مبرمج أمريكي يطوّر ألعاباً تتمحور حول التاريخ العربي والإسلامي
كلنا نتفق على أن صناعة الألعاب بعيدة كل البعد عن الشؤون المالية والعسكرية، لكنّ الأمريكي طوماس تلنر Thomas Tellner لم يكتفِ بتطوير الألعاب من مقره في كاليفورنيا فحسب، بل هو يصممها بالاستناد إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الآسيوية وباستهداف هذه الأسواق بشكل مباشر بشركته الناشئة "كوثر ميديا" Kawthar Media.
يرى تلنر أنّ أبرز الجهات الفاعلة في مجال صناعة الألعاب قد "همّشت" المنطقة، وهو بالتالي قد وضع خططاً كبيرةً لإعادة إحياء الأدب التاريخي للثقافات العربية والآسيوية بفضل شركته الحديثة المنشأ "كوثر ميديا". أما لعبته الأولى والوحيدة حتى الآن، فهي "أم الفيل: هجوم الفيلة" Am al-Fil: Charge of the Elephants، المقتبسة من القصة القرآنية (سورة الفيل) التي تخبر عن فيلة الحرب الحبشية العظيمة التي هاجمت مكة المكرمة. تتوفر اللعبة حالياً لنظام "آي أو إس" iOS غير أنها لم تحظَ بعد سوى ببضع مئات مرات التنزيل. لكنّ ذلك لم يثبط عزيمة عاشق الألعاب تلنر. فقد أخبر "ومضة" في اتصال معه على "سكايب" Skype من سان فرانسيسكو: "لم نبدأ بتسويق اللعبة بعد".
ويُذكر أن في هذه الفترة التي يدعوها تلنر "مرحلة التسويق التجريبي"، ليس من السهل إرضاؤه من حيث سياسات "كوثر" الإعلانية، فهو لا يستهدف سوى بعضة مواقع متخصصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى وجه الخصوص، موقع "فرندستر" Friendster في جنوب آسيا.
الفيلة تهجم
وعندما طرحنا عليه السؤال حول ما إذا كان يرى نفسه الشخص المناسب لتحويل قصص أسطورية وتاريخية إلى ألعاب، قال إنّ الأمر لا يتعلق فعلاً بما إذا كان هو الشخص المناسب، بقدر ما يتعلّق بما إذا كان الوقت المناسب.
فيقول: "يمكنني أن أتكلم حتى الغد حول الطرق التي تقدمت بها التكنولوجيا بما يكفي ليصبح من الممكن مالياً للاستوديوهات الصغيرة إنتاج الألعاب". يرى تلنر أن "كوثر ميديا" تتنافس مع شركات مطورة للألعاب من المنطقة مثل "بلادكم" Beladcom في الأردن التي قدمت لنا لعبة "كوكب تولان" Planet Toulan المستوحاة من قصص "ألف ليلة وليلة" 1001 Nights وهي لعبة تقمّص أدوار كثيفة اللاعبين على الإنترنت MMORPG كما وشركة "سيمافور" Semaphore السعودية بلعبتها "الركاز: في أثر ابن بطوطة" وهي لعبة مغامرات يمكن لعبها بوحدة تحكم ألعاب الفيديو console أو على الكمبيوتر.
أي سلاح ستستعمل؟
ويوضح تلنر قائلاً: "لا أريد بالضرورة تثقيف الناس" مشيراً إلى النفحة التاريخية التي تتخذها أفكار لعبه؛ عوضاً عن ذلك، يأمل أن تلهم ألعابه اللاعبين ليخرجوا ويثقفوا أنفسهم حول الأحداث الدينية والتاريخية والأساطير التي تتطرق إليها الألعاب.
فما زال هناك مثلاً "رصيداً ضخماً غير مستغل بعد من أساطير الجنّ" وهي المخلوقات السحرية التي تملأ الأساطير الإسلامية والعربية قبل الاسلام. كما ويقول إنّ ألعاباً كثيرة في المستقبل سوف تتطرق إلى هذه الروايات. يدير تلنر "كوثر" بنفسه: فهو من يبتكر الألعاب ويصممها ويطوّر ترميزها. بدأ "احترامه العميق للألعاب" في تسعينيات القرن العشرين عندما كان يعمل لدى مقهى "ستارباكس" Starbucks في جنوب كاليفورنيا. بعدما أصبح على معرفة جيدة بالمطورين من مقر "بليزارد" Blizzard القريب منه، شارك في اختبار النسخة التجريبية "بيتا" beta للعبة التي أصبحت تُعرف في ما بعد بـ"وورلد أوف ووركرافت" World of Warcraft. ومنذ ذلك الحين، شارك في اختبار عدد لا يُحصى من الألعاب في مرحلتيها "ألفا" alpha و"بيتا" Beta.
النصر أخيراً
ما زال المؤسس يعمل بدوام كامل كمحلل مالي متخصص في الخدمات المصرفية الإسلامية في الولايات المتحدة فيما يُنفق من مدخراته الخاصة على "كوثر ميديا". وهو لا ينوي أن يبدأ بالسعي وراء التمويل التأسيسي أو رؤوس الأموال المخاطرة قبل ما لا يقل عن عامٍ آخر وهو يبحث أيضاً "بكل جدية" في خيار التمويل الجماعي لكل مشروع. ويقول في هذا الإطار: "أنا أحب التمويل الجماعي. فمثل الألعاب، يتغذى التمويل الجماعي من العلاقات الوثيقة والشخصية والتفاعلية".
يقوم تلنر حالياً أيضاً بتطوير التطبيقات لنظارات "جوجل" الذكية Google Glass التي يأمل أن تنتشر أيضاً إلى أجهزة أخرى قابلة للارتداء wearables كما ويعمل على خدمة ترجمة.