هل تصبح هذه الشركة المغربية 'جو دادي' المنطقة؟
هل يمكنك تسمية مستضيف المواقع الإلكترونية web host أو مسجِّل النطاقات registrar الرائد في العالم العربي أو أفريقيا؟ حمزة أبو الفتح، مؤسِّس مسجِّل النطاقات الوحيد في المغرب وخدمة استضافة المواقع الأكثر شهرةً "جينيوس" Genious، يشكّ في أنّه يمكنك ذلك. لأنّ بالنسبة إليه، لا يوجد. وبهدف أن يصبح هو هذا الرائد، أطلق "جينيوس" نهار الأربعاء الفائت، موقعَ "جينيوس.نت" Genious.net كنسخةٍ دوليةٍ من الموقع الأصلي.
ويشرح هذا الرائد أنّ "السوق المغربية صغيرةٌ نوعاً ما،" مضيفاً أنّه "لدينا القدرة على النموّ إلى حجمٍ أكبر بكثير مما تسمح لنا به السوق المحلّية. لقد وصلنا إلى 10 آلاف مستخدمٍ، ولكن للوصول إلى 100 ألف مستخدِمٍ نحتاج للتوجّه إلى الخارج."
للوصول إلى هذا الهدف، يراهن أبو الفتح على الترجمة، فكلّ بلدٍ سيتوسّع إليها "جينيوس" سيكون له موقعٌ خاصٌّ باللغة والعملات ذات الصلة، كما سيتمّ تعزيزه من خلال استراتيجيةٍ محلّية.
"لكلّ منطقةٍ ما يميّزها. لذلك، سيكون تنفيذ الاستراتيجية نفسها في جميع البلدان خطأً كبيراً،" يقولها رائد الأعمال المغربي، ذاكراً أنّ "الأشياء التي رأيناها تعمل في المغرب، فشلَت فور استخدامنا لها في الخارج."
وسيمّ إطلاق الشركة في 20 دولةٍ أفريقيةٍ وعربية، بما في ذلك السنغال وجنوب أفريقيا وساحل العاج وتونس، إضافةً إلى الإمارات العربية المتّحدة. كما تملك الشركة الكثير من نقاط القوّة التي يجب أن تصبّ في صالحها، حسبما يعتقد أبو الفتح.
إنّ "جينيوس" واحدةٌ من مسجلّي النطاقات الأفارقة والعرب النادرين المعتمدين من قِبَل "هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصّصة" (آيكان) ICANN، المنظّمة الدولية المسؤولة عن تنظيم وإدارة أسماء النطاقات (يوجد فقط سبعة مسجِّلي نطاقات في أفريقيا وستّةٌ في الشرق الأوسط). أمّا المواقع الأخرى لخدمات أسماء النطاقات فهي تلعب دور الموزّعين فقط resellers، ممّا يعني أنّ العميل قد لا يعرف من أين جاء اسم النطاق الخاصّ به، ما يمكن أن يؤدّي إلى مشاكل محتمَلة.
ومع ذلك، فإنّ هذا لا يؤثّر في عدد عملاء "جينيوس"، كما يصرّح ألو الفتح، بحيث أنّ 5% فقط من العملاء يعرفون ما هي "آيكان". وهذا ما لا يزال يساعد في إقناع عملاء أكبر، مثل "هسبريس" Hespress و"هميزات" Hmizate، الذين تساعد أسماؤهم في إقناع عملاء أصغر.
ومن جهةٍ ثانية، وضعَت الشركة كثيراً من جهدها في تحسين تجربة المستخِدم UE، حيث يقول أبو الفتح، "لقد حاولنا جاهدين تقليل [الوقت اللازم لشراء اسم نطاقٍ ما] إلى الحد الأدنى." وقد بات بإمكان العملاء شراء اسم نطاق في أقلّ من دقيقةٍ واحدةٍ من خلال إزالة عدّة خطوات، بما فيها إنشاء كلمة مرورٍ حيث بات يتمّ إنشاؤها تلقائياً.
سوف يتمّ إطلاق "جينيوس" أيضاً في بلدانٍ أكثر نضجاً من ناحية استخدام الإنترنت، مثل كندا وفرنسا وانكلترا. فهناك سوف يكون الوضع مختلفاً حيث يتوجّب على "جينيوس" أن تبرز من خلال تقديم خدماتٍ ذات قيمةٍ مضافةٍ بأسعارٍ أرخص، مثل إدارة المخدم server administration، وشبكة توصيل المحتوى CDN وهي تقنية توزّع حركة مرور الملفّات الثابتة على مخدماتٍ بديلةٍ لتسريع الزيارات على الموقع، إضافةً إلى استضافة خدمةٍ للسحابة الرقمية cloud hosting. وعن هذا الأمر يقول أبو الفتح، "إنّ أسعارنا تنافسيةً جدّاً بالمقارنة مع خدمات استضافة المواقع الكبيرة."
وبالرغم من أنّ الشركة المموَّلة ذاتياً وصلَت أخيراً إلى عتبة مليار دولارٍ من المبيعات عام 2014، إلّا أنّها لا تريد أن تستعجل الأمور. حيث يخلص مؤسِّسها إلى القول، "سوف نُطلق الشركة في بلدٍ واحدٍ كلّ مرّةٍ ومن ثمّ نختبر الأمور، وبعدها نرى أيّ البلدان أفضل بالنسبة لنا."