نقاشات حول ما يعيق تقدّم الشركات خلال منتدى البحرين للرواد الشباب
المشاركون في منتدى البحرين لرواد الأعمال الشباب
وصلت الى نادي العاصمة في البحرين، وهو أول نادي أعمال خاص في مرفأ البحرين المالي، لحضور "منتدى رواد الأعمال الشباب" بالرغم من التعب الذي انتابني بسبب السفر واختلاف الوقت.
بغضّ النظر عن المحاورة والمتحدثين الاستثنائيين الذين أعرفهم شخصياً، قد تأخذ فعاليات ريادة الأعمال طابعاً رسمياً من دون الغوص في النقاشات الصريحة والموضوعية اللازمة.
وبالتالي، أصغيت للمحاورة جوليا أثيرتون-داندي، المديرة العامة لشركة "هيل أند كنولتون ستراتيجيز" Hill & Knowlton Strategies وهي تعرّف عن المتحدثين وبدأت الاستعداد للاصغاء الى عرض كل متحدث الذي دام بين 10 الى 15 دقيقة والى جلسة الأسئلة طوال 15 الى 20 دقيقة.
المتحدثون:
- غريغ هيوز، رئيس مجلس إدارة "نانس جروب أند زيست ميديا" Nans group & Zest media
- أمينالعريض، المدير العام لشركة البحرين الأول لتطوير العقارات KSC ( ملاحظة: زبون لمشروعي الاجتماعي "3 بي أل" 3BL )
- أيمن المؤيد، رئيس مجلس إدارة والشريك الاداري في "المؤيد شامبرز" Almoayed Chambers
وكان النقاش بين المتحدثين والجمهور بغاية الاهتمام والتشويق.
وانطلق النقاش حول شركة "تمكين" التي باتت مرادفاً لدعم الشركات الناشئة والاجراءات الشاقة على حدّ سواء.
فبعد تجربتي مع "تمكين"، قد يشكل الحصول على الدعم عملية بيروقراطية تحتاج الى الكثير من الصبر وأحياناً الى اللجوء الى مجموعات ضغط.
وقد استغّل البعض هذا النظام من خلال الاستفادة من هذه الجهات الحكومية التي تدعم رواد الأعمال في كلّ ما يتعلق بتكاليف التسويق والترويج والاستشارة وشراء المعدات التقنية وعدد من تكاليف الشركات الناشئة الأخرى.
ويقول هاجز "كل ما أعرفه هو أن الأشخاص الذين يريدون الاعلان معنا يمضون أشهراً بانتظار تمويل "تمكين". وحالما يحصلون على المال، سينفقوه بسرعة البرق!"
ويسارع المؤيد إلى التساؤل: "هل تكون اشتراكياً إذا ساعدت شركة ما بغضّ النظر عن الجدارة؟" بالفعل، أظنّ أنه هناك ضرورة لاجراء نقاشات بين صنّاع السياسات.
ويقول المؤيد بكل صراحة "إذا حصلتَ على مساعدة من "تمكين" للتسويق وشراء أدوات الطهو لمطعمك والحصول على مساعدات من وزارة العمل لرواتب موظفيك ولم تنجح شركتك، فقد تكون أنت سبب الفشل!"
ساعدت "تمكين" أكثر من 600 شركة ناشئة العام الماضي وأقدّر ذلك بشدة (كوني رائدة أعمال). ولكن، أتساءل دائماً ما إذا كان الأفراد يحصلون على الكثير من الدعم ويستنفدون موارد الحكومة.
هل يجب أن يتركّز الدعم على النمو عوضاً عن بدء العمل؟ هل يجب تخصيص الدعم لرواد الأعمال الحاليين بدلاً من أصحاب صالون أو متجر حلوى "كاب كايك"؟ (إلا إذا كانت هذه المشاريع مبتكرة وتحمل خططاً للتوسّع في الأسواق الاقليمية أو الهيمنة).
وبالفعل، كانت حلوى "الكاب كايكس" cup cakes موضوع النقاش، كالعادة، بعد أن قال المؤيد مازحاً إن البحرين عُرِفت على أنها جزيرة المليون شجرة نخيل وباتت اليوم جزيرة المليون "كاب كايك".
هل من أحد بات مليونير في البحرين بفضل الـ"كاب كايكس؟ كم من شخص يؤمن أن هذه الصناعة قابلة للنمو؟"
وتطرّق العريض الى مبدأ "مشاريع الغرور" حيث تطلق شركة بطريقة عاطفية لا اقتصادية. وعلّق هاجز أنه كلما كان يرى مطعماً فارغاً من الزبائن، يقول في نفسه إنه "سيغلق بعد 3 أشهر" إذ أن المطاعم أصبحت في كل مكان وهي عبء على الاقتصاد والشعب. ولكن، بعد مرور عام، ما زال المطعم مفتوحاً.
ويمازح العريض قائلاً "تحتاج الى أمور تقوم بها الزوجة والأولاد. إذا تخلّصت من المطعم، فأين سيتسكّعون؟". فضحك الجمهور الذي اعتاد على هذه المشاريع.
ويضيف العريض الذي يجد ضرورة للشركات الصغيرة والمتوسطة بالحصول على مستودع تخزين لها بعد أن قامت الكثير من هذه الشركات بتحويل الفيلات الى مساحات تخزين، ويتابع" "في نهاية المطاف، ريادة الأعمال هي ثقافة. يمكنك أن تكون رائد أعمال في بيئة للشركات التقليدية الكبيرة. فالأمر يعتمد على اكتشاف الثغرات والحاجات التي يجب تلبيتها."
من البيروقراطية إلى الشهرة
وتحوّل النقاش الى البيروقراطية. وقال أحد المتحدثين "يجب العمل على كسر الحواجز عوضاً عن التذمّر من البيانات."
وذكر المتحدثون قصص رواد أعمال كانوا يديرون شركة تصميم جرافيكي ناجحة الى أن ذهبوا لتسجيل الشركة رسمياً وطلِب منهم أن يملكوا شهادة ماجستير في التصميم الجرافيكي.
وسخر رائد أعمال بحريني معروف في مجال تطوير الألعاب من أن القانون يفرض عليه امتلاك مكتب!
واشار المؤيد أن "أكبر شركة هندسة في البحرين يرأسها شخص لا يملك شهادة في الهندسة، وأكبر شركة بناء يملكها شخص أميّ." وتطرّق الجمهور الى مثال ريتشارد برانسون الذي تخلى عن الدراسة وأصبح ملياردير.
ويقول المؤيد "شعارنا كان من "البيروقراطية الى الشهرة" From red tap to red carpet وهو شعار "اقتبسته دبي عنّا"، قبل أن يضيف "وهذا ما نقوله دائما!" فيما ضحك الحضور.
لا شك أن رسالة رواد الأعمال في البحرين، حيث الكثير منهم ليسوا محليين، واضحة وصريحة: نعشق العمل في البحرين إلا أنّه يجب التخلّص من الكثير من الحواجز.