كيف تساهم الشركات الناشئة في إعادة بناء مصر؟
عندما يتعلّق الأمر بالشركات الناشئة، يواجه رواد الأعمال تحديات استثنائية في بيئة اقتصادية صعبة أصلاً: العمل جاهداً بمفردهم والسعي لتحقيق الاستدامة منذ المراحل الأولى وايجاد الزبائن المستعدّين لشراء منتجاتهم والمستثمرين المستعدين للمراهنة على أعمالهم.
ولكن، ما هو دور رواد الأعمال الاستراتيجي في إعادة بناء مصر؟
في حين أن ريادة الأعمال ليست الحلّ الفوري أو حتى التركيز الأساسي في خطة العمل الانتقالية التي تعتمدها الحكومة، الا أنها المحفّز الرئيسي للنمو الاقتصادي المصري مع مرور الوقت.
يقول ستيفين هالي، المدير العام لـ "أم سيمصر" MC Egypt، وهو فرع تابع لـ "مرسي كوربس" Mercy Corps" يهدف إلى الربح على المدى القصير، لن يكون لها تأثير كبير على الناتج الاجمالي المحلي. ولكن، على المدى الطويل، ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد."
وكشفت الدراسات العالمية أيضاً أنه لا يحدث كافة رواد الأعمال تأثيرًا مماثلاً على النمو الاقتصادي في الدول الناشئة، بخاصة وأنهم لا يعملون جميعاً في القطاعات ذاتها.
وتفيد دراسة حول العلاقة بين ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة، أنه "نظراً إلى بيئة ريادة الأعمال التي غالباً ما تحمل الكثير من التحديات في ما يتعلّق بمستويات التنمية والسياق المؤسساتي، يفوق عدد رواد الأعمال الصغار الذين يعملون على حاسبهم وبشكل غير رسمي وغالباً غير منتج عدد رواد الأعمال المبتكرين والمنتجين والمندفعين."
ومن أجل التأثير على الاقتصاد، لا يكفي تلبية حصة معينة من الشركات التي تمّ اطلاقها. ما يحدث الفرق حقًّا هو وجود بيئة اقتصادية داعمة للابتكار ونمو الأعمال.
في مصر، لم يعد الأمر يعني مجرد حماسة رواد الأعمال المتزايدة منذ ما قبل ثورة 2011 أو حتى ريادة الأعمال من حيث المبدأ فحسب.
بحلول 2013، اعتبر 85% من المصريين أن ريادة الأعمال خيار هني مرغوب، في حين 42% أعربوا عن رغبتهم في اطلاق أعمالهم في المستقبل، بحسب Global Entrepreneurship Monitor.
منذ ذلك الحين، لاحظ المحللون والمطورون تغييراً في النوعية وإنما أيضاً في نطاق الصناعات بين الشركات الناشئة.
يقول هايلي "لاحظنا تحسّناً ملحوظاً في نوعية الشركات الناشئة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة." بالاضافة الى ذلك، لوحظت زيادة في عدد وطبيعة الشركات الناشئة. " بدأنا نجد المزيد من الشركات الناشئة التي تركّز على عدد أكبر من القطاعات."
ولم تهتّم مسرعة النمو، "فلات6لابز" في دورتها الأخيرة كالعادة بقطاع تكنولوجيا المعلومات فحسب، لا بل وسّعت اهتماماتها لتشمل الموضة والزراعة وصناعة الأغذية.
فمع نضوج بيئة ريادة الأعمال الحاضنة وتطوّرها، نجد حاجة متزايدة لرأس مال والدعم الحكومي الاستراتيجي من خلال الاصلاحات القانونية واصلاحات البنية التحتية.
ويعتبر كثيرون أن دور الحكومة يكمن في وضع اطار عمل قانوني ومن ثم التنحيّ جانباً. ويقول أنجوس بلير، رئيس مركز الأبحاث "سيجنيت" Signet Institute في القاهرة "يجب أن يكون تأسيس الشركات أمراً أقل كلفة وأكثر سهولة" مشيراً الى البيروقراطية التي ما زالت تشكّل التحدي الأكبر لريادة الأعمال في مصر. وبالنسبة لرواد الأعمال، يبقى توفّر رأس المال التحدي الرئيسي الأخير.
ويقول كريم المنسي، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة مشاركة السيارات في القاهرة "باي رايد" Pie Ride، "ينضمّ المزيد من الأفراد إلى البيئة الحضانة الا أن النتائج لم تظهر بعد في ما يتعلٌّق بخلق فرص العمل." ويضيف "ما ينقصنا هو رأس المال والحصول على المزيد من الأموال - فلا يهمّ عدد المرشدين الذين يساعدون من دون مستثمرين."
في هذه الأثناء، يأخذون بنصيحة المرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي ألا وهي أن الصبر والايثار ضروريان لاعادة بناء مصر بالاضافة الى انتظار تطوّر بئية ريادة الأعمال.
ويقول هايلي "علينا أن نكون صبورين لخمس أو عشر سنوات لنشهد تطوّرها الفعلي."