سمكس تطلق منصة جديدة لدعم المحتوى الرقمي العربي
لا شك انك سمعت مراراً وتكراراً الاحصائية التي تقول بان اللغة العربية هي خامس لغة محكية عالميا مع 360 مليون مستخدم لها في حين 3% فقط من كل المحتوى الالكتروني هو باللغة العربية.
هذه المشكلة قديمة. في السنوات الأخيرة، شهد الانترنت بضعة جهود لدعم اللغة العربية أونلاين، ولكن حتى الآن ركز معظمها على اعدة نشر aggregate أو ترجمة المحتوى بدلا من خلق المحتوى الجديد.
وأحد أكبر منصات جمع واعادة نشر المحتوى العربي aggregator هي "أخبارك" Akhbarak التي بدأت جهودها منذ عام 2003.
ومنذ أقل من عام، أطلقت "ومضة"، و"يملي" Yamli، و"فاين لاب" Vinelab، و"تغريدات" Taghreedat، و"جوجل" Google منصة "أيام الانترنت العربي" Arabic Web Days (AWD)، وهي مبادرة لدعم خلق المحتوى الرقمي العربي. ولكنها لم تحقق نجاحاً كبيرا كما كان متوقعاً، في حين المجتمعات الرقمية العربية تحاول جاهدة تلبية الحاجة للمحتوى العربي.
وكجزء من هذه الجهود الاقليمية، أطلقت منصة التبادل الاجتماعي "سمكس" أو Social Media Exchange (SMEX) موقع "تشارُك" Tahsaruk لجمع و عرض افضل محتوى باللغة العربية اونلاين في مجال الإعلام الإجتماعي لمساندة المدربين والمناصرين للتغيير الإجتماعي في بلادهم.
وتركز "تشارُك" على مضمون متنوع يقسم الى 24 قسم، منها التدوين، الاحصاءات، الخرائط، المعلومات المصورة، المحمول واللوائح الالكترونية، "فيسبوك"، "تويتر"، فيديو، وغيرهم.
وبفضل عملهم منذ عام 2008 على خلق المحتوى العربي الرقمي واعطاء التدريبات في المجالات المذكورة، لاحظ فريق "سمكس" ان المشكلة لا تكمن فقط بنقص المحتوى الالكتروني العربي، بل أيضا بالنوعية الموجودة. "معظم المحتوى الموجود لا يتمتع بمعايير عالية وأغلبه مترجم من لغات أخرى، ما يعطي صورة مغلوطة عن المجتمعات العربية،" يقول محمد نجم، المؤسس الشريك لـ"سمكس".
وانطلاقا من هذا الموضوع، حُدد الهدف من المنصة الجديدة التي أطلقتها مبادرة "سمكس" بعرض مصادر موثوقة للمحتوى العربي الجيد. "نريد اختيار وتجميع أفضل محتوى عربي أونلاين واعادة نشره، لنصبح المنصة الأولى التي يقصدها المستخدم في بحثه عن مضمون باللغة العربية،" يقول نجم.
ولكن لن تحد "تشارك" نفسها بتجميع واعادة نشر المضمون. يخطط الفريق على تنظيم ندوات وورش عمل حول كيفية خلق المحتوى العربي. "نهدف الى تدريب المهتمين على تطوير مهارات الكتابة لديهم لخلق المحتوى العربي الالكتروني، ومساعدتهم على التعامل مع التحديات التي ترافق هذا الأمر،" يشرح نجم.
بالاضافة الى تنظيم ورش عمل حول خلق المحتوى، ستركز أيضا هذه التدريبات على كيفية تنظيم المحتوى وتغطية مواضيع متنوعة.
وبما ان فريق "سمكس" قد عمل خلال الأعوام الست الماضية مع الممولين، فقد لاحظ ان معظم التمويل يذهب في اتجاهات خاطئة، ومبادرات تطوير المحتوى الرقمي العربي لا تستفيد منه أبداً. "عبر بناء شراكات مع تشارُك، نريد التعاون مع صناديق التمويل على مساندة خلق المحتوى العربي،" يقول نجم.
كما ان أحد أهم أهداف هذه المبادرة هو المساهمة في قطاع التعليم وفي بناء بيئة ريادية حاضنة تمكّن رواد الأعمال. "ان المنطقة ناشطة جدا في ما يخص ريادة الأعمال، والرياديين العرب بحاجة الى بيئة قوية، هم بحاجة الى محتوى عربي عال الجودة وكثيف ليتعلموا ويقرأوا ويحسنوا آداءهم،" يقول نجم.
وعندما توجهنا الى محمد نجم بسؤال حول خياره بجمع واعادة نشر المحتوى بدلاً من خلق محتوى جديد، أجاب أن "المبادرة تعمل على تمكين أكبر عدد من الأشخاص لخلق المزيد من المحتوى بدلا من خلقه بأنفسنا، ونعتقد ان هذا الأمر أكثر قيمة للمجتمعات العربية." ففي هذا المعنى، ان "سمكس" تعمل على دعم المحتوى العربي الالكتروني.
عامة، تلعب منصات اعادة نشر المضمون دورا كبيرا في دعم المحتويات، فهي تساعد القراء على اكتشاف مدونات ومواقع جديدة. ولكننا نأمل ان تلعب هذه المنصات الموثوقة دورا كبيرا أيضا من حيث الهام الكتاب على خلق محتوى جديد، بدلا من الاكتفاء باعادة نشر ما هو موجود.