موقع وفّرها للشراء الجماعي والعروض اليومية يتقدم ببطء وثبات
بعد إغلاق الموقع الأوسع انتشارا للعروض اليومية والشراء الجماعي في مصر "دير أند ديل" فرض السؤال نفسه حول أداء باقي المنافسين خاصة الأقل انتشارا، وهل تشهد السوق المصرية أفول نجم العروض اليومية الذي حقق نجاحاً كبيراً برز بشكل خاص في نهاية 2011.
"وفرها" Waffarha هو نموذج متواضع لهذه المواقع يضم فريق عمله عشرة أشخاص بين المبيعات والتسويق وخدمة العملاء والتصوير وكتابة المحتوى (تفاصيل العروض) والدعم الفني. بدأه طارق مجدي، الذي درس علم التسويق، ونهى حمدي، التي درست الإعلام، في أكتوبر/تشرين أول 2012، بعد أن وجدا من تجربتهما كعملاء ومشترين لهذه العروض اليومية أن هناك بعض المشاكل عند استخدام العروض أهمها الخدمة السيئة التي أحيانا ما يلاقيها المشتري من البائع (المطعم أو المتجر الخ) وصعوبة استرداد الأموال في هذه الحالة، فقررا أن يتغلبا على هذه المشكلة تحديدا في شركتهم الناشئة برجوع العميل إليهم وتقديم شكوى لاسترداد أمواله.
أتى أيضا مشروعهما بمنتجات وخدمات جديدة غير نمطية بالنسبة لموقع عروض يومية مثل المراتب وأعمال تنظيف الذهب وHD receiver إلى جانب عروض المطاعم ومراكز التجميل والسفر. أما الشرط العام الذي ستجده في جميع العروض فهو خصم لا يقل عن 50% بأي حال.
لم تبدِ نهى انزعاجها من إغلاق "دير أند ديل" وإن كان هذا الإغلاق قد تسبب في اهتزاز الثقة في السوق مع تشكك التجار في الحصول على أرباحهم حسبما قالت. وأضافت: "لا نفكر في المنافسة وما يهمنا هو الجودة. ربما لسنا بنفس القوة كشركات مماثلة لكننا سنثبت وضعنا في السوق". يركز "وفرها" في عروضه على مطاعم ومتاجر في المراكز التجارية والمولات المعروفة في المدن الجديدة مثل التجمع الخامس والسادس من أكتوبر، وهي الأكثر مبيعا بين العروض الأخرى. لا يقتصر عملاء "وفرها" على الشباب فقط بل أيضا كبار السن الذين تصلهم العروض على هواتفهم بعد الاشتراك.
وقياسا للأداء في هذه الأجواء المضطربة بسبب الظروف السياسية تقول نهى: "الوضع طالع نازل، غطينا مصروفاتنا وحققنا أرباحا والآن ندفع مرة أخرى من مدخراتنا"، ففي شهر رمضان الماضي، استطاعت "وفرها" بيع 300 كوبون لعرض بأحد المطاعم في يومين، قبل أن ينحدر المنحنى في أغسطس/آب بسبب التطورات السياسية.
لا يشترط "وفرها" احتكار عروض التجار بحيث لا يتمكنون من بيع عروض أخرى لمواقع غير "وفرها"، لكن الموقع يوفر لهم ميزتين أساسيتين قد لا يجدوهما في مواقع أخرى للعروض اليومية، كما تقول نهى. تتركز هاتين الميزتين في تخصيص جلسة تصوير خاصة بالمنتج محل العرض بدلا من استخدام صور قديمة لدى التاجر، والميزة الثانية في طريقة الدفع سواء نقدا أو بشيكات أو عن طريق إيداع بنكي، وفي الوقت الذي يحدده التاجر.
وبنظرة على الأرقام التي حققها الموقع منذ نشأته، نجد أن هناك حوالي 200 ألف مستخدم مسجل في قاعدة البيانات اشتروا 11611 كوبونا (منهم 2621 كوبونا في شهر رمضان فقط) وفروا معهم حوالي مليون ونصف (1,304,526) جنيه مصري.
لا يطمح "وفرها" في التوسع إقليميا أو على الأقل لم يضع خطط لهكذا توسع بعد، من هنا جاءت تسمية المشروع مصرية بامتياز، وتبقى خطط التوسع داخلية إلى محافظات أخرى في مصر أولها الإسكندرية.
ومن المنتظر أن تطلق الشركة موقعا تجاريا آخر في الربع الأول من 2014 يكون قاصرا على المنتجات وتصل الخصومات فيه إلى 50%. ترى نهى أن المنتجات التي ستقدم في الموقع الجديد لن تتأثر بالأوضاع السياسية بل إنها ستكون أكثر استقرارا لأنها طويلة العمر.