سيارات 'أوبر' تجول بالرواد وأفكارهم في 5 مدن عربية
عرض روّاد الأعمال أفكارهم في السيارات التي طلبوها عبر تطبيق "أوبر". (الصورة من ميسا عجّان)
قد يبدو عرض أفكارٍ للأعمال في السيارة وزحمة السير، في أكثر المدن ازدحاماً في الشرق الأوسط، بمثابة الكارثة. ولكن بالنسبة إلى روّاد الأعمال الذين يبحثون عن لقاءاتٍ شخصيةٍ مع مستثمِرين ومستشارين مخضرمين، فقد وجدوا في "أوبر پيتش" UberPITCH فرصةً سانحةً تعمل دون أيّ عقبات.
تقدّم الكثير الكثير من الحالمين في العالم الرقميّ مع بطلباتٍ للنظر في أفكارهم فورما أعلنَت "أوبر" Uber عن الفعالية، ولكن لم يتمّ اختيار إلّا 150 متسابقاً ضمن القائمة النهائية. وحصل هؤلاء على رمزٍ خاصّ لتطبيق "أوبر" لاستخدامه في طلب سيارةٍ بين 11 صباحاً و3 بعد الظهر نهار السبت في التاسع من شهر أيار/مايو. والعدد القليل من المتسابقين الذين حصلوا على فرصة تشارك الركوب في السيارة نفسها مع الخبراء، في كلٍّ من دبي والقاهرة والرياض وعمّان وبيروت، كان لديهم 7 دقائق فقط للحديث عن أفكارهم و7 دقائق أخرى للاستماع إلى التعليقات وردود الفعل.
"إنّ فعالية ‘أوبر پيتش‘ لعرض الأفكار التي قامَت بها ‘أوبر‘ مختلفةٌ كلّياً،" على حدّ تعبير المتسابق الذي وصل للنهائيات، أحمد سعد من "كراود أنالايزر" Crowd Analyzer.
ويضيف هذا الرائد عن هذه الفعالية، أنّه "لا وجود لمنصّةٍ ولا لجمهور ولا لعرضٍ رسميٍّ حتّى. لا تعلم إذا كنتَ ستحصل على هذه الجولة في السيارة، وإذا حصلتَ عليها فأنت لا تعرف من سيكون الحكم. بالإضافة إلى ذلك، لا تعرف منافسيك ولا يمكن أن تراهم وترى كيف عرضوا أفكارهم... إنّ هذه المنافسة تتمّ ‘على العمياني‘."
في ذلك اليوم، استمع الحكّام في سيارات "أوبر" التي جالت في مختلف مدن المنطقة إلى أفكار مختلفة، تراوحَت بين منصّةً عروضٍ للمسافرين في اللحظة الأخيرة ("لاست سيت" LastSeat)، تطبيقٌ لاستبدال القسائم على أساس الموقع ("جازل" Guzzle)، وخدمة للاشتراك في سلّة طعامٍ صحّية ("جودي بوكس" Goodybox)، وتطبيق للمناقشات الحية في الوقت الحقيقي ("قال أوت" Qallout). وبعدما أبدى المتسابقون بادئ الأمر تردّداً واضحاً في الدخول إلى السيارة والجلوس على مقربةٍ من الحكّام، لم يلبثوا أن ظهر عليهم الارتياح بعدما لمسوا عفويةً وجواً مريحاً لتبادل الأحاديث.
في هذه السيارة التي جالت في شوارع دبي الجديدة، تمّ التأكيد على ضرورة وضوح الفكرة وتركيزها. ويقول المدير التنفيذيّ في "مجموعة جبّار للإنترنت" Jabbar Internet Group ومؤسِّس أوّل خدمةٍ عربية للبريد الإلكترونيّ في العالم "مكتوب" Maktoob.com، سميح طوقان، إنّ "الأمر بسيط. ما هي مشكلة المستهلِك؟ ما هو الحلّ الذي تقدّمه أنت؟ وكيف سيُكسبك المال؟"
سميح طوقان يقدّم النصائح إلى ياسمينة جريصاتي خلال "أوبر پيتش". (الصورة من ناتاشا داسوزا).
