‘ستارتب مينا‘ تتوسّع إلى تونس محاوِلةً تحسين البيئة الحاضنة
بعد النجاح الذي حققته الشركة الناشئة "ستارت أب مينا" Startup MENA عام 2014 في مصر، حيث جمع الفريق أكثر من 400 رائد أعمال ونفّذ ورَش عمل خاصّة لتلبية احتياجات البيئة الحاضنة المحلّية، وبعد إطلاق الشركة في دول مجلس التعاون الخليجيّ، تستعدّ الآن للتوسّع نحو تونس.
خلال الزيارة الأولى لتونس، دعا الفريقُ روّادَ الأعمال في البلد إلى حفل عشاءٍ أقيم في مساحة العمل المشتركة الاجتماعية الوحيدة في تونس "كوجيت" Cogite، التي تقع في منطقة البحيرة Le Lac، في ضاحية تونس الراقية. وكانت هذه الفعالية بمثابة الخطوة الأولى لتوسّع المشروع تجاه هذا البلد المتوسّطيّ.
وفي حديثٍ لمجموعةٍ من التونسيين يضمّ رجالاً ونساءً من فئاتٍ عمريةٍ مختلفة، قال جاكوب كيستورب، المؤسِّس الشريك للشركة المنظِّمة لفعالية "فنتشر سكاوت" Venturescout، "نحن نعمل على تعزيز البيئية الحاضنة للشركات الناشئة من خلال عقد ورش العمل مصمّمةٍ خصيصاً للشركات الناشئة وروّاد الأعمال، ومن خلال تأمين فرصٍ للتواصل مع مرشدين ومستثمِرين." أمّا "فنتشر سكاوت"، فهي عبارةٌ عن تجمّعٍ لروّاد الأعمال والمديرين التنفيذيين السابقين للشركات، بالإضافة إلى أصحاب رؤوس الأموال ومدرِّبين خبراء في مجال الشركات الناشئة وريادة الأعمال. ويعود كيستورب ليضيف قائلاً: "لقد أسَّسنا 28 شركةً ناشئةً خاصّةً بنا، بما في ذلك "ستارتب بووت كامب"Startupbootcamp، أكبر مسرِّعة نموٍّ ومصنعٍ لتأسيس الشركات الناشئة في أوروبا."
كما أكّد أيضاً، أنّ ريادة الأعمال عقليةٌ، حالةٌ فكريةٌ وإرادةٌ وشغفٌ لتغيير شيءٍ ما. ويقول كيستورب إنّ "عدداً قليلاً جدّاً من الناس أسّس عملاً تجاريّاً بهدف جني المال،" ويكرّر عدّة مرّاتٍ أنّهم "يسعون إلى تغيير العالم بدلاً من ذلك."
من جهةٍ ثانية، إنّ مفهوم "ستارتب مينا" يكمن في العمل عن كثبٍ مع الجهات الفاعلة المحلية، من أجل تحديد المشاكل الوطنية والمساعدة في تحسين البيئة الحاضنة. وعن هذا الأمر، يوضح كيستورب أنّ "تغيير البيئية الحاضنة يتطلّب بعض الوقت." ومع ذلك، كان الفريق مسروراً بعد بضعة أيّامٍ فقط من التواصل مع روّاد الأعمال التونسيين. وتقول مديرة المشروع سارة ليث أوتوسين، "لدينا بالفعل فكرةٌ مبدئيةٌ حول ما يمكن تحسينه داخل البيئة الحاضنة."
تقاسم العديد من روّاد الأعمال الحاضرين التجارب الشخصية حول التحدّيات التي يواجهونها بشكلٍ يوميّ، بما فيها من لحظات فشل. لكنّ أوتوسين من جهتها، تعتبر أنّ الفشل درسٌ نستفيد منه، وتشجّع روّاد الأعمال للاستفادة من تجارب بعضهم البعض من خلال التحدث عن لحظات فشلهم. "ما هي نسبة تحدّث الناس عن فشلهم؟" تتساءل أوتوسين، ويعترف الجمهور قائلاً "ليست كبيرة."
في تونس، كما هي الحال في العديد من البلدان، يُعتَبَر الفشل من المحظورات، أي أنّه الشيء الذي لا تريد التحدّث عنه بصوتٍ عال. وعلاوةً على ذلك، يعتبر أحد روّاد الأعمال التونسيين الذي عانى من فشلٍ في مشروعه الأوّل ويحرص حالياً على البدء من جديد، أنّه إذا فشلتَ مرّةً واحدةً سيكون من الصعب إقناع المموِّلين بالاستثمار في المشاريع الخاصّة بك مرّةً أخرى. ومع ذلك، وبحسب أوتوسين، فإنّ الفشل جزءٌ من رحلة الشركات الناشئة ويجب اعتباره كدرسٍ تقوم به مرّةً واحدة، ولكنّنا نأمل ألا يتكرّر مرّةً أخرى. وتقول أوتوسين للجمهور، إنّ "الذهنية في الولايات المتّحدة مختلفة، فإذا لم تفشل سابقاً، لن تتمكّن من الحصول على التمويل." هذه تجربةٌ مهمّة، توضح أنّ الفشل خطوةٌ أولى ومهمّة في رحلة التعلّم.
مساحة العمل المشتركة "كوجيت"
"كيف يمكننا مساعدتك؟" تسأل أوتوسين الجمهور، فيجيب أحد الروّاد الطموحين أنّ "الشباب لا يعرفون من أين يبدأون،" معتبراً أنّه بالإضافة إلى التمويل، توجد مشكلة عدم توفّر الإرشاد والتدريب في تونس. فالإرشاد والتدريب هما عاملان أساسيّان في مرحلة نشوء الشركة، على حدّ قول كيستورب، ولهذا السبب تمتلك "فينتشرسكاوت" ضمن شبكتها قاعدة بياناتٍ لأكثر من ألفَي مرشدٍ ومستثمِرٍ دوليّ.
وبالإضافة إلى الإرشاد والتدريب، يُعتَبَر التواصل مفتاحَ الحلّ. ولكن، كما يوضح أحد الحاضرين، فإنّ العثور على الأشخاص المناسِبين للمهمّة المناسبة أمرٌ صعبٌ في تونس. ويضيف "أنّ العثور على أشخاصٍ أكفّاء يتطلّب الكثير من الوقت." هذا الأمر يمكن تعديله بسهولة، وفقاً لكيستورب الذي ينصح الجمهور قائلاً: "قم بإنشاء قائمة بريدٍ إلكترونيّ أو منصّةٍ على الإنترنت مع شبكة روّاد الأعمال الخاصة بك." وبهذه الطريقة، يمكنك تبادل شتّى أنواع النصائح، بدءاً من كيفية تجاوز العقبات وصولاً إلى الجوانب العملية، مثل إمكانية طلب محاسبٍ متميّزٍ للمساعدة.
بدا الجمهور راضياً عن المداخلات، إذ علّق أحمد هدادي، البالغ من العمر 23 عاماً ويمتلك فكرةً يأمل في تحقيقها، قائلاً "كان الأمر مثيراً للاهتمام." إنّه مدرك تماماً لطبيعة نشاطات "ستارتب مينا" بعد عملها في مصر، وكان سعيداً لتوسّع نشاطها نحو تونس، ومتشوّقاً لمعرفة كيف يمكنها تعزيز ريادة الأعمال في بلاده.