تطبيق سلامز للتعارف يتوجّه للجادين فقط
تتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال
افريقيا ببنية اجتماعية محافظة في الغالب وتعتبر شريحة الشباب هي
الشريحة الأوسع في المجتمع. ويعاني الشباب من صعوبة في موضوع الزواج
سواء من الناحية المادية أو الاجتماعية. في الكثير من الأحيان يتم
الزواج بالطريقة التقليدية حيث يتم الإختيار بترتيب من أهل العروسين
وليس حسب اختيار العروسين. وهناك بعض الدول التي يكون التواصل بين
الجنسين صعب بسبب الثقافة والتقاليد. بالإضافة أن مجتمعات المنطقة
تعاني من ظواهر أخرى مثل ارتفاع نسبة العنوسة والطلاق واغتراب
الشباب.
هذه المشكلة، أو لنقل الفجوة، تم استثمارها من خلال تطبيق "سلامز" للهواتف
الذكية الذي يتسهدف الباحثين عن الزواج والعلاقات الجدية في العالم،
بشكل عام وفي منطقة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا
بشكل خاص. يتوفر التطبيق باللغتين العربية والإنكليزية وسيتم إضافة
لغات أخرى مثل الفرنسية والأندونيسية والماليزية والأوردو والتركية
والروسية وغيرها في مراحل أخرى.
يشبه "سلامز" كثيراً التطبيق العالمي للتاعارف "تيندر" Tinder ويعمل تقريباً بنفس الطريقة. فالتطبيق كما يقول عنه همام الغوراني- وهو المدير التنفيذي لشركة "روكيت تيك" لتطوير التطبيقات - بسيط للغاية، اذ يشبه الطريقة القديمة عندما كانت الأم تأتي بصور بعض الفتيات من معارفها للشاب ليختار التي تعجبه. بعد التسجيل وتحديد خيارات البحث، تظهر الملفات المتوافقة على شكل صورة وبعض المعلومات البسيطة فيقوم المستخدم باختيار "أعجبني" أو "لم يعجبني" عندها ينتقل للملف التالي وهكذا دواليك. وكل هذا يجري بخصوصية تامة، حيث أن الطرف الآخر لا يعرف رأي المستخدم به، في حال حصل إعجاب مشترك يتم إعلام الطرفين ويستطيعان الدردشة ليتعرفا على بعض أكثر.
دراسة السوق وتقبّل الفكرة
بناء على أبحاث قامت بها شركة "روكيت تيك" في السوق
الاقليمية لاحظت أن هناك نسبة من الشباب ترغب باختيار الشريك بنفسها
وليس من قبل الأهل وأيضا كثير من الشباب المغتربين يرغبون بشريك حياة
من بلدانهم الأصلية، لكن هناك صعوبة في التواصل بسبب بعد المسافة. كلّ
ذلك ساهم في محاولة خلق فكرة لإيجاد طريقة لتسهيل التواصل بين هؤلاء
الذين يبحثون عن علاقة جدية ويريدون معرفة بعضهم بشكل جيد قبل الزواج
حسب العادات والتقاليد المتبعة.
يعلّق همام على موضوع الفكرة قائلاً "من حيث تقبل الفكرة الغالبية من
المستخدمين رحبوا بها وشجعونا عليها ورأوا فيها مساعدة للشباب الباحث
عن العلاقات الجدية لكن هناك أيضا من شكك في التطبيق وقال لنا أنه قد
يساء استخدامه أو سيمثل تحدي للمجتمع والثقافة السائدة،" ثمّ تابع
متحدثًا عن الزواج والدين مصرحًا "موضوع الزواج مقدس ويجب أن يبقى ضمن
الأطر التقليدية وليس عبر تطبيق موبايل وكان ردنا أن من أراد أن يتسلى
هناك العديد من تطبيقات التعارف والمواعدة المعروفة، أما تطبيق سلامز
فهو للعلاقات الجدية والزواج وهو لا يريد إلغاء الزواج التقليدي بل
يوفر خيار آخر لمن أراد سهولة التواصل ومعرفة الطرف الآخر قبل إلتزام
بالزواج."
