شركة فلسطينية جديدة لتطوير الألعاب تتلقى تمويلاً من 'صدارة فنتشرز'
يخبرنا خالد أبو الخير، رئيس مجلس إدارة الشركة الناشئة الفلسطينية المتخصصة بالألعاب "بينش بوينت" PinchPoint ،"أتذكّر عندما أطلقَت آبل أول "حزمة لتطوير البرمجيات" SDK ، طوّرت أول لعبة لي بفضلها وأنا الآن مدمن على ألعاب المحمول".
ويعتبر أبو الخير واحد من رواد الأعمال الفلطسينين الواعدين في مجال التكنولوجيا. وقد قامت مؤخراً شركة "صدارة فنتشرز" Sadara Ventures بالاستثمار في "بينش بوينت" بعد أن استثمرت سابقًا في "يا مسافر" و"سوق تل".
الصفقة
وفقاً لسعيد نشاف، الشريك العام المؤسس في "صدارة"، بدأت "صدارة" و"بينش بوينت" تعملان على الصفقة قبل ستة أشهر. وكان ناشف وأبو الخير قد التقيا خلال برنامج يسبق برنامج تسريع النمو في "فاست فوروارد" Fast Forward ، وهي شركة فلسطينية لتسريع النموّ مقرّها رام الله. وتبلورت علاقتهما خلال فعالية "ستارتب ويك أند" رام الله وفعاليات أخرى حيث استطاع ناشف أن يراقب ويعمل مع أبو الخير وفريق "بينش بوينت".
ويضيف ناشف "لاحظنا أنّ أبو الخير يتمتّع بالكثير من صفات رائد الأعمال." ويضيف أن الفريق الذي يتضمّن طارق دوفيش وعمار تزامي وباسل نصر هو من بين أقوى الفرق الموجودة في فلسطين.
وبالتالي، قررت "صدارة" المخاطرة والاستثمار في "بينش بوينت" في أولى مراحل تطويرها (تأسست الشركة في حزيران/ يونيو الماضي). ولم تكشف "صدارة" عن أي معلومات عن تفاصيل هذه الصفقة الا أن ناشف يقول "نحن متحمّسون جداً للفريق وللفكرة ونؤمّن أنناً نقوم برهان رابح."
الفكرة
تعمل "بينش بوينت" على تطوير لعبتَين للمحمول. تدعى الأولى "سبيرمانيا" Spermania . ويشرح أبو الخير أنها "تتعلّق بالحيوانات المنويّة الا أنها ليس إباحية." وتكمن اللعبة في ارشاد حيوان منويّ عبر مختلف العقبات من أجل أن يصل الى البيضة. ويعترف أبو الخير أن الفكرة حساسة قليلاً الا أنه يؤمن أن فرادتها ستحملها الى النجاح.
أما اللعبة الثانية ، "سيتي كافيه" City Café ، فهي لعبة قمار افتراضية تعتمد على لعبة الورق العربية الشعبية "تركس". لن يتمكّن المستخدمون من المراهنة بمبالغ مالية حقيقية الا أنهم يستطيعون شراء رقائق للرهان.
من المتوقّع أن تقدّم "بينش بوينت" اللعبتَين مجاناً وتعتمد على المستخدمين ليدفعوا المال لتحديث اللعبة لتصبح أكثر تسلية وسهولة، وهذا نموذج عائدات رائج في صناعة ألعاب المحمول. واختارت الشركة أيضاً ألا تبيع رايات الاعلانات لجني المزيد من العائدات. وفقاً لأبو الخير، تقلّل هذه الاعلانات من نوعية اللعبة. ويشدد "نركّز حالياً على تجربة المستخدم."
الأسواق
يتمّ تطوير اللعبتَين من أجل اختبارهما في أسواق مختلفة. وتخطط "بينش بوينت" إلى اطلاق "سبيرمانيا" في أسواق أميركا الشمالية وأوروبا في حين صمّمت "سيتي كافيه" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ويشرح أبو الخير أنه لكلّ من هذه الأسواق التحديات والايجابيات المحتملة.
تعجّ أسواق أميركا الشمالية وأوروبا بألعاب المحمول. إلاّ أنّ 2% فقط منها تحقق النجاح وغالباً ما تحتاج الى تكرار التجربة مرات عدة لتصل الى هدفها. وفي الوقت ذاته، تدرّ الألعاب الناجحة مردوداً مالياً عالياً للشركات والمستثمرين على حدّ سواء.
أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فليست المنافسة محتدمة الى هذا الحدّ لأن قطاع ألعاب المحمول ما زال مفهوماً جديداً ولا توجد الكثير من الشركات التي تنتج هذه الألعاب في المنطقة. وبالتالي، سيكون من الأسهل لمطوّر ألعاب أن يحقق النجاح. الا أن فرص جني الأرباح من لعبة ناجحة هي أقلّ بكثير لأنه ثمة عدد أقلّ من المستخدمين.
حالياً، قررت "بينش بوينت" أن تستكشف كل هذه الأسواق. وتخطط الشركة الى اعداد نسخة تجريبية من "سبيرمانيا" و"سيتي كافيه" لعرضها خلال "جايم كونيكشون" Game Connection ، مؤتمر ألعاب مهمّ ينعقد في سان فرانسيسكو في 17 و19 أذار/ مارس.
ويأمل ابو الخير وفريقه بأن يحصلوا، في أعقاب المؤتمر، على ناشر لإحدى اللعبتين. ويقول أبو الخير "بناء على نجاح اللعبتين، ستقرر الشركة أين ستركّز جهودها في المستقبل."
التطلّع إلى المستقبل
تبحث "بينش بوينت" الى العمل، خلال السنوات المقبلة، مع ناشرين لاطلاق ألعابها في الأسواق. وعلى المدى الطويل، يريد أبو الخير أن تتحوّل الشركة الى ناشر في الأسواق الناشئة لألعابها الخاصة وأيضاً للألعاب التي طوّرها فلسطينيون آخرون وشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وحالياً، باستثناء شركة "بيك جامز" Peak Games في تركيا، ما من شركات أخرى تسدّ الثغرة في هذا القطاع.
يدرك أبو الخير جيداً صعوبة تحقيق خططه. ويحتاج مطوّرو الألعاب الى الكثير من الوقت والمال قبل تحقيق النجاح. ويؤكد: "لحسن الحظ، منحتنا "صدارة" التمويل اللازم لكي نتخطى هذه المرحلة." ويضيف لا نجد دائماً شركة رأس مال مخاطر في الشرق الأوسط تملك المعرفة في مجال الألعاب وتتحلّى بالصبر للقيام بهذا الاستثمار الطويل الأمد.
وتعتبر "صدارة" أنه ثمة علامات استفهام كثيرة حول قدرة مطوّري الألعاب الفلسطينيين على ابتكار ألعاب تنافسية ومربحة، بحسب ناشف. ويأمل أن يساهم الاستثمار في فريق "بينش بوينت" الموهوب في توضيح المسألة.