كيف تستفيد المنطقة من تفوّق الهواتف الذكية على تلك العادية؟
انتشر الخبر بسرعة البرق: أصبحت مبيعات الهواتف الذكية في العالم تفوق مبيعات الهواتف العادية.
استنادًا إلى شركة "جارتنر" Gartner، سجّلت الهواتف الذكية، ابتداءً من الفصل الثاني من عام 2013، مبيعات بنسبة 51.8% عالميًّا.
وإليك التفاصيل: تهيمن "سامسونج" على سوق الهواتف الذكية مستحوذة على 31.7% من حصتها، يتبعها "آبل" بـ 14.2%، "أل جي" LG بـ 5.1% و Lenovo بـ 4.7%، ثمّ ZTE بـ 4.3%.
ويستحوذ نظام التشغيل "آندرويد" على نسبة 79.2% من حصة السوق، بعد أن كانت النسبة العام الماضي 64.2%. ويتبعه "آبل" مع نسبة 14.2%، و"ويندوز" مع 3.3% الذي تفوق على "بلاكبيري" إذ يملك هذا الأخير 2.7% من حصة السوق الآن.
وليس من المفاجئ أن يأتي "بلاكبيري" في المرتبة الأخيرة، بخاصة بعد أن اتبع استراتيجية خاطئة جعلته يبحث عن بائع منذ عام 2012. فهل سيبيعه الكنديون إلى الصينيين؟
فشل القيمون على "بلاكبيري" في اكتشاف ما جعل "آندرويد" شعبيًّا: نجاح الهواتف الذكية المنخفضة الكلفة. وبما أنّ "آندرويد" مجاني ومفتوح المصادر، يمكن أن يُستخدم على أي هاتف ذكي، سواء كان هاتفًا مرصعًا بالألماس قيمته 115 الف دولار اميركي، أم هاتفًا في السوق الهندية قيمته 50 دولار.
ويبدو أنّ "آبل" تسعى جاهدًا الآن لبناء نموذج منخفض الكلفة بهدف كسب حصة لا بأس منها من الأسواق الناشئة. والأسواق التي أظهرت أعلى نسبة نموّ في استخدام الهواتف الذكية خلال السنة الماضية كانت آسيا، أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية. مع حلول عام 2017، من المتوقع أن تتفوّق الهند والبرازيل على اليابان والمملكة المتحدة لتصبحان ثالث ورابع اكبر سوقين للهواتف الذكية (بعد الصين والولايات المتحدة).
نظرة إلى المنطقة العربية
وفيما يزداد استخدام الهواتف الذكية كثيرًا في البرازيل، روسيا، الهند والصين، تجذب المنطقة العربية بعض اللاعبين. وLenovo هو أحد اللاعبين الذي يصبون تركيزهم على الإمارات باعتبارها هدفهم المركزي.
ما زالت مبيعات الهواتف العادية أعلى من مبيعات الهواتف الذكية في المنطقة، لكن معظم الشباب في الشرق الأوسط قالوا إنهم يفضلون امتلاك هاتف ذكي في حال طلب منهم اختيار جهاز واحد فقط.
تمامًا كالمنطقة العربية، تشهد سوق الهواتف الذكية انقسامات أيضًا. ففي سوق الخليج ثمة طلب كبير على الهواتف الباهظة الثمن، وعام 2011، كانت تملك "بلاكبيري" 51% من حصة السوق في الإمارات. لكنّ الأمور تتغيّر بسرعة، إذ بلغت حصة "آندرويد" في الإمارات الآن 30% تقريبًا، وفي شهر أيار/ مايو، كانت المنافسة محتدمