كيف أصبح جو برزا الذي اضطر للعمل في الطهو خبيراً به؟ [صوتيات]
خبير الطهو ورائد الأعمال جو برزا الذي كان بدأ حياته العملية كمرافقٍ شخصيّ (مصدر الصورة)
لا بدّ من أنّكم شاهدتم برنامج "توب شيف" Top Chef أو على الأقلّ سمعتم عنه، ولاحظتم أو سمعتم عن الطاهي الرئيسيّ في لجنة الحكم الذي كان يقسو على المتبارين؛ إنّه جو برزا الذي برز كطاهٍ لبنانيٍّ ثمّ اتّجه لإنشاء شركته الخاصّة للاستشارات المتعلّقة بالمطاعم والفنادقJoe Barza Culinary Consultancy .
في مقابلةٍ سريعةٍ مع "أنتربرينيرجي" Entreprenergy، يحدّثنا برزا عن شغفه للطعام وعن مسيرته التي بدأها كحارسٍ شخصيٍّ قبل أن يتحوّل إلى عالم المطبخ والطهو.
"يجب أن تعمل بشغف وحبّ،" هي مقولته للنجاح التي اكتشفها على ما يبدو بعد القرار الذي غيّر له حياته عندما قرّر ترك عمله كحارسٍ شخصيّ إبّان الحرب اللبنانية وغادر لبنان إلى جنوب أفريقيا متوجّهاً نحو عالم المطابخ عندما كان عمره 24 عاماً. ولكن هل تريدون أن تعرفوا السبب الإضافيّ الذي دفعه لاتّخاذ هكذا قرار؟ استمعوا إلى المقابلة الصوتية أدناه.
في حديثه عن الفشل، يشير برزا إلى أنّه لم يكن يحسن معاملة الطلّاب المتدرّبين، حتّى جاء صديقٌ له وأخبره قصّته مع متدرّبٍ كان يعامله بطريقةٍ سيّئة، حيث بعد سنواتٍ ذهب ليقابل مديراً عاماً طلباً لإحدى الوظائف وإذ بالمدير يكون المتدرّب نفسه. وما كان لذلك إلّا أن أثّر في برزا، وأيقن أنّه يجب أن يغيّر سلوكه مع الطلّاب والمتدرّبين.
يلفت برزا في هذه المقابلة الصوتية، إلى أنّه لم يكن يحبّ مهنة الطهو في البداية، ولكنّ "الحرب أجبرتني على السفر إلى جنوب أفريقيا حيث عملتُ في هذه المهنة، وهناك تعلّمتُ كيف أفكّر وليس كيف أطهو وحسب." وبعدما كوّن نفسه في هذا المجال، يقول إنّه امتعض من عدم حصول الطهاة اللبنانيين والطهاة من المنطقة على الرواتب نفسها التي يحصل عليها الطهاة الفرنسيون والأجانب، فحفزّه هذا على "قلب الطاولة وبرهنة قدرة الطهاة المحلّيين." لقد أراد أن يُظهِر صورةً مغايرة للطاهي في العالم العربي، وأنّه يمكنه أن يضاهي أشهر الطهاة في العالم.
لكلّ شيءٍ وقتٌ مناسبٌ له
بعد التعلّم وتكوين الخبرات والعمل في عدّة مؤسّسات ومطاعم، أراد برزا أن ينشئ عملاً خاصّاً به، فيقول "لا أعمل اليوم في مطعم، ولم أرِد ذلك، ولهذا افتتحتُ شركةً استشاريةً للمطاعم والفنادق لمساعدتهم على تشكيل قائمات الطعام وتدريب الموظّفين." ولا ينسى أن يشير أيضاً إلى ما يعتبره الأهمّ في عالم الطهو، ألا وهو تطوير وابتكار وجباتٍ جديدة أو ابتكار إضافاتٍ عليها، خصوصاً تلك الأطباق اللبنانية المتنوّعة.
أمّا الفكرة التي أدّت لولادة شركته الاستشارية، يقول إنّها جاءت بعدما شعر أنّ المطاعم والمطابخ باتت ضيّقةً على طموحاته، فهو يريد أن يكون له عملٌ خاصّ بعيدٌ عن الروتين، وهذا ما دفعه لافتتاح الشركة التي يقول إنّ أسسَها "بُنيَت على الثقة وتقديم عمل جيّد، وليس عبر ظهوره في البرنامج التلفزيونيّ وحسب."
في الصورة أعلاه صحن الحمص كما يراه جو برزا (مصدر الصورة)
بعد الحديث عن مسيرته المهنية بشكلٍ سريع، يقدّم برزا نصيحته للروّاد قائلاً إنّه يجب على الرائد أن يحبّ عمله ويبذل جهده ويضحي ويثابر. ويذكر أنّ الموهبة يمكن أن تكون غير موجودة في البداية، ولكنّ الابتكار يجب أن يرافق رائد الأعمال، فيقول "أنا لم أكن موهوباً عندما بدأتُ هذه المهنة، ولكن بدأتُ قصّتي مع الابتكار مع صحن الحمّص. الابتكار يحتاج للمبادرة وهذا الأهمّ."
لم يفتتح برزا شركته إلّا بعد عمله لوقتٍ طويلٍ لدى الآخرين، ولكن ما سبب تأخّره عن أن يصبح رائد أعمال؟ يجيب بأنّ لكلّ شيءٍ وقت مناسب له.
وفي الختام، عند التطرّق إلى عادات النجاح، يقول هذا الرائد الخبير في تطوير الطعام إنّه يتبّع النصيحة التي قدّمها له رئيسه في يومٍ ما، "السماء هي حدودك،" كما يشير إلى أنّه يمشي كثيراً ويسافر كثيراً. وفي الحديث عن كتابه المفضّل، ينصحنا بكتاب "النبي" لجبران خليل جبران، ذاكراً أنّ هذا الكتاب طالما ألهمه.
استمع إلى المقابلة من هنا: