نظرة إلى طرح أسهم تويتر في البورصة: ما الذي سيتغيّر؟
يعتبر الاكتتاب العام لأسهم تويتر الذي تم الاعلان عنه الأسبوع الماضي هو الحدث الأكثر انتظاراً منذ الاكتتاب العام لفايسبوك. بعد الاعلان عبر تغريدة عن إتمام مرحلة S-1 مع هيئة الأمن والتبادلات SEC، وهي أول مرحلة للاكتتاب العام، أثار موقع التواصل الاجتماعي بلبلة حول قيمته التي قد تبلغ نحو ١٤ مليون دولار أميركي، مع تقديرات تتراوح بين ٩،٨ مليار بحسب GSV Capital ، و١٦ مليار دولار في حين تتراوح قيمة أسهم الموقع بين ٢٦ و٢٨ دولار.
أما ايرادات تويتر السنوية فتُقدّر بين ٥٠٠ الى ٦٠٠ مليون دولار مما يسمح للموقع بتقديم ملفه سراً وفقاً لقانون "تحريك أعمال شركتنا الناشئة" عام ٢٠١٢ Jumpstart Our Business Startup (JOBS) في الولايات المتحدة الذي يسمح للشركات التي لديها عائدات أقل من مليار دولار بتقديم ملفها سراً. قد يكون تويترأجبر الى الاكتتاب العاملأن قانون JOBS يُحتّم على أي شركة تملك أكثر من ٢٠٠٠ مستثمر خاص بالاكتتاب العام.
قد تصل عائدات تويتر الى مليار دولار العام المقبل بفضل إعلانات المحمول. ولكن، حتى الآن، قد يُجنّب حجم تويتر الأصغر أن يرتكب أخطاء فايسبوك. ويقول بيتر كوهان من "فوربز" Forbes، إن تقييم الاكتتاب العام بـ١٦ مليار دولار قد يكون قيمة الموقع بـ١٦ أضعاف عائداته المتوقعة التي تبلغ مليار دولار، مما يبدو متحفظا مقارنةً بفايسبوك الذي تاجت بـ١٨،٣ أضعاف مبيعاته و"لينكد إن" بـ ٢٣ أضعاف عند كتابة هذا المقال.
من خلال اختبار طرح الأسهم في البورصة في مرحلة مبكرة من الايرادات، من المرجح أن يكون تويتر مستعدًا لنمو أكبر من فايسبوك. حتى أن المدير التنفيذي لفايسبوك، مارك زوكربرغ، اعترف في فعالية TechCrunch Disrupt الأسبوع الماضي، أنه ربما انتظر لوقت طويل قبل طرح أسهم موقعه في البورصة مما زاد المبالغة والاهتمام المفرط.
واختار تويتر مصرفاً مختلفاً كضامن لعملية الاكتتاب العام: "جولدمان ساكس" Goldman Sacks في مواجهة "مورجن ستانلي" Morgan Stanley الذي قاد عملية الاكتتاب العام المخيبة للآمال لـ "جروبون" Groupon و"زينغا" Zynga.
ومع توسّعه، سيُضطرّ تويتر الى اقناع عدد أكبر من الأفراد. حالياً، يملك ٢٠٠ مليون مستخدم يعتبرون ناشطين مرة شهرياً على الأقل ويرسلون نحو ٤٠٠ مليون تغريدة يومياً (معدل تغريدَتين لكل مستخدم يومياً).
وصل فايسبوك الى مليار مستخدم العام الماضي ويعود الفضل، جزئياً، الى أنه بات متوفرًا للأمهات في كل أنحاء العالم اللواتي لا يولين الاهتمام ذاته لتويتر. لا شك أن تويتر كان مفيدًا خلال الثورات وفي الأوقات التي كانت الأخبار العالمية تجذب جمهوراً يتوق الى تحديثات فورية. ولكن، كيف سيُصبح تويتر وسيلة أسهل للاستخدام؟
في ما يلي، بعض التغييرات التي يقوم بها موقع التواصل الاجتماعي:
إضافة المواد الاعلامية على صفحة الأخبار. يقوم تويتر بتأمين ما يقوم به الآخرين من تطبيقات ويصرّ على أن التطبيقات تسمح للمستخدمين بتوسيع نطاق تغريداتهم مما يتضمّن مواداً إعلامية. وكشف مدير تطوير تويتر، مايك براون، أن موقع التواصل الاجتماعي يجب أن ينمو أبعد من مجرد أسطر أخبار". ويضيف "أمامنا فرصة لتحسين مستوى التغريدات وتمكين المستخدمين من إرسال صورة، ومقطع فيديو ونص ما يساعد الأشخاص على فهم القصة."
