تعرّف على برنامج ملهم عربي يجعل من الريادة أسلوب حياة
من بعض النقاط المشتركة بين الفنانين والشباب أنّه بإمكانهم الاستعانة بمحترفين لخوض مشروع شركة جديدة وجعلها مربحة.
هذا على الأقل ما تؤمن به مجموعة خمسة أصدقاء. فقد كان قد التحق كل من محمد علي شبعان ومنجي بهوري وفيصل ترزي ومنى العياري وخليل ترحوني في أيام الجامعة بالبرنامج الطلابي AIESEC في تونس. وإيمانا منهم بقوة التعليم، قرروا دعم ريادة الأعمال للشباب في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت المجموعة "أراب إنسباير" Arab Inspire أي "إلهام العرب" وهو برنامج مجاني للأطفال والطلاب والشباب والفنانين يموله رعاة. واليوم، وبفضل عشرين متطوعاً، يركز البرنامج على تونس.
رواد الأعمال والفنانون والأطفال
يركز "أراب إنسباير" خلال عام 2014 على ثلاثة مشاريع أساسية هي:
- نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب من خلال تسهيل فهم عملية إنشاء الأعمال التجارية. ويقوم متطوعون بإنتاج سلسلة من أشرطة الفيديو التعليمية لشرح مفهوم ريادة الأعمال للطلاب والخريجين والعاطلين عن العمل، وإطلاعهم على أفضل الممارسات.
- تشجيع ريادة الأعمال الاجتماعية عبر المسابقات.
- تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع الفني من خلال مساعدة الفنانين في توليد الأرباح ومحاربة أو على الأقل التخفيف من حدة السمعة التي يشتهرون بها وهي "اليساريون المناهضون للمؤسسات". وللقيام بذلك، سينظم "أراب إنسباير" برنامجاً يمتد على ثلاثة أشهر لفنانين مختارين، لتعليمهم كيفية العمل مثل رواد الأعمال.
وفي الوقت نفسه، سوف يعمل الفريق على برنامج تعليمي ينمي ثقافة وطريقة التفكير الريادية عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 عاماً، وذلك بفضل مساعدة وخبرة "إنجاز تونس" Injaz Tunisie، الذراع التونسية لـ"إنجاز العرب" Injaz Al-Arab، البرنامج الذي يطلع طلاب المدارس الثانوية على ريادة الأعمال. وما أن يتم وضع البرنامج، سينتقل الى عهدة السلطات المحلية ليتم فحصه في مدارس تجريبية محدودة في تونس. ويخطط "أراب إنسباير" أيضاً لإنشاء برنامج مسرع للنمو.
مشروع طموح
لضمان مجانية المشروع، يقوم فريق المتطوعين حالياً بجمع الأموال من رعاة محليين وشركات خاصة وجهات دولية مانحة.
ويقول محمد علي شبعان إن "صندوق الصداقة القطري" يتطلع لاستثمار ما مجموعه 100 مليون دولار أمريكي في دعم المنظمات التي تتبنى تشجيع ريادة الأعمال في تونس، وسوف يقوم هذا الصندوق بدعم بعض المشاريع، بما فيها برنامج الفيديوهات التعليمية. وعرض الصندوق كذلك أن يعرّف أعضاء وخريجي "اراب إنسباير" إلى شركائه الماليين.
وستنضم "تونيزيانا" Tunisiana أيضا إلى صف شركاء "أراب إنسباير" من خلال "ستارت أب فاكتوري" Startup Factory، شركتها الحاضنة التي يمولها أيضاً "صندوق الصداقة القطري" والتي هي في صدد إطلاق فسحة جديدة للشركات الناشئة تسمى "انطلاق" Intilaq.
وسيتيح الدعم المالي لـ"أراب إنسباير" أن تحول موقعها الالكتروني إلى ذراع إعلامية تسلط الضوء على المواهب في المنطقة العربية وتعين بعض المتطوعين لديها كموظفين بدوام كامل وتتوسع الى بلدان أخرى في المنطقة.
بحلول أبريل/نيسان أو مايو/أيار من العام 2014، تخطط المبادرة الطموحة لإطلاق نسخة باللغة العربية، وبدء العمل في الأردن ولبنان ومصر. وبناء على خبرة المتطوعين في تونس، سيقومون بتكرار البرنامج الذي طبقوه هناك في مناطق أخرى من خلال تكييفه مع ثقافة كل بلد. واذا تمكنوا من فعل ذلك، ستُصبح ريادة الأعمال نمط حياة ثابت لشباب المنطقة.