة هنا.
المستثمرون التأسيسيون قد يقترفون الأخطاء أيضاً. من خلال التعاطي مع أفرادٍ ذوي ملاءةٍ ماليةٍ عالية، أشعر أنّهم لا يحبّون الاستثمارات عالية المَخاطِر في الملكية الفكرية. فشركات البرمجيات تُعتبَر بمثابة مخاطرةٍ كبيرةٍ حتّى لفرضية الاستثمار لديهم، خصوصاً مع الافتقار لأيّ أصول. وبالتالي، فإنّ هذا يؤذي الشركات الناشئة التي تُعنى بالتكنولوجيا ويعيق انطلاقها.
الخبرة تساعد. شاركتُ في تأسيس 15 شركة، اثنتان منها أصبحَت عامّة لكنّها باءت بالفشل. بالإضافة إلى ذلك، خبرتُ نوعَين من ريادة الأعمال. فقد أطلقتُ شركتي الأولى - وهي شركة برمجياتٍ تُعنى بالتدريب - عندما كنتُ في الجامعة وكان عمري 22 عاماً، إلّا أنّني بعتُها في نهاية المطاف. كما أنّني عملتُ في إدارة التحوّل turnaround executive، حيث كان يطلبني المستثمرون ومجالس الإدارة عندما يكون لديهم مخاوف بشأن استثماراتهم.
الثقة ضرورية، وكذلك التواضع. عندما يتعلّق الأمر بفكرة عملك، عليك أن تستمع في بعض الأحيان إلى نصائح الأشخاص الذين تعمل معهم. وحتّى لو كنتَ لا تحتاج للاستماع إليهم، إلّا أنّه من الضروريّ أن تفعل ذلك. عليك أن تكون قادراً على التحقّق من فكرتك التي عملتَ على تأسيسها، وأن تدرك أنّ وقت التغيير قد حان... فبالرغم من أنّ تحقيق التوازن صعبٌ في هذه الحالة، غير أنّه من المهمّ أن يكون لديك هذه الرؤى وألّا تغفل عنها، لأنّ التحدّيات التي ترافق الشركة الناشئة تعتبَر بمثابة سلسلةٍ لا تنتهي من التغيير. ولذلك، في حين أنّه يجب عليك أن تكون قادراً على التكيّف وأن تكون مرناً وصادقاً، عليك أيضاً أن تعمل بتواضعٍ نوعاً ما لتتخطّى هذه الفترات الصعبة التي لا بدّ منها.
يجب أن تؤمن باستثمارك. ينبغي أن تؤمن برائد الأعمال وأن تقوم بالاستثمار، كما يجب أن تساعد العمال على النجاح من خلال تقديم النصائح الجيدة لرائد الأعمال وتقديمه إلى الشركاء والعملاء المحتملين. اتّبع ‘طريقة سقراط‘ عند تقديم جهة نظرك (أي دافع عنها)، ودع رائد الأعمال يكتشف الحلول. من جهتي، أستمتع برؤية شركةٍ ما تتطوّر من كونها مجرّد فكرة لتصبح عملاً ناجحاً يُسعد عملاءه.
الاستثمار التأسيسي ليس كما يبدو عليه في المنطقة. وبالرغم من أنّه لا يتوافر بكثرة كما هي الحال في الولايات المتّحدة وأوروبا الغربية، إلّا أنّ مشهد الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وأفريقيا ينبض بالحياة. يذهلني عدد روّاد الأعمال الذين التقيتُ بهم في المنطقة، والذين يبدون متحمّسين جدّاً لما يقومون به. وفي حين يتمّ تركيز الأفكار مجدّداً على المنطقة، ألتقي ببعض الروّاد الذين يفكّرون بالانتشار عالمياً مع تقنياتهم.
يجب أن تعامل الأسواق بالطريقة نفسها. إذا كنت مستثمراً تأسيسياً، أعتقد أنّه عليك أن تقوم بالدراسات الإعدادية، بغضّ النظر عمّا إذا كنتَ تعمل في الأسواق المتقدّمة أو هنا في الشرق الأوسط. ففي الأسواق الناشئة يجب أن تتعمّق أكثر لأنّ بعض الأمور تتمّ بطريقةٍ مختلفة. وبالنسبة إلى جدول القيمة cap table على سبيل المثال، فإنّ بعض الناس لا يعرفون قيمة شركاتهم قبل الحصول على استثمارٍ ما. من جهةٍ ثانية، أعتقد أنّ روّاد الأعمال لا يحصلون بشكلٍ منطقيّ على الاستثمار التأسيسي في المناطق التي لا تفقهه جيداً.
الأرقام في المنطقة أصغر. عندما أفكّر باستثمار أموالي في شركةٍ من الأسواق الناشئة، لا بدّ من معرفة أنّ الأرقام ستكون أصغر، لأنّ الشركات بحدّ ذاتها أصغر. فروّاد الأعمال في هذه المناطق من العالم يفعلون الكثير بأقلّ ما هو مُتاح، لأنّه من الصعب العثور على تمويلٍ تأسيسيٍّ يساعدهم على الانطلاق. ولذلك، وفيما يحاولون تحقيق الربحية بسرعة - وهو أمرٌ جيّد - يقومون بالتضحية بالنموّ في المقابل. إذا استثمرتُ مبلغاً ما، هل يمكنني الحصول على عشرة أضعافٍ منه خلال 5 سنوات؟ كمستثمرٍ تأسيسيّ، لا بدّ لي أيضاً من معرفة أنّ الرقم سيكون صغيراً مقارنةً بما قد تحتاجه الشركة في المستقبل؛ فأنا قد لا أسترجع هذا المال وعليّ تقبّل هذه الفكرة، وإلّا لن أقوم بأيّ استثمار.
في بعض الأحيان، قد لا تحصل على ما تتوقّعه. يحدث هذا لأمر لكلٍّ من روّاد الأعمال والمستثمرين على حدٍّ سواء، وقد يتمثّل في عدم كفاية الأموال المستَثمَرة في الشركة، أو في عدم حصول المنتَج على الشعبية المتوقَّعة، أو أنّ السوق قد لا تسمح بجولة تمويلٍ أخرى، أو أنّ عملية تحسين المنتَج لا تحصل بالسرعة الكافية. وبالتالي، فإنّ القدرة على اتّخاذ قراراتٍ صعبةٍ هي جزءٌ من كونك رائد أعمال أو مستثمر، لأنّه في بعض الأحيان قد لا تعرف إذا كنت اتّخذت قراراً صحيحاً أو خاطئاً إلّا بعد تبنّي خيارٍ ما والعمل به.
إلى حدٍّ ما، كلّ شيءٍ على الأجهزة المحمولة يلقى رواجاً. بالنسبة إلى القطاعات الرائجة في الوقت الحاليّ، فهي برأيي الخدمات المالية، والرعاية الصحّية عبر الأجهزة المحمولة، والتعليم. في الواقع، كلّ شيءٍ على الأجهزة المحمولة يلقى رواجاً هنا، وهذا منطقيٌّ نظراً لانتشار الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية.
الأمور يمكن ان تتغيّر. في مكتبي الرئيسي، أحتفظ بجميع المستندات التي تعود إلى استثماراتي الفاشلة، فهي تذكّرني بأنّ الأمور يمكن أن تتغيّر ولا تجري دائماً كما هو مخطّط. كما أنّها تذكّرني بالظروف الذي قادَتني إلى الخسارة، وما الذي كان يمكن القيام به على نحوٍ مختلف.
روّاد الأعمال متميّزون في الوقت الحالي. لقد باتوا كثر، وريادة العمال أصبحَت شائعةً أكثر، حتّى أنّه بات لدى الروّاد نوعٌ من التوجّهات الخاصّة. من الجميل والبارز أن تسمّي نفسك رائد أعمال، ولا أعتقد بالضرورة أنّه أمرٌ سيء. ولكن، سوف يأتي مفهومٌ آخر ليحلّ مكان هذا، لا أعرف ما هو، ولكنّه حتّى الآن روّاد الأعمال التكنولوجية.