في سياق ذلك، البوّابةٌ الإلكترونية للأدب، "مبتدأ وخبر" التي أسَّسَتها ياسمينا جريصاتي، أبهرَت الحكّام. فيقول طوقان الذي أشاد بجهودها، إنّ "رعاية الأدب والفنون وتعزيزها هو بمثابة امتيازٍ ثقافيٍّ هامّ ومثير للإعجاب. إنّ فكرتكِ يمكن ان تكون نقطة تحوّل حاسمة بالنسبة لمستقبل الأدب العربي." وفيما لم يصُغ الفريق نموذج عمله بعد، قام الحكّام بحثهم على أخذ مشروعهم إلى المستوى التالي. "يمكن لمشاريع الشغف أن تمهّد الطريق أمام الأعمال الكبرى،" بحسب جوان كوبّا، مديرة سياسات "أوبر" في الشرق الأوسط وأفريقيا، مضيفةً أنّه "يمكن للمرء أن يحوّل هوايته، سواء كانت مدوّنةً أو بوّابةً اجتماعيةً، إلى عملٍ ثوريٍّ وقابلٍ للتطبيق. وكلّ ما يحتاجه هو التميّز وإدراك السوق وجني المال بشكلٍ مستدام."
من بين عروض الأفكار السبعة التي شهدناها في إحدى سيارات "أوبر" في دبي، تبيّن أنّ التحضير للعروض وطريقة القيام بها مختلفةٌ بين رائد وآخر. وفي وقتٍ عمد عدّة متسابقين إلى الحديث وحسب عن أفكارهم، قدّم خالد زعاترة من "360 ميدل إيست أند أفريكا" 360MEA عرضاً توضيحيّاً لتطبيقه ولتوقّعاته حول الإيرادات.
من ناحيةٍ أخرى، بدَت ردود الفعل وجيزةً وموجّهةً وقابةً للتنفيذ، وقد ظهر ذلك في تعليقات الروّاد، فيقول المشارك في النهائي في بيروت، رامي خوندي من "طريقك" Tari’ak، إنّ "ما أقدّره في ‘أوبر پيتش‘ أنّ الحكّام هم روّاد ورجال أعمال، وليسوا مستثمِرين فقط. وردود الفعل التي يدلون بها تطرّقَت إلى مختلف أساسيات نماذج الأعمال، ولم تركّز الإيرادات وحسب، وهي فكرةٌ يركّز عليها المستثمِرون غالباً."
ويشير مؤسِّس "آي سولار ووركس" iSolarWorkxومديرها التنفيذيّ، علي عبد الحفيظ، إلى أنّه "تمّ نصحنا باستخدام مفهوم لعبة ‘الليغو‘ Lego في شركتنا كما يتمّ استخدامه في منتَجٍ يمكّن الأطفال من أن يصبحوا مبدِعين ويكتشفوا مثلما يشاؤون، وذلك بدلاً من أن يتمّ فرض الأمر فرضاً. ومن اقتراحات الحكّام الأخرى، كان السعي لاستكشاف سوق الإنترنت، وهذا ما سنهتمّ به لاحقاً بشكلٍ جدّيّ."
في حين قد تبدو السيارة مكاناً غير عاديّ لعرض أفكار الأعمال التجارية، فإنّ الفعالية التي أقامتها "أوبر" للأعمال وعرض الأفكار أسفرَت عن أفكار أعمال مثيرة للاهتمام وعن توصيات مفيدة.
والفائزون هم...