تم إطلاق التطبيق بنهاية شهر أغسطس/آب الماضي وخلال هذه الفترة القصيرة تم تنزيله أكثر من ٢٥٠٠ مرة وأصبح هناك أكثر من ١٠٠٠ مستخدم مسجل، بحسب المؤسّس، وتبلغ نسبة المستخدمين الذكور حوالي 80% ويقول المؤسس إن هذا شائع في كل المواقع والتطبيقات المختصة بالتعارف أو الزواج. وبهدف زيادة نسبة المستخدمات على التطبيق، يقوم الغوراني بإطلاق حملات إعلانية تستهدف النساء فقط، وهو يعترف أن جذب النساء إلى التطبيق هو تحدِّ كبير وهو بحاجة إلى ميزانية أكبر للعمل على حملات مستهدفة. يأتي معظم مستخدمي "سلامز" من السعودية تليها مصر، المغرب، العراق، الإمارت العربية المتحدة ثم الأردن، بحسب قوله.
التطوير بشكل مختلف
يخبرنا الغوراني أن الشركات التقليدية عادة ما تختبر منتجاتها أولا في مختبرات خاصة بها ثمّ تطوّرها قبل إطلاقها في السوق. أما هو، "ببساطة اعتمدنا طريقة غير تقليدية وهي إطلاق التطبيق في مراحله الأولى وهو مليء بالأخطاء ثم تحديثه بسرعة وعمل تجارب على المستخدمين وجمع الآراء والتعديل والتحديث." وقد قام بتحديث التطبيق أكثر من 6 مرات خلال هذه الفترة الوجيزة، من أجل استهداف مستخدميه بشكل أكبر. "لا تعجب هذه الطريقة الكثير من رواد الأعمال وبعض المستخدمين لكن من خلال ما يصلنا من آراء المستخدين وجدنا أن العديد أصبح سعيدا خصوصا عندما يرى تجاوبًا سريعًا من قبلنا وتحديثًا مستمرًّا للتطبيق، وهذه الطريقة في التطوير استخدمها كثير من رواد الأعمال الناجحين فحتى تطبيق "واتساب" Whatsapp كان في بدايته تطبيقًا لمشاركة الحالة وليس تطبيق تراسل."
وعن الأرباح، يضيف أن الفريق يسعى إلى جني المال عبر اشتراك شهري اسمه "العضو الذهبي" التي تمكّن المستخدم من تلقي ميزات إضافية، "أهمها مراسلة أي أحد مباشرة دون الحاجة لإنتظار حدوث توافق".
حاليًّا، تبقى السوق الرئيسية للتطبيق هي المنطقة العربية، وتأتي بعدها دول جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا مثل ماليزيا، أندونيسيا، سنغافورة، الهند والباكستان ثم سوق أوربا وروسيا. وقد قام بدراسة للسوق ووجد أنه حوالي 20 مليون شخص يملكون هواتف ذكية وغير متزوجين، ويتابع قائلاً "نهدف الى الحصول على 10-20% من حجم هذه السوق خلال 3 سنوات مع توفّر التمويل المناسب."
ختاماً حدثنا الغوراني عن تصوراته للتطبيق موضحًا أنه يريد تحسين تجربة المستخدم وواجهته وإضافة ميزات ضرورية مثل الإشعارت والدمج مع خدمات التواصل الإجتماعي وخدمة العضو الذهبي والدفع الإلكتروني ولغات أخرى.
أما من ناحية التمويل، فيقول "نحن نعمل على إدراج شركتنا في منصة يوريكا للتمويل الجماعي للحصول على تمويل ما بين 100 - 150 ألف دولار." وفي حال جمع المبلغ اللازم عندها، يأمل الغوراني بتوسيع نطاق التطبيق أكثر.