التركيز على المحادثات. قبل أسبوعَين، عدّل تويتر طريقة ظهور التغريدات على صفحة المستخدمين مما يجعل المحادثات تظهر زمنياً. فتظهر التغريدات القديمة مرتبطة بالتغريدات الأحدث على الصفحة ذاتها. ولم يتم تطبيق ذلك على كل الحسابات بعد الا أن هذا التغيير يهدف الى تشجيع المحادثات عوضاً عن السماح بالقيام بتعليقات قد تتوه في سيل المعلومات.
تعزيز تجربة المحمول. متى تكشف شركة آبل عن iOS7 الأسبوع المقبل، ينوي تويتر اطلاق تطبيق جديد مختلف تماماً سيكشفالمزيد من المحتوى والقليل من الواجهة ويحذف مفتاح "اكتشف" discover وقد يضيف فئات جديدة: النشاط، الاتجاهات وفسحة لاكتشاف الأشخاص الذين يتبعونك على غرار ما يقوم به تطبيق نظام أندرويد الجديد. وإن استحواذ تويتر على شركة "تبادل الاعلانات على المحمول"، "مو باب" MoPub، قبل سبعة أيام، مقابل ٣٥٠ مليون دولار، سيساعد الموقع على تتبّع أفضل لمخزون الاعلانات مباشرة بحسب AllthingsD.
المزامنة مع إعلانات التلفزيون. خلال الأسبوعين الماضيين فقط، اشترى تويتر "تريندر" Trendrr ، شركة تحليلات تتعقّب التفاعل على وسائل الاعلام الاجتماعية وأعلن أن عملية الاستحواذ "ستساعد على بناء أدوات أفضل لبيئة التلفزيون الحاضنة"، ويحتمل أن يستهدف المستخدمين باعلانات متعلقة بتوتير بعد مشاهدة الاعلان التلفزيوني.
وفيما يقوم موقع التواصل الاجتماعي بحماية منتجه أكثر وتعزيز عائداته من الاعلانات وإضافة مواد إعلامية على تغريداته، لا شك أن صفحة تويتر ستُشبه صفحة آخر الأخبار لدى فايسبوك. وكما سلّط مات بوشمان الضوء في "ذي نيو يوركر" The New Yorker ، قد يريد الموقع إعادة إحياء الرسالة المباشرة من أجل مواجهة منافسة "واتس آب"Whatsapp و"سناب شات" Snapchat . وقد تحذو حذو فايسبوك من خلال تقديم تطبيق خاص مثل "فايسبوك مسينجير" Facebook Messenger .
من خلال التعلّم من أخطاء فايسبوك، لا شك أن تويتر قد يفوز بالكثير، وبخاصة في الشرق الأوسط حيث إعلانات التلفزيون ما زالت مصدر عائدات لا بأس بها وحيث استخدام الهواتف الذكية في ذروته.الا أن الموجة المقبلة من المستخدمين الذين سيلجأون الى الانترنت قد لا تكون ضليعة بالتكنولوجيا على غرار قاعدة مستخدمي المنطقة الحالية.
الا أن الأمير وليد بن طلال لن يبيع أسهمه. وأعلن أنه يرى أن عملية الاكتتاب العام ستجري بداية ٢٠١٤ . ولا شك أنه لن يُعلن إفلاسه بعد الاستثمار الذي تبلغ قيمته ٣٠٠ مليون دولار والذي قام به أواخر ٢٠١١.
كم سيكون سعر الاكتتاب العام بنظرك؟