شركة اتصالات لبنانية تطلق متجراً للتطبيقات، فهل تنجح حيث فشل الآخرون؟
منذ يومين، أعلنت "تاتش" وهي إحدى شركتي الاتصالات الرئيسيتين في لبنان عن إطلاق متجر تطبيقات لهواتف الـ "أندرويد" يخدم المطوّرين المحليين السّاعين إلى إطلاق تطبيقات "تناسب السوق اللبنانية"، كما قال غدي الريّس، الشريك الإداري في "فو" FOO، وهي شركة تطوير ستدير المتجر.
وسيسمح المتجر، وهو الأول من نوعه في لبنان، لمستخدمي الـ "أندرويد" من دفع ثمن التطبيقات مباشرة وتجنّبهم التعامل مع بوابات دفع عبر "جوجل بلاي" Google Play. كما وسيقدّم المتجر للمطورين فرصة تسويق تطبيقاتهم من قبل "تاتش" نفسها، على قنوات مختلفة.
ويقول الريّس إن المتجر متوفر حتى الآن لحوالي مليون مستخدم للـ "أندرويد"، ولكن سيتم تطويره في المستقبل ليناسب تطبيقات الـ "بلاكبيري" و"ويندوز"، ليصل إلى مستخدمي "تاتش" البالغ عددهم تقريبًا 1.2 مليون مستخدم.
ويشرح الريّس بأنّه إلى جانب تقديم طريقة دفع مباشرة، ستكون تطبيقات المطورين اللبنانيين ظاهرة أكثر للزبائن المحليين. ويضيف "سيسوّق متجر التطبيقات في تاتش تطبيقك. أما إذا كان لديك تطبيق على جوجل بلاي، فعليك أن تقوم ببحث لإيجاده، في حين أنه في مخزن تاتش، ستزيد فرصك في جعل تطبيقك ظاهرًا".
تأتي خطوة إطلاق متجر تطبيقات مناسبة، بعد الخطاب الأخير في لبنان حول نقل البلاد إلى العصر الرقمي، ومواكبة التوجهات الإقليمية والعالمية. ومع تراجع الرسائل النصية القصيرة والرسائل المتعددة الوسائط والخدمات التي كانت مربحة سابقاً وعائدات التطبيقات، تسعى شركات الاتصالات حول العالم إلى الحصول على حصة من قطاع التطبيقات. ففي النهاية حقق متجر آبل 10 مليارات دولار من العائدات في العام الماضي.
في الشرق الأوسط، قامت شركات اتصالات أخرى بالمثل وأطلقت متاجر تطبيقات خاصة بها، خصوصاً "موبايلي" وشركة الإتصالات السعودية STC و"فودافون" في مصر و"أورنج" Orange و"زين" في الأردن أو نسخات محلية عن متاجر عالمية. وفي أسواق معزولة مثل السعودية، يبدو أن هذا الأمر قد حقق نسبة استخدام لا بأس بها. فمنذ أن أطلقت "موبيلي" متجرها للتطبيقات في العام الماضي، سجّل المتجر تنزيلات بلغت الثلاثة ملايين.
ولكن بالمجمل، من الصعب الحفاظ على متاجر التطبيقات الخاصة. وبفضل البنية المفتوحة في جوجل، فإن معظم هذه المتاجر مرتبطة بتطبيقات خاصة بالأندرويد والتي يعرف المطورون أنها أقل ربحية، حتى الآن، من تطبيقات الـ "آيفون". وبالرغم من أنّ "أندرويد" يستحوذ على نسبة 80% من سوق المحمول، لا يزال الآيفون يحقق للمطوّرين عائدات أكثر بخمس مرات من عائدات الـ "أندرويد" عند كلّ عملية تنزيل.
ولهذه الأسباب، فشلت الكثير من متاجر التطبيقات، المحلية والعالمية بما فيها تلفونيكا Telefonica، التي أطلقت عام 2009، فضلاً عن فيرايزون Verizon وفودافون.
وحتى لو لم تكن متاجر التطبيقات مربحة جداً تاريخياً، فهي ستزيد من اشتراكات حزم الجيل الثالث 3G. وعلى نطاق أوسع، قد تزداد مخاوف شركات الاتصالات من أن تصبح وسيطًا للبيانات.
وقد يكون بيع المزيد من حزمات الجيل الثالث مفيدًا لـ"تاتش"، إذ أنّ 60% من مستخدميها يستخدمون الهواتف الذكية حالياً. وإطلاق متجر تطبيقات مطوّر وخاصّ بالسوق اللبنانية قد يساعد في النهاية المطوّرين والمستخدمين على حد سواء، في حال وجد مستخدمو المحمول تطبيقات جيدة واكتسب المطوّرون المزيد من الشهرة محلياً أكثر منه عالمياً. لكن هذا يرتبط بقدرة "تاتش" على التسويق ونشر هذه التطبيقات أيضاً.
ساهمت نينا كيرلي في إعداد هذا التقرير.