كيف تختار شريكك المؤسس؟ خمس صفات أساسية تبحث عنها.
تتنوع أسباب بحث العديد من رواد الأعمال عن شركاء ليؤسسوا أعمالهمل معا. في بعض الأحيان يكون بسبب حاجة لإيجاد شريك يحمل بعض المهارات والقدرات الضرورية للمشروع، أو لتأمين التمويل أو للمشاركة في حمل عبء المهمات بهدف تسريع تأسيس وتطوير المشروع. من جهة أخرى قد يكون الدافع هو العمل مع الفريق ومتعة مشاركة الأفكار والأعمال كافياً للبعض لإيجاد شريك أو شركاء للانطلاق برفقتهم في رحلة الريادة وتأسيس مشروع جديد.
يبدو الأمر حتى الآن منطقياً وبسيطاً، ولكن ماذا لو اخترت شريك الأعمال الخطأ؟ مهما كانت فكرة المشروع جيدة وفرصها الاستثمارية كبيرة، قد يشكل اختيار الشريك الخطأ تهديداً لتدمير أي نجاح محتمل لهذه الشركة. هل أنت جاهز للتعرف على بعض أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها شريكك؟
-
أن يشاركك الرؤية
قد يرغب أحد معارفك بأن يكون شريكاً في أعمالك رغم أنه قد لا يكون مقتنعاً بشكل كاف برؤيتك للمشروع، فالحافز الأكبر هنا للشراكة هو المعرفة المسبقة والثقة بك، أو ربما التوقعات لأرباح وإيرادات كبيرة من مشروعك. ولكن مثل هذه الشراكة قد تواجه العديد من المشاكل عندما تكبر المسؤوليات وتصبح الأمور أكثر جدية أو عندما تبدأ بعض العقبات والتحديات بالظهور، وذلك لأن شريكك لم يأخذ الأمور الجوهرية للشركة بعين الاعتبار.
تأكد تماماً من مدى تطابق رؤيتك وثوابتك عن المشروع مع شريكك المحتمل، اجعل الأمور واضحة منذ البداية وامنح نفسك (وشريكك) الوقت الكافي للتمعن برؤية الشركة قبل اتخاذ قرار الشراكة والانطلاق بالعمل معاً.
-
شغوفاً ومغامراً
أول ما يخطر ببالي عندما أتحدث عن الشغف هي قصة الشريكان "جيري يونغ" و "ديفيد فيلو"، حيث كانا يقضيان 20 ساعة يومياً في البحث في المواقع الإلكترونية بغرض التسلية، حتى أنهما تعرضا للطرد معاً من معسكر للجامعة لتسببهما بتعطل نظام الجامعة الإلكتروني. هنا وجدا نفسيهما مناسبين للعمل معاً وتأسيس شركة تسمى "ياهو" اليوم.
فلا يوجد أجمل من تجربة شراكة مع شخص يشاركك حماسك وشغفك حول موضوع معين، يبحث في كل تفصيل من حياته عن طريقة أو أداة لتطوير المشروع. وعادةً ما تسمع عبارة "هل تفكر بما أفكر به" كثيراً بين هؤلاء الشركاء.
-
منطقياً وواقعياً
من الجميل أن يحلم شريكك بتحقيق الملايين والسفر حول العالم والحصول على أفخم سيارة من إيرادات المشروع. لكن تأكد دائماً من أنه يستطيع فهم الواقع، ويتخذ قرارته بناءً على حقائق منطقية، وبالتالي فتوقعاته من المشروع تكون حقيقية. حيث يقع العديد من رواد الأعمال في فخ الأحلام الوهمية بسبب ضعف قدرتهم على حساب الأرقام الصحيحة، مما قد يخلق أسباباً كافية للاعتقاد بأن العمل غير ناجح وما يتبع ذلك من آثار سلبية على المشروع.
كلمة السر هنا هي "الخريطة". فالأحلام جميلة، ولكن معرفة طريقة الوصول لها هي الأهم، وهذا ما يميز الشخص المنطقي عن غيره.
-
يأخذ المشروع على محمل الجدّ
تحدث العديد من الشراكات في الجامعات، فتجد مجموعة من الأصدقاء يقررون أن تأسيس شركة بينما يتناولون فطورهم في حديقة الجامعة، أو بينما يمارسون هواياتهم خارج أوقات الدراسة. المشكلة هنا تكون أن بعضهم ينظر لهذه الشركة على أنها طريقة للمرح والتسلية. دون وجود إيمان كبير بالفكرة وجدية في العمل على إنجاحها.
مهمتك هنا هي التأكد من أن شريكك القادم لن يفضل الخروج في رحلة مع الأصدقاء على اجتماع عمل للفريق أو مقابلة مهمة مع أحد الموردين، بل ستكون شركتكم القادمة هي بين أولوياته.
-
وطبعاً أن يكون ريادياً
قد تكون بعض الصفات مغرية لطرح الشراكة على بعض الأشخاص، فمثلاً أن تجد من يتمتع بالأمانة ويمتلك بعض المهارات التي يحتاجها مشروعك قد تكون أهم من بعض الصفات المهمة الأخرى التي تتعلق بالريادة وحب المغامرة. لا أقول هنا أن الأمانة والكفاءة ليستا غاية في الأهمية، ولكن يجد العديد من الأشخاص في الدخل المستمر والوظيفة المستقرة التي تؤمن حوافز ثابتة وإجازات منتظمة وساعات عمل محددة خياراً أفضل من الدخول في مغامرة تأسيس مشروع جديد وما يتطلبه ذلك من جهود إضافية ومخاطر متنوعة.
وبالتالي فإن المشاركة في تأسيس مشروع جديد مع أشخاص من هذا النوع سيضيف حجماً كبيراً من الضغوطات. كما أن مثل هؤلاء يحتاجون لتوجيه مستمر للقيام بالأعمال مما يشكل المزيد من الأعباء. ابحث جدياً عن أشخاص يبحثون عن الاستقلال ويكرهون العمل الروتيني أو التقليدي، ولديهم رغبة كبيرة بالتطور والبحث واختبار ما هو جديد.
طبعاً هناك العديد من الصفات الأخرى التي يجب أن تبحث عنها لدى شريكك، مثل الصدق والالتزام واحترام القوانين والوعود، وغيرها. وقد تكون قد اتخذت قرار الشراكة مسبقاً وتأخرت قبل ان تنتبه الى بعض الصفات الخاطئة عند شريكك أو ربما عندك أيضاً. لم يفت الأوان، الفرصة لا تزال سانحة لتصحيح أي خطأ في أفكاركما أو ممارساتكما للحفاظ على مشروعكما وتجنب الأخطاء أو المشاكل المحتملة.
ما هي أهم الصفات التي يتمتع بها شريكك المؤسس؟