منصة في كردستان تستبدل الدفع الإلكتروني بخدمة جديدة
في السنوات الأخيرة، تصدرت كردستان في العراق عناوين الأخبار بفضل استقرارها النسبي واقتصادها المزدهر الذي يعتمد على الثورة النفطية. ولكن حتى الآن لم يترافق الازدهار الاقتصادي مع تنمية بيئة حاضنة صلبة لريادة الأعمال. ولكن أحمد عمر لطيف وبانو ابراهيم علي، الكرديان العراقيان، المؤسسان المشتركان لـ"افرش" ifrosh، يسعيان لتغيير هذا الواقع.
و"افرش" هي واحدة من الشركات الناشئة القليلة في كردستان العراق، وتمامًا مثل الكثير من المشاريع الريادية غيرها، استوحت فكرتها من حاجة بارزة في المجتمع.
يتحدر لطيف وعلي من السليمانية، أحد المراكز الاقتصادية لكردستان العراق. والتسوق في المدينة يجري على نطاق واسع في الأسواق التقليدية التي تلبي معظم حاجات الزبون.. لكن ليس كلها. ويقول لطيف، الرئيس التنفيذي لـ"افرش"، "احتجت إلى أن أشتري وأبيع الأشياء التي لا أجدها في البازار".
ومن أجل تلبية هذه الحاجة، توصّل لطيف وعلي إلى فكرة سوق إلكترونية تعتمد على المجتمع، لربط التجار بالزبائن. وجاء اسم "افرش" من الكلمة الكردية التي تعني "أبيع" وهي الآن تمر بمرحلة اختبار في الجامعة الأميركية في العراق، فرع السليمانية قبل الانطلاق بنسخة تجريبية في نهاية الصيف.
سوق إلكترونية تعتمد على المجتمع
بإمكان التجار أن يسجلوا اشتراكهم لبيع منتجاتهم على الموقع حيث يمكن للزبائن أن يبحثوا عن المنتجات إما باسمها أو أرقامها أم عبر الباعة الذين يثقون بهم أساسًا.
ولبناء الثقة، يسمح الموقع للزبائن بتقييم تجاربهم مع باعة معينين وكتابة مراجعات حولها. كما ويقدّم خيار "المتابعة" عن طريق الإعلام الاجتماعي ليبقى الزبائن مطلعين على آخر ما يعرضه الباعة المفضلون لديهم.
صمم لطيف وعلي، وفريق من خمسة مصممين ومطورين آخرين، الموقع لتسهيل التواصل بين الباعة والمشترين، وهو أحد أهم أساسيات نموذج "افرش"، بحسب ما تقول علي، مديرة العمليات في الشركة الناشئة. ويقول لطيف إنه ليس سائدًا في كردستان، العراق التفاوض على الأسعار وجهاً لوجه. لذلك إن نُقلت هذه العملية إلى الإنترنت فستسهّل على الزبائن التفاوض مع الباعة على أسعار أفضل.
وفي نموذج "افرش"، لا تجري المعاملات المالية بين البائع والمشتري على الإنترنت. فالموقع هو فقط رابط بينهما ووسيلة للتفاوض على السعر قبل أن يتفقا على مكان اللقاء لاستكمال المعاملة. وفي المستقبل، يفكر لطيف وعلي في إضافة خيار الدفع عبر الإنترنت والتوصيل إذا كان هناك طلب من الزبائن على ذلك.
مصدر العائدات
يعتمد مصدر العائدات حتى الآن على الاشتراك المدفوع. فالموقع يقدم ثماني فئات حيث يمكن للباعة أن يعرضوا منتجاتهم. وثلاثة منها مدفوعة وهي الإلكترونيات والسيارات والعقارات لأنها الأكثر طلباً على مواقع التجارة الإلكترونية.
ولكي يحمّل الباعة المال في حساباتهم كي يعرضوا في الفئات المدفوعة، تستخدم "افرش" نظام بطاقة القسائم الذي يعمل مثل نظام الدفع بالمحمول. وتعمل "افرش" مع مزوّد لإنتاج البطاقات التي يمكن بيعها في المحلات مع عمولة بسيطة لأصحابها.
وكما هي الحال في الشرق الأوسط، نادرًا ما يدفع الناس على الإنترنت ببطاقات السحب أو الدفع في كردستان العراق. ونظام القسائم على "افرش" هو محاولة لتفادي هذه المسألة التي تعتبر مشكلة كبيرة لدى الكثير من الشركات الناشئة الإقليمية في مجال التجارة الإلكترونية.
يخطط لطيف وعلي لإضافة إعلانات يضغط الناس عليها على الموقع من أجل جمع عائدات إضافية. غير أنهم يخشون من أن تؤثّر الإعلانات على تجربة مستخدميهم. وفي المستقبل يخططان أيضاً لإضافة خيار الحسم للشركات، حيث يكون البائع قادراً على دفع رسم شهري لفتح متجره الخاص على الموقع. وصاحب حساب الشركة سيكون قادراً على نشر عدد غير محدود من البضائع للبيع في أي فئة، بما يتجاوز نموذج الدفع عند العرض.
فترة تجريبية
قبل الانطلاقة الرسمية، يخضع "افرش" لفترة تجريبية مدتها شهرين مع طلاب من الجامعة الأميركية في العراق، فرع السليمانية. وخلال هذه الفترة، تقدّم فئة الكتب على الموقع للطلاب لاختبار خاصيات "افرش" في بيع وشراء الكتب الدراسية. فهذه الأخيرة باهظة الثمن في السليمانية، بحسب ما تقول علي. لذلك فإن توفّرت منصة للطلاب لبيعها وشرائها، فذلك يساعد الناس على ادخار المال وتقديم خدمة مطلوبة.
يقوم لطيف وعلي بجمع الآراء في الفترة التجريبية من أجل تحسين تجربة المستخدم قبل تأمين باقي الفئات للجميع خلال نهاية الصيف. ويخططان لإطلاق نسخة تجريبية للموقع لمدة ستة إلى سبعة أشهر من أجل تحسين هذه الخاصيات.
ولدى الإثنين خطط للتوسع خلال عام إلى إربيل، عاصمة كردستان العراق، ودهوك التي تعتبر مركزاً اقتصادياً مهماً أيضا. غير أن طموحاتهما لا تحدّ بمنطقة كردستان، إذ يقول لطيف "نريد أن نصبح نموذجاً لريادة الأعمال في كل العراق".