في الختام، قرّرت "أوبر پيتش" الشرق الأوسط توسيع رعايتها لتشمل أربعة شركاتٍ ناشئة (بدلاً من اثنتَين في الأساس) لتقدّم نفسها في معرض "عرب نت" للتقنية ArabNet Digital Showcase. وهذه الشركات حسب الترتيب الأبجديّ هي:
"كراود أنالايزر" Crow analyzer (القاهرة)، وهي أداة رصد عربية تركّز على وسائل التواصل الاجتماعيّ، لتمكّن الوكالات والعلامات التجارية من رصد آراء الناس على مواقع التواصل الاجتماعيّ وتحليلها والردّ عليها. ووفقاً لأحد حكّام الفعالية في مصر، المدير العام في "جوس لاب" Juice Labs، طارق نصر، فإنّ "هذا الفريق ممتازٌ ولديه شعبية ويعرفون ما يقومون به جيّداً. ويبدو أنّ شركتهم الناشئة ‘كراود أنالايزر‘ ستصبح من الشركات التي ستخرج من المنطقة." وعن هذا الفوز يقول سعد إنّ "النسخة الجديدة من لوحة القياس أطلقناها للتوّ مع قدراتٍ تحليليةٍ أكبر وتغطيةٍ أكبر لمزيدٍ من وسائل التواصل الاجتماعيّ؛ ونتطلّع إلى عرضها خلال ‘عرب نت‘."
"آي سولار ووركس" iSolarWorkx (دبي)، شركةٌ تصمّم وتصنّع المجموعات اللازمة لبناء أجهزةٍ تعليميةً تعمل على الطاقة المتجدّدة، ويركّبها الأطفال بأنفسهم لكي يتعلّموا مفاهيم علمية مختلفة. وأثنى مدير "أوبر" في الإمارات، جان بيار مندلق، بدوره، على "الرؤية الواضحة" لدى هذا الفريق وعلى "فهمهم لنوع الشراكات والتمويل المطلوب لكي يضعوا عملهم على سكّة الانطلاق."
"طريقك" Tari’ak (بيروت)، تطبيقٌ بسيط ودقيقٌ يقوم بالاعتماد على الموارد الجماعية ليقدّم نصائح بشأن ظروف حركة المرور في الوقت الحقيقي. وعمّا سيفعلونه خلال "عرب نت"، علّق خوندي قائلاً إنّه "بالإضافة لعرض الفكرة أمام المستثمِرين، سوف نُطلِق منتَجنا وخدمتَنا في الإمارات... بالإضافة إلى ذلك، نريد أن نقابل أشخاصاً ممّن يعملون في ‘المدينة الذكية‘ Smart City."
"ياقوت" Yaqut (عمّان)، متجر كتب إلكترونيّ يعتمد على الإعلانات ويدمج تقنيات اللعب مع منتَجه، يمكّن المستخدِمين من تنزيل آلاف الكتب المجّانية وتخزينها على ذاكرة الجهاز الخاصّة بكلٍّ منهم لمشاهدتها في الوقت الذي يناسبهم. ويعلّق المؤسِّس عمّار مرداوي قائلاً: "نحن حالياً ضمن جولتنا الأولى من التمويل، ونأمل أن ينضمّ إلينا مستثمِرون يمكنهم مساعدتنا في تغيير قطاع نشر الكتب في الشرق الأوسط."
أُعطي رواد الأعمال 7 دقائق فقط لعرض أفكار مشاريعهم و7 دقائق للاستماع إلى ردود الفعل.
وفيما يلي، بعض روّاد الأعمال الذين شاركوا، وشركاتهم الناشئة، وردود الفعل التي تلقّوها:
المؤسِّس: سارة السيد
الشركة الناشئة: "سوسيوتاج" Sociotag، منصّة على الإنترنت تعالج تحدّيات الوصول والتحدّيات اللوجستية للفعاليات، وتقدم رؤىً تحليليةً للمساعدة على زيادة الإيرادات.
نصيحة الحكّام: " الفعاليات لا تساعد دائماً على جني الكثير من المال، ينبغي التعاون مع راعٍ لها للحصول على عائداتٍ أفضل."
