مسرّعة نموّ إيرانية تخرّج 10 شركات ناشئة في أوّل دورة لها
شهود على أكثر الشركات الناشئة الواعدة في طهران؟ [صور من "أفاتك"].
منذ انطلاق مسرعة النموّ "أفاتك" AvaTech القائمة في طهران، عام 2014، نجحَت في إيصال 10 شركات ناشئةٍ رقمية إلى يوم عرض أفكارها الأوّل. وشهدَت الفعالية التي أقيمت في طهران الأسبوع الفائت، شركات ناشئة تراوحت تخصّصاتها بين التربية ووسائل الإعلام الاجتماعي والأخبار وإدارة المشاريع، وقد عرضت كلّها منتجاتها على المستثمرين.
وفي رسالة إلكترونية إلى "ومضة"، قال الشريك المؤسِّس للمسرّعة، محسن ملايرى، "نحن مسرورون لأنّ كافة الفرق تمكّنت من النموّ، والحصول على الإقبال، والتحقّق من صحّة نموذج أعمالها، على مدى الأشهر القليلة الماضية. والآن نتطلع قدُماً لرؤيتها تنمو أكثر في الفترة القادمة." هذا وحضر الفعالية حوالي سبعين مستثمراً محلّياً ودولياً (سواء شخصياً أو من خلال البث المباشر)، حيث كانَت "أفاتك" مسرورةً جداً من العروض التجريبية التي قُدّمَت.
أمّا الشركات الناشئة المشاركة، فتضمّنت "ريحون" Reyhoon، خدمة لتوصيل الطعام باتت الأكثر شعبية في إيران؛ و"كايسنا" KSNA، سوق للفيديوهات التعليمية باللغة الفارسية؛ و"كافي تيونز" CafeTunes، تطبيق للويب والهاتف المحمول يمكّن المستخدِم من التحكّم بالموسيقى التي تُعزف من حوله؛ و"لندم" Lendem، شبكة اجتماعية على الهواتف النقالة تسهّل تبادل الأغراض المادية بين المستخدمين.
وبعد هذه الخطوة الأوّلية، تقضي الخطوة التالية للشركات العشرة بوضع الصيغة النهائية لملفّات استثمارها ومتابعة المستثمرين المهتمّين. ووفقاً لملايرى، ستستمرّ الشركات الناشئة في تلقّي الدعم من "أفاتك" حتى بعد المضيّ قدُماً والتخرّج. ويقول إنّها "مرَحَّبٌ بها دائماً للعودة إلينا للحصول على الدعم والتعليقات، وستبقى دائماً جزئاً من شبكة خرّيجينا."
"كم من المال سأعطيك؟" المستثمرون يدوّنون ملاحظاتهم بشأن العروض التجريبية.
تتلقّى الشركات الناشئة التي تخضع لبرنامج "أفاتك" ما يساوي 8 آلاف دولار من التمويل، و30 ألف دولار إضافيةٍ من شبكة مستثمري "أفاتك" الداعمين. ثمّ يُتاح للشركات النفاذ إلى شبكة من المرشدين والداعمين المحلّيين والدوليين، وورش العمل، والمساحة المكتبية على فترة أربعة أشهر. وفي مقابل كلّ ذلك، تأخذ "أفاتك" حصّةً قدرها 15% من أسهم الشركة. وعلى مرّ السنوات الثلاثة القادمة، يقول ملايرى، إنّ مسرّعة النموّ هذه تهدف إلى تسريع نموّ 100 فريقٍ إضافيٍّ والتوسّع إلى أفق أخرى خلال السنة المقبلة، وذلك "إمّا عبر التوسّع عمودياً بإضافة مجال الهواتف النقالة أو الصحّة أو التكنولوجيا المالية، وإمّا بالتوسّع بكلّ بساطة إلى مدينةٍ أخرى في إيران."
