لماذا تحتاج الشركات الناشئة في مصر إلى دعم الشركات الكبيرة؟
أثناء انعقاد الحوار الذي استضافه "مركز بحوث التنمية الدولية" International Development Research Centre يوم الثلاثاء الماضي، بالشراكة مع "المركز المصري للدراسات الاقتصادية" Egyptian Centre for Economic Studies ، شكّل الدور الذي يجب أن تلعبَه المؤسَّسات الكبيرة لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسّطة SMEs أحدَ مواضيع النقاش، الأمر الذي حظي بدعمٍ كبيرٍ من رجال الأعمال.
وفي حديثٍ مع "ومضة"، قالت إيريس بطرس، الباحثة في "مركز بحوث التنمية الدولية"، إنّ المشاكل الرئيسية التي واجهها البحث الأوّلي الذي أجراه المركز عن الشركات الصغيرة والمتوسّطة، تمحورَتْ حول التواصل وصعوبات الولوج إلى الأسواق، كذلك حول النقص في المعرفة عن الأعمال وقلّة عدد القادة المناصِرين لقضية الشركات الصغيرة والمتوسّطة والشركات الناشئة. كما أعربت عن أملها في أن تشكّل طاولة الحوار هذه، بدايةً "لمحادثاتٍ" حول دعم المشاريع الصغيرة والمتوسّطة.
من جهةٍ أخرى، كانت الحلول الممكنة والمعروضة قليلةً. وهي تضمّنت تطبيقَ القانون الذي يطالب الحكومة بتخصيص نسبةٍ من العقود الحكومية لمصلحة المؤسَّسات الصغيرة والمتوسّطة، بالإضافة إلى توسيع فكرة المسؤولية الاجتماعية للشركات لتشمل إرشادَ روّاد الأعمال والمشورةَ التجارية، بدلاً من الدعم فقط عند الانطلاق.
بدوره، يقول مؤسِّس "فلات6لابز" Flat6Labs، أحمد الألفي، إنّ القضية الرئيسية الأخرى هي أنّه ينبغي على الشركات الكبيرة أن تسهّل عملية تعامل الشركات الصغيرة والمتوسّطة معها. ويضيف، "يجب أن يكون هناك المزيد من الضغط من قِبل الزملاء، وتعزيز الشعور بالذنب لدى (الشركات الكبيرة)". ويشرح أنّ "ما فشلت به الشركات الكبرى هنا هو التعامل مع الأعمال التجارية الصغيرة،" ممّا يعني تسهيل قدرة الشركات الناشئة على تولّي العقود الفرعية أو تقديم الخدمات.
وتحدّثت بطرس لومضة عن رائد أعمالٍ قامت بتوجيهه بشكلٍ غير رسميّ، واجه تلك المشكلة بالضبط؛ أطلق ياسر الزهّار هذا العام مشروعاً لخدمة التوصيل للشركات، ولكنّه تعّرض خلال المراحل الأولى لعرقلةٍ من قِبل الشركات الكبيرة بشكلٍ متكرّر. والرسالة كانت أنّ الزهّار يحتاج إلى إثبات نفسه في السوق لعدّة سنواتٍ، قبل أن يتيح الكبار فرصةً أمامه.
وبينما تقوم بعض الشركات حالياً في مصر، مثل "سوق دوت كوم" Souq.com و"آي بي ام" IBM، بإدارة برامج ابتكارية مخصّصة لتسويق ريادة الأعمال أو مساعدة الشركات الناشئة، تقتصر هذه المبادرات بشكلٍ كبيرٍ على شركات التكنولوجيا متعدِّدة الجنسيات. ويوجد بعض شركات التكنولوجيا الأصغر حجماً مثل "سوفت إكسبرت" SoftExpert التي تتّخذ من الإسكندرية مقراً لها، تدير منافساتٍ لروّاد الأعمال ضمن الشركة.
أمّا على الصعيد الدولي، فلقد افتتحت الشركة الأمريكية "فنتشور سكاوت" VentureScout هذا العام فرعاً لها في مصر، بالتعاون مع ستارتب مينا" Startup MENA. تقوم "فنتشور سكاوت" بالبحث عن الشركات الناشئة التي ترغب بعض الشركات الكبرى بالتعاون معها، بدلاً من التنافس مع روّاد أعمالٍ يعملون على هامش التكنولوجيا.
إلّا أنّ ما ترغب بطرس برؤيته، هو شراكات أكبر على صعيد الأعمال. ممّا يعني دفع المؤسّسات للعمل مع الشركات الصغيرة والمتوسّطة، والتسويق لمنافع الإرشاد والشراكة في الأعمال.
ويمكن أن تشمل هذه الخيارات تشجيعَ الاستعانة بمصادر خارجية في الأعمال الهامشية، مثل المطابخ التي تُعدّ الطعام. وخلقَ طرق أفضل لاستغلال وقت المرشدين لمساعدة عددٍ أكبر من الناس، مثل الاجتماع الشهري عبر " جوجل هانج أوتس"Google Hangouts. أو تثقيفَ المصارف حول كيفية التعامل مع الشركات الناشئة بدلاً من تجاهلها.
من الضروريّ أيضاً التوقّف عن إلقاء اللوم على الحكومة فيما يتعلّق بأيّ مشكلةٍ تواجه البيئة الحاضنة للشركات الناشئة، والبدء بالبحث عن حلولٍ بديلة.
أمّا المحاضِر شنتيانان ديفاراجان، كبير اقتصاديي البنك الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيقول إنّ هذه فرصةٌ للشركات الكبيرة لجني بعض الأموال.
بعض الخدمات كعملية التخصيم، هي عملياتٌ يمكن أن تقوم بها المؤسَّسات الكبيرة داخلياً بفضل اقتصاديّاتها الضخمة. ولكن يصعب تواجدها لدى الشركات المتوسّطة والصغيرة، لأنّها لا تمتلك هذه القدرة. ويقول عنها ديفاراجان، إنّها خدمةٌ يمكن للشركات الكبيرة تقديمَها مقابل رسومٍ للشركات الأصغر حجماً.