المؤسِّس: زياد داغر
الشركة الناشئة: "ذا بيروت إكبرس" The Bayrut Express، متجر على الإنترنت للأزياء الصديقة للبيئة، يعمل على تعزيز الاستدامة من خلال توفير العلامات التجارية الصديقة للبيئة من جميع أنحاء العالم.
نصيحة الحكّام: "حاول اختيار علامات التجارية من العيار الثقيل، فعندها سوف يميل الناس إلى المنتَجات الصديقة للبيئة."
المؤسِّس: إبراهيم الخوام
الشركة الناشئة: "أيزم" IZEM، جهاز استشعار مع نظام إنذار يبلغ السلطات والأسرة إذا كان المستخدِم في خطرٍ مميت.
نصيحة الحكّام: "أنت تبيع في سوق ضيّقةً جداً؛ وأمّا ما تقوله عن الاستفادة من السلطات فقد يكون مثالياً جداً. ينبغي أن تحاول استهداف شريحةٍ أيسر في الأسواق الخارجية، وأن ترفع سعر المنتَج الخاص بك."
المؤسِّس: ستيفانو فلاحة
الشركة الناشئة: "فالاوند" Fallound، تطبيق للتواصل الاجتماعي يسدّ فجوة "الصوت" في شبكات التواصل الاجتماعي، ويساعد في تنمية الروابط الشخصية.
نصيحة الحكّام: "اختَر زاوية أو فكرةً أكثر فرادة، وليكن لديك فكرة أكثر تنظيماً عن كيفية استخدام الناس للصوت في حياتهم اليومية."
ملاحظة: يبلغ ستيفانو 16 عاماً فقط، وهو تعلّم البرمجة بنفسه كما أنّه أصغر متسابقٍ في هذه الفعالية. "أنت موضع ترحيب لاختبار أفكارك في مكاتبنا،" بحسب ما قال له حبيب حداد، المدير التنفيذي في "ومضة".
المؤسِّس: زهير صنديد
الشركة الناشئة: "إي باج" Ebag، جهاز استشعار لتحديد المواقع يُعلَّق على حقيبة المسافر، ويتكامل مع نظامٍ لتحديد البصمة بحيث لا يقلق المسافرون بشأن فقدان أمتعتهم."
نصيحة الحكّام: "قد ينافسك كبار مصنّعي الحقائب إذا قرّروا إدراج أنفسهم في هذا المجال. ولذلك، فإن تعلّم لغة البرمجة قد يساعدك في معرفة إمكانية تطبيق الفكرة أم لا."
المؤسِّس: باسيل عويس
الشركة الناشئة: "هيروييك" Heroic، لعبة فيديو مع رسوماتٍ باهرة، يتحوّل جميع من فيها إلى شخصياتٍ خارقةٍ من خلال نظامٍ للمهارات في داخلها، بحيث يمكن للناس أن يعثروا على شخصٍ بالمهارات التي يريدونها ويطلبون منه المساعدة، فيتحوّلون إلى أشخاصٍ "خارقين".
نصيحة الحكّام: "إنّ لعبتك قائمةٌ على السوق، وهذا يعني أنك تحتاج إلى طلبٍ وإمداداتٍ ضخمة. يجب أن تجهد أكثر في التسويق."
وبعد هذه الجولات في سيارات "أوبر" وسط زحمة السير، كان لان بدّ من نصائح منعشة زمفيدة لكلّ الروّاد:
أعرُض أفكارك بشغفٍ ودقّة بعد إعدادها جيّداً؛
ابدأ صغيراً وحافظ على البساطة؛
اعرِف الأرقام الخاصّة بك ولا تبالغ؛
اعمل على تنويع منتَجاتك وخدماتك عندما يحين الوقت المناسب لذلك؛
اعمَل ليومك جيّداً ولكن لا تنسَ التفكير بالمستقبل.