ريادي بحريني رفض بيع شركته مقابل مليوني دولار، فكيف استفاد؟
في عمر الـ24 سنة، كانت تساوي قيمة شركة رائد الأعمال البحريني زمان عبد الحميد زمان أكثر من مليون دولار أميركي. أما اليوم، في الثلاثين من عمره، فهو يدير "زمان فنتشرز"، شركة استثمار ورأسمال تخطت إيراداتها عتبة الثلاثة ملايين دولار أميركي في العام 2012. وتحت لواء شركة "زمان فنتشرز"، نجد كلّ من الشركات التالية:
- "ديجيتل كيوب تكنولوجيز" Digital Cube Technologies، وهي شركة تابعة لشركة الخدمات الاستشارية التقنية "كيروس" Keross في الشرق الأوسط ودول الخليج. أدرجت "كيروس" في العام 2014 في لائحة "غارتنر" Gartner للتجار المتميزين في الأسواق الناشئة.
- "مايان فنتشرز" Mayan Ventures: شركة استشارات مالية تحدد بنية الصفقات وتقيّم الشركات والأصول للبيع والحيازة والاستثمار، وتعمل بشكل عام مع أصحاب المداخيل العالية. تضمّ "مايان فنتشرز" شركة "هاسارد تكنولوجيز" Hassard Technologies التي توفر تقنيات وتحليلات مرتبطة بالطاقة.
- "لايك إي كروكودايل جايم ستوديوز" Like A Crocodile Game Studios التي تنتج الألعاب الخاصة بالإنترنت؛ وقد تمّت الإشادة بمنتجها الأشهر "تابفورس" Tapforss على مواقع كبرى أمثال "آي جي أن" IGN و"148آبس" 148apps و"تاتشآركايد" toucharcade.
يقول زمان الذي درس إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في دبي إنّ هذا الاختصاص كان الأقرب إلى ريادة الأعمال في فترة دراسته الجامعية. فلطالما كان متحمساً للأعمال والمخاطرة، وقد شعر أنّ دبي ترعى ذلك.
ويشيد زمان برؤية حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً: "شعرت أنّه للمرة الأولى في المنطقة ثمة مكان يرغب في أن يقدّم للناس أفكاراً جديدة بالفعل."
كان زمان يبلغ 23 سنةً من العمر عندما أطلق أول فكرة تجارية خاصة به، حيث بدأ يشتري ويبيع مساحات إعلانية على ظهر طاولات الصواني على متن الطائرات. وقد جمع حوالى مليون و700 ألف درهم إماراتي (حوالى 463 ألف دولار أميركي) في دورتين مختلفتين من التمويل من أصدقائه ومعارفه في البحرين والإمارات العربية المتحدة.
ويقول زمان: "أدركتً بأبحاثي في السوق أنّ الناس يحدّقون في هذه البقعة لما لا يقلّ عن 45 دقيقةً في خلال رحلة متوسطة المدى. وأدركت أيضاً أن لهذه البقعة الكثير من الإمكانات، وحتى أنني أبرمت اتفاقاً بقيمة 900 ألف دولار مع شركة طيران اقتصادية في العام 2007 لشراء هذه الفسحة في طائراتها!"
ويضيف قائلاً: "راحت طلبات الشراء تتدفق عليّ وأحبت جميع الوكالات الإعلانية فكرتي! وبعد أربعة أشهر، كان لدي طلبات تساوي 11 مليون درهم إماراتي (حوالى 3 مليون دولار أميركي)، حتى أنني تلقيت عرضاً لشراء شركتي بحوالى مليوني دولار أميركي، لكنّني رفضته لأنني ظننت أنّ شركتي تساوي أكثر من ذلك بكثير في ذلك الوقت."
غير أنّ التوقيت أتى لغير صالحه مع بداية الأزمة المالية في العام 2007 فما كان لمشروع زمان إلاّ أن تعثّر. أما اليوم، فيتمنى زمان بالنظر إلى الوراء لو كان لديه مرشد ينصحه بكيفية إيجاد منفذ للخروج من الشركة.
ويضيف: "كانت الصفقة معقدة، حيث يستند جزء منها على المبيع ورسوم الإتاوة بالإضافة إلى خيار تبادل الأسهم. لقد اتخذت قراري بالاستناد إلى النجاح المحتمل والمدخول المترقب في المستقبل. بالنظر إلى الوراء، أرى الآن أنّ مليوني دولار كان عرضاً بالغ السخاء. كان يجدر بي القبول به والفرار!"
"علّمني ذلك أنّه في حين يجدر بك التحلي بالشغف تجاه ما تفعله، لا يجب عليك التعلّق أكثر من اللازم بشركة تجارية – وعليك التخطيط لاستراتيجية خروجك قبل إنشاء المؤسسة حتى".
ولكن، على الرغم من سجلّ زمان الحافل بالنجاحات، إلاّ أنّه واجه صعوبةً في الحصول على التمويل.
عندما عاد مجدّداً إلى البحرين، جمع 300 ألف دولار من أقربائه وأصدقائه ومن بيع شركة صغيرة كانت توفّر آلات لعب تعمل بشاشات لمس في المقاهي، وذلك لتمويل "ديجيتل كيوب تكنولوجيز".
إذ سرعان ما استنتج أنّ الحصول على استثمار أكبر أو قرض من مصرف أصعب بكثير. "تنظر المصارف هنا إلى رواد الأعمال على أنّهم يمثلون خطراً كبيراً، لذا تفرض عليهم شروطاً قاسية، كما أنّ غياب رؤوس الأموال المخاطرة الفعلية يجعل من شبه المستحيل الحصول على تمويل بملايين الدولارات، وبالأخص منذ الدورة الأولى".
ويضيف: "كما أنّ المصارف لا تتقبّل فعلاً أنواع المخاطرات التجارية الجديدة ولا تأخذ في الاعتبار قيمة الملكية الفكرية".
أما التحدي الآخر الذي واجهه زمان، فهو تقبّل الابتكارات المحلية. فيفّسر: "المستهلكون ليسوا معتادين على استخدام برامج أو أي منتجات أخرى مصممة في هذه المنطقة من العالم. فنحن معتادون على استيراد المنتجات من الغرب – التي هي بحالتي البرمجيات. إذ نادراً ما نثق بالمنتجات المصنعة محلياً، مع أنّ الموارد البشرية الموهوبة لدينا قادرة على إنتاج منتجات عالية الجودة يمكنها التنافس على المستوى الدولي".
"فعندما أطلقتُ "ديجيتل كيوب" مثلاً، الكل أحبّ الفكرة وأقروا أنّهم لم يروا قطّ منصةً يمكنها توفير كل تلك الخدمات وربط كافة المعلومات. غير أنّه لم يرد أحدًا أن يجاذف ويجرّبها على أرض الواقع، رغم أنّه لم يكن من بدائل في السوق".
وما الخطوة التالية لـ "زمان فنتشرز" الآن؟ تعمل الشركة حالياً على توفير رأس مال أولي لثلاثة شركات ناشئة مخاطرة تسعى إلى إحداث ثورة في مجال الإعلانات، وطريقة انتظار الناس في الصف، والرياضة. وهي تبحث عن شركاء تقنيين في هذه المجالات الثلاثة كما أنّها في بحث مستمر عن مطوّري برامج موهوبين لينضموا لفريق عملها وفقاً لزمان.