كيف تصبحين رائدة أعمال ناجحة في مجال التكنولوجيا؟
حاولت ثلاث رائدات أعمال الاجابة عن سؤال "كيف تصبحين رائدة أعمال ناجحة" خلال ورشة عمل ضمن فعالية "تك فورم" TechForum التي تنعقد مرتين في الشهر، بدعم من "ساحة واحة دبي للسيليكون" وبالشراكة مع شركة "اتصالات" الاماراتية. وقامت بتنسيق جلسة الحوار رانيا هادي مديرة التوعية والتواصل لدى "جوجل" حيث حاورت كلّ من عمبرين موسى مؤسسة المنصة المالية "سوق المال"، ولولو خازن-باز مؤسسة سوق الأعمال الحرة "نبّش"، وماي حبيب مؤسسة منصة الترجمة الالكترونية "قرطبة" في المقر العام لواحة دبي للسيليكون.
عجّت القاعة بالحاضرين من الجنسَين غالبيتهم من الطلاب والأفراد الطامحين الى أن يصبحوا رواد أعمال وأن يؤسسوا شركاتهم الناشئة. أمر انعكس ربما على موضوع حلقة النقاش التي سرعان ما تحوّلت الى "الوصفة السرية" لرائد الأعمال الناجح لا رائدة الأعمال. ولربما يكون طريقة للتأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة في عالم الأعمال التي شددّت عليه المتحدثات الثلاثة ولو مع بعض التحفّظات والفروقات.
واتفقت المتحدثات على أن الامارات العربية المتحدة هي أفضل مكان لتطلق النساء شركاتهن الناشئة خلافاً للوضع السائد في دول عربية أخرى. فتشير حبيب أنها لم تزر يوماً مكتبها في السعودية. "يذهب دائماً زميلي الى السعودية ويهتمّ بسير الأعمال هناك." كما وتؤكّد حبيب أن "الامارات أفضل من عدد من المدن الدولية في أوروبا أو الولايات المتحدة. فلا شكّ أن الوضع أسهل بالنسبة لي بالعمل هنا عوضاً عن وادي السيليكون بسبب طبيعة الحياة اليومية في دبي، مدينة الخدمات. (من الأعمال المنزلية الى الطهو وخدمة غسل الملابس المتوفرة بأسعار مقبولة!) . غير أن الوضع مختلف في دول عربية أخرى كمصر أو لبنان، حيث البنى التحتية للأعمال غير متوفرة مما "يضاعف صعوبة تأسيس شركة أمام النساء."
لم تجد المتحدثات أيّ تحديات جوهرية خاصة برائدات الأعمال (باستثناء اللغة العربية لموسى الأسترالية) لا بل شدّدت حبيب أنها نادراً ما تفكّر بهذا العامل (امرأة أو رجل) في حياتها المهنية اليومية لا بل أنّ "الأهم يبقى الموهبة والمهارات وأن الصعوبة التي يواجهها الرجل أو المرأة مماثلة".
الا أن باز كانت الوحيدة التي "أقرّت" بوجود بعض التحديات التي تكتشفها مع تطوّر شركتها. "أحياناً على النساء بذل جهد أكبر للحصول على الاهتمام لاسيما اهتمام المستمثرين. لا أظنّ أن السبب هو قلّة الثقة بالنفس لا بل ربما طريقة تعاطي وتواصل المرأة التي قد تختلف عن الرجل."
تعليق لم توافق عليه موسى وحبيب!
وأشارت موسى أن الأهم للأمهات الرياديات هو اتخاذ القرارات الصحيحة وايجاد التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية الذي قد يكون صعب المنال لاسيما أنك "عندما تُطلق شركتك الخاصة، تعمل ساعات إضافية أكثر من العمل في شركة ما. البداية كانت صعبة لأنني لم أتمتّع حتى بعطلات نهاية الأسبوع الا أنني بدأت أجد التوازن وأخصص الوقت ( لن يكون أبداً كافياً!) لابنتي على أمل أن تكون فخورة بي عندما تكبر."
ويبقى أن رائدات الأعمال الثلاثة اتّفقن على أن مفتاح النجاح، للرجال والنساء على حدّ سواء، يكمن في ما يلي:
-
الشغف. أن تشكّل الفكرة هاجساً لك وألا تتوقّف عن التفكير بها
-
الغوص في مجال الشركات. لم تنصح أي منهنّ الحاضرين لاسيما الطلاب منهم أن يؤسسوا شركاتهم الخاصة حالما يتخرّجون ( باستثناء موسى التي أسست شركتها وهي في الواحد والعشرين من العمر والتي اعتبرتها حبيب "عبقرية"). فبالنسبة لحبيب، تصقل الوظيفة في شركة ما صعب مهارات أي انسان، من كتابة بريد الكتروني الى وضع خطة أعمال.
-
الأبحاث. اجراء الكثير منها قبل اطلاق شركتك لكي تتعرّف الى كل خبايا الصناعة التي تتخصّص بها.
-
المثابرة والاستعداد النفسي والمالي أيضاً.
ومن أجل تحقيق هذا النجاح، لا شكّ أن دعم القطاع العام والخاص ضروريّ. وهنا، اعتبرت باز أن دور وسائل الاعلام بغاية الأهمية لاسيما مع غياب أي مبادرات خاصة برائدة الأعمال. فبالنسبة لها، إذا خصصّ الاعلام المزيد من المساحات لقصص نجاح رائدات الأعمال قد يشجعّ الكثير من النساء على خوض هذه التجربة. بالاضافة الى دور الاعلام في تغيير الصور النمطية حيال نوع الشركات التي تطلقها النساء اللواتي غالباً ما يسمعن تعليق "عم تتسلّى" وكأن أحداً لا يأخذهنّ على محمل الجدّ.
أما موسى، فشددت على أن الخدمات المتوفرة في دبي قد تسهّل حياة رائدة الأعمال الا أن المعاملات والبيروقراطية تصعّب عليها حياتها لاسيما أن القانون لا يُفرّق بين شركة ناشئة وشركة متعددة الجنسيات من دون أن ننسى تكاليف تأشيرات الدخول والإقامات.
نقاش شيّق اختتم بثلاث ورش عمل تفاعلية حيث أجابت رائدات الأعمال الثلاثة عن اسئلة الحاضرين وتناولت: "كيفية تطوير وتوسيع شركتك"، "الأمهات الرياديات وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية"، و"من حياة الشركات الى تأسيس شركتك الخاصة".
وفي النهاية، الأهم هو ايجاد المهارات (رجل أو امرأة لا فرق) والاستعداد للعمل لساعات طويلة في مجال مرن وانما يتطلّب الكثير من الجهود والقليل من التذمّر للنجاح!