بدوره، يقول فرهاد هدايتي، وهو مؤسِّس برمجياتٍ لإدارة المشاريع، إنّ "‘أفاتك‘ غيّرت مسار ‘تاسكولو‘ Taskulu. لقد وفّرَت لنا الشبكةُ نصائح قيّمة وهامّة جدّاً، كما وفّرت الدعم والمعارف التي حوّلت ‘تاسكولو‘ من نموذجٍ أوّليّ تجريبيّ إلى مؤسّسة فعلية." وتأمل الشركة أن ينمو الفريق حالما تتلقّى صفقة استثمار، وأن تتوسّع في نهاية المطاف إلى خارج إيران؛ وليس ذلك بالأمر المفاجئ نظراً إلى أنّ 80% من مستخدميها الذين يبلغ عددهم 6500 يقيمون في الولايات المتحدة.
فريق "وب ياد" Webyad، وهي منصّة تعليمية للطلاب والأساتذة على حد سواء.
ميدان الشركات الناشئة الإيراني
نظراً للعقوبات التي تحول دون توفّر الكثير من المنتجات والخدمات في البلاد، وافتقار المستثمرين إلى فهمٍ واضح لماهيّة الشركات الناشئة، وضعف بنى الإنترنت التحتية، وعدم توفّر خيار الاستثمارات الخارجية، يمكن القول إنّ البيئة الحاضنة الإيرانية للشركات الناشئة ما زالت في مهدها.
ولكن في ظلّ وجود 78 مليون نسمة في البلاد ونسبة انتشار للإنترنت تبلغ 55%، بدأ الناس يصبحون مهتمون أكثر بالأمور التكنولوجية، حيث طرأت الكثير من التغييرات في السنوات القليلة الماضية، وبدأت طهران تلحق بسائر العالم.
ومن خير الأمثلة على ذلك، نذكر "دايمند جروب" DMOND Group، مسرّعة نموٍّ أخرى انطلقَت هي أيضاً عام 2014؛ و"كافيه بازار" Café Bazaar، متجر تطبيقات لبرمجيات "أندرويد" يتيح للمستخدمين النفاذ إلى ما يمكنهم الحصول عليه من "جوجل"؛ و"إيران ستارت أبس" Iran Startups، منصّة مجتمعية تقيم لقاءات شهرية؛ و"تكلي" Techly، موقع إلكتروني مخصص للأخبار المرتبطة بالشركات الناشئة في البلاد؛ وبالإضافة إلى ما سبق، لا بدّ نم ذكر لقاءات "ستارت أب ويك أندز"Startup Weekends تُقام في إيران أيضاً.
يقول ملايري إنّه "من الرائع رؤية مدى تطوّر البيئة الحاضنة في السنوات القليلة الماضية. لقد بات لدينا حاضنات أعمال، ومسرّعات نموّ، ولقاءات، ومنظّمة غير حكومية تقيم فعاليات مثل ‘ستارت أب ويك أند‘ ومؤتمرات دولية مثل ‘مؤتمر إيران حول الويب والمحمول‘ Iran Web and Mobile Conference. ولدينا قصص نجاحات أمثال ‘ديجيكالا Digikala و ‘كافيه بازار‘ Café Bazaar و‘تخفيفان‘ Takhfifan وغيرها."
عرض فكرة منصة الأخبار والعلاقات العامة "أخبار رسمي" Akhbar Rasmi.
وبالنسبة له، من الصعب جدّاً إيجاد أشخاص تمكّنوا من أخذ شركتهم من مرحلة كتابة الأفكار على الورق إلى مرحلة الاكتتاب العام في مثل هذا الميدان الذي لا يزال حديث الولادة. ويضيف أنّ "ما يعوّض عن هذا الأمر، هو الشبكة الواسعة من المرشدين الناجحين الوافدين من الخارج الذين يشاركون خبراتهم مع فرقنا ويساعدونهم."
تجدر الإشارة أنّ "أفاتك" سبق أن انتقَت دفعةً من الشركات الناشئة الثانية، التي ستشارك في برنامجها الذي يُتوقع أن يبدأ في أواخر شهر أيار/مايو.