مبادرة 'إنتل' لـ'إنارة' طريق الشباب المصري وتمكينهم
على هامش حفل سحور رمضاني يمتاز بأجوائه التُراثية، استضاف في فندق "فيرمونت نيل تاورز" Fairmont Nile Towers المُطلّ على نيل القاهرة في الثامن من شهر يوليو/تموز الحالي، فعالية لشركة "إنتل" في مصر التي أطلقت مُبادرتها الجديدة "إنارة"، لدعم الإبتكار والإرتقاء بمستويات التعليم وتمكين الشباب المصري.
جمع من الحاضرين بحضور وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري السابق، عاطف حلمي (الصورة من إنتل)
تأتي هذه المبادرة تتويجًا لأعمال الشركة الأميركية العملاقة، والتي احتلت المرتبة الأولى من حيث مبيعات رقائق السيليكون في العالم على مدار السنوات العشر الأخيرة. ويأتي هذا الإطلاق بالتزامن مع تقديم المُبادرة نفسها في الإمارات العربية المُتحدة أواخر الشهر قبل الماضي. وكانت "إنتل" قد بدأت العمل منذ العام ٢٠٠٤ في العالم العربي، في إطار مسؤوليتها الإجتماعية، على عدد كبير من البرامج التنموية في مجالات التعليم، التدريب، وتمكين وإلهام رواد الأعمال الشباب، والتي من بينها معارض إنتل للعلوم، والتي انطلقت عام ٢٠٠٥، ومُبادرة "إنتل" لتجهيز الجامعات والمدارس بمعامل للإلكترونيات، والتي انطلقت في عام ٢٠٠٧.
الركائز الثلاثة الهامة للمستقبل
يأتي إطلاق مُبادرة "إنارة" في مصر كجزء من إطلاق المُبادرة إقليميا في المنطقة العربية كاملة، وستعتمد المُبادرة على الاستثمار في ثلاثة ركائز أساسية هي: التعليم، والعلوم والتكنولوجيا، وريادة الأعمال والتي ترمي الى دعم الاقتصاد القائم على المعرفة في العالم العربي. وعن ذلك قال طه خليفة، المدير العام الإقليمي لشركة إنتل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: " نعتقد في إنتل أن تزويد الشباب بمهارات القرن الحادي والعشرين، إلى جانب التركيز بقوة على الرياضيات والعلوم، أصبحت ضروراتٍ لا غنى عنها في سوق العمل العالمي اليوم والذي يتسم بالتنافسية العالية والتغير السريع".
كلمة لـ طه خليفه، المدير العام الإقليمي لـ "إنتل" (الصورة من إنتل)
قدمت "إنتل" من خلال حفل إطلاق مُبادرة "إنارة" مُلخصا عن أعمالها في مجال التنمية المُجتمعية على مدار السنوات الماضية، خاصة في مجالات التعليم، الإبتكار، وريادة الأعمال. وذكرت الشركة أنّ ١,٥ مليون مُعلمًا قد تدربوا على وسائل التعليم الحديثة، وآليات التفاعل مع الطلبة الدارسين، من خلال برنامج إنتل التعليمي - Intel Teach - في 12 دولة عربية مُختلفة.
يعتمد البرنامج على ما يُسمى نموذج "تدريب المدرّب"، حيث تقوم المدرسة باختيار أو انتخاب مدرّب رئيسي لحضور دورة المدربين الرئيسيين من برنامج إنتل التعليمي، وبعد إنهاء الدورة بنجاح والحصول على موافقة منسق التدريب، يقوم المدرب الرئيسي بتدريب من ١٠ إلى ٢٠ مُعلم من مدرسته. كما تنافس ما يزيد عن ٤٥٠ ألف طالب في معارض إنتل للعلوم والهندسة التي انعقدت في ١٣ دولة عربية، من بينها مصر، الإمارات، السعودية، قطر وعُمان، منذ إطلاق البرنامج في عام ٢٠١٠. وتهدف هذه المعارض إلى حثّ الطلاب على ابتكار نماذج أولية لمشاكل مقترحة. وفي مجال ريادة الأعمال، أكّدت الشركة على أن ٢٠ ألف من رواد الأعمال الشباب في المنطقة شاركوا بمشروعاتهم في مسابقة إنتل لخطط الأعمال لعام ٢٠١٤، والتي أتاحت للفائزين الفرصة لزيارة "وادي السيليكون"، والإستفادة من الخبرات العالمية في مجالات شركاتهم.
استضاف الحفل بعضًا من الشباب من مُختلف الفئات العُمرية ممن استفادوا من برامج "إنتل" التنموية، من بينهم الطالبة المصرية ياسمين يحيى ذات الـ17 عامًا، والتي فازت بجائزة المركز الأول في مجال التنمية البيئية في معرض "إنتل" الدولي للعلوم لعام ٢٠١٥، الذي عُقد في في "بتسبرغ" الولايات المُتحدة الأميركية في شهر مايو/أيار الماضي، عن مشروعها لإنتاج جهاز يستخدم الطاقة الحرارية الناتجة عن حرق قش الأرز، لتنقية المياة المُلوثة وجعلها صالحة للشُرب. وأعربت يحي عن سعادتها الكبيرة لمُشاركتها الناجحة في معرض إنتل للعلوم، والذي وصفته بأنه "فرصة كبيرة" للشباب لإبراز مواهبهم.
ياسمين يحيى تستلم جائزة المركز الأول في مجال التنمية البيئية (الصورة من إنتل)
وتهدف مُبادرة "إنارة" قبل حلول العام ٢٠١٩ إلى تحقيق تدريب مليون مواطن على المهارات القائمة على المعرفة وتأهيلهم ليصبحوا قادرين على المساهمة في الارتقاء بالنمو الاقتصادي وزيادة القدرة التنافسية لدولهم، وذلك من خلال برامج تدريبية مُتعددة تشمل؛ سلسلة ورش عمل "التفكير الخلاق" والتي تُعقد بصفة دورية وتستهدف الشباب والطلبة وتشمل تدريبات على التفكير الإبداعي، برنامج "إنتل التعليمي للتطوير المهني" والذي يستهدف الشباب المُقبلون على العمل ويُدربهم على المهارات التقنية الأساسية اللازمة في سوق العمل، وبرنامج "إنتل لمهارات ريادة الأعمال الأساسية" E-basics والذي يُدرب الشباب الراغبون في تأسيس شركاتهم الخاصة على كيفية إعداد خطط الأعمال.
وتتضمن المُبادرة أيضا إطلاق منصة "نتعلم"، والتي تقدّم للمُعلمين مصدراً وافراً من المحتوى التعليمي العربي، وتزوّدهم بالمهارات اللازمة للارتقاء بالعملية التعليمية، حيث تشمل المنصة مُحاضرات عبر الإنترنت، مواد تعليمية وخطط تدريسية للمُعلمين، وتستهدف تدريب أكثر من ٣٠٠ ألف مُعلّم بحلول عام ٢٠١٩. وكانت المنطقة العربية مؤخرًا قد بدأت تشهد تواجدًا لمنصات التعليم الجماعي عبر الإنترنت، مثل منصة "إدراك" الأردنية، ومنصة "رواق" السعودية، وهي منصات تُوفر مُحتوى تعليمي تفاعُلي للدارسين عبر الإنترنت، وإن كانت منصة "نتعلم" تستهدف بالأساس فئة المُعلمين.
بالشراكة مع مجموعة من الشركاء الإقليميين والمحلييـن، ستدعم "إنتل" رواد الأعمال من خلال "مركز إنتل للإبتكار" الذي سيفتح قنوات للاتصال بين رواد الأعمال وحاضنات الأعمال ومراكز دعم المشـاريع، ويقدّم رأس مال تأسيسي بالإضافة الى فرص تدريبية من خلال مجموعة من شركاء الشركة المحليين.
جاء حفل إطلاق مُبادرة "إنارة" في توقيت مثالي إلى حدّ بعيد، بالتزامن مع شهر رمضان الذي تُقبل فيه فئات المجتمعات العربية المُختلفة على الأعمال التنموية التطوعية. كما شهد الحفل حُضور جمع كبير من التنفيذيين من الشركات والمؤسسات في مصر، من بينهم إداريين في جامعة "النيل" للعلوم ومركز "الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال"، ومسؤولين حكوميين مثل المهندس عاطف حلمي، وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري الأسبق، وصحفيين، وهو ما يضع الحدث في إطار مُجتمعي حيث تبحث الشركة عن تحقيق دعم حكومي ومُجتمعي للمبادرة.
بشكل عام تبدو هذه المُبادرة امتدادًا مثاليًّا لأعمال الشركة في مجال التنمية المُجتمعية، ولكن ينقصنا أن نرى مدى التفاعل المُنتظر من جانب الفئات المُستهدفة بهذة المُبادرة وبخاصة المُعلميين وطلبة المدارس.