تطبيق لتعليم اللغة يعتمد على التفاعل لتحفيز المستخدمين
خلق نمو منتجات التعلم عبر الإنترنت مجموعة واسعة من الطرق لتعلم لغة أجنبية، مثل برنامج روزيتا ستون الشامل، والغالي الثمن، إلى مجموعة كبيرة من الخدمات المجانية. ومع ذلك، فإن التحدي الرئيسي الذي يواجه هذه المنتجات التعليمية هو الحفاظ على ترفيه واهتمام المتعلمين في ما يمكن أن يكون في بعض الأحيان مهمة شاقة وهي حفظ المفردات والأفعال.
"بوليواردز" Pollywords، اللعبة التعليمية الأولى التي أطلقها "إيرلي ستيج ستوديوز" Erly Stage Studios، تستخدم الصيغة البسيطة للعبة الألواح الكلاسيكية للسماح للمستخدمين ذوي القدرات اللغوية المختلفة بالتفاعل. تطبيقات الألعاب المجانية، والتي تشبه إلى حد كبير" السكرابل" Scrabble، تتيح لاثنين من المستخدمين اللعب بكلمات من لغات متعددة على اللوح نفسه.
يعتقد المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"إيرلي ستايج ستوديوز" فريد الحق، أن سوق الألعاب التعليمية لديها امكانات ضخمة، مشيرأ إلى أن تطبيق "وردز ويذ فرندز" Words With Friends الذي اطلقته "زينغا" Zynga، جمع ما يصل إلى 7.4 مليون مستخدم يومي في ذروته. ومع ذلك، نادراً ما تم إطلاق هذه المنتجات على نطاق واسع لغير الناطقين باللغة الانجليزية.
قال الحق خلال مقابلة في دبي: "والدتي تتحدث العربية، والدي يتحدث اليابانية بطلاقة، أصدقائي يتكلمون الأوردو، زوج شقيقتي يتحدث الاسبانية وأنا أتكلم قليلا من النرويجية بسبب زوجتي". وأضاف "عندما يكون لديك بيئة تتعدد فيها اللغات المستخدمة، تلاحظ أن معظم الألعاب هي باللغة الإنجليزية. المنتج يجب أن يتمتع بحد ذاته بالقدرة على استيعاب اللاعبين الذين يتكلمون لغات متعددة".
وأضاف، أن الاستخدام الأكبر لتطبيق "بوليواردز" هو للأشخاص الذين يحاولون تحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية، ولكنه أيضا مفيد لمتحدثي اللغة الإنجليزية الذين يتعلمون لغات أجنبية ولغير الناطقين باللغة الإنجليزية الذين يريدون توسيع معرفتهم.
بدأ الحق وفريقه بوضع التصاميم في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2013 حيث تم إطلاق النسخة الأولى من "بوليواردز" في شهر آذار/مارس من العام نفسه. اثنين من أعضاء الفريق، بما في ذلك الحق، مقرهم الرئيسي في لندن، مع خمسة آخرين في كراتشي، واحد في مانيلا، في حين يقع المقر الرئيسي للشركة في أبوظبي.
أنجزت "إيرلي ستاج ستوديوز" مؤخرا تسجيلها لدى "توو فور54" twofour54، الحاضنة التي تقدّم مساحة حرة لصانعي الإعلام في أبوظبي، حيث أغلقت جولة التمويل الخاص، بتمويل مصدره أساساً الأهل والأصدقاء. يقول الحق "كان من الصعب بالنسبة لنا تحديد المنتج الأكثر قابلية للتطبيق. انها ليست مجرد لعبة. نحن بحاجة إلى بناء قواميس وخوارزمية تساعد على التّعلم".
ويجري اختبار "بوليواردز" من قبل 300 طالب في مدرسة كامبردج الدولية في دبي حيث يقوم الأطفال، على مستوى الصف الثامن، بلعب اللعبة باللغة العربية، الفرنسية والإنجليزية. في اللعبة، كتبت اللغة العربية ولغات جنوب آسيا بالأحرف الرومانية للسماح بالتفاعل بين الحروف.
يقول الحق "هناك الكثير من المنتجات الرائعة لتعلم اللغة ولكن ما نختص به هو التعامل مع اللغة وبناء المفردات". ويضيف "الهدف هو إعطاء الناس لمحة خاطفة أولية عن لغة معينة والحصول على اهتمامهم وصولا إلى تعلقهم في نهاية المطاف."
ترى "إيرلي ستايج ستوديوز" في اللغة التركية مجال ذو إمكانيات كبيرة وهي تسعى لطرح التطبيق في المدارس مع التركيز في البداية على لندن، اسطنبول ودبي.
الإطلاق الأولي هو بين المنتج والمستهلك (B2C) والذي سيتم في لندن، مع إمكانية طرح إعلانات داخل اللعبة للشركات التي ترعى جوانب معينة مع علاماتها التجارية.
يتبع ذلك، منتج من الشركات إلى الشركات (B2B) ويدعى "بوليواردز برو" Pollywords Pro الذي سيتم إطلاقه والتسويق له من خلال المعارض التجارية التعليمية، واستكشاف صفقات توزيع مع كبار الناشرين وكذلك الانتقال من مدرسة إلى أخرى من أجل عرض المنتج. إن النموذج العملي لـ"بوليواردز برو" هو اشتراك مدفوع واحد لمعلم واحد في كل مدرسة.
تهدف الشركة الناشئة إلى تجاوز اختبار برنامج "أبل" Apple التعليمي، وبعد تأسيس نفسها على "أبل"، وفي نهاية المطاف إطلاق تطبيق "أندرويد" Android.
من أبرز سمات التطبيق هو القاموس الذي مصدره الجمهور، حيث يسمح للمستخدمين بالدخول وتعريف الكلمات في أي لغة، ثم يتم بعد ذلك الموافقة عليها من قبل المستخدمين الآخرين (ما لا يقل عن 5 اصوات للتحقق من صحة الكلمة). الهدف، بحسب حق، هو خلق أكبر قاموس متعدد اللغات ومستحدث من قبل المستخدمين في العالم.
يقول حق "نحن ننتج احتياطاً كبيراً من البيانات سيشكل رصيدا هائلا. ونتطلع الآن إلى الألعاب المتفرعة التي تعمل وفقا للمبدأ عينه مع الحفاظ على الكثير من التسلية". ويضيف حق "سنقوم بفتح السوق لهذه اللعبة التقليدية لجمهور مختلف تماماً. نحن نتتبع مستواك في اللعب، وخوارزمية تتحقق من المستوى الذي تلعب فيه، ونزوّدك بالنصائح لمساعدتك على تحسين مفرداتك".
كان حق لفترة طويلة متحمساً لألعاب الفيديو حيث لعب خلال نشأته الألعاب البسيطة على الأتاري والنينتندو، ولكنه الآن ملتزماً بشدة بالألعاب التي لها أثر التعليمي. ويقول: "أردنا صنع وتجربة ألعاب التي يكون لها نوعاً من النتائج التعليمية، بحيث تشعر أنه لو استثمرت الوقت، فلا يكون وقتاً ضائعاً وتكون قد تعلمت منه شيئا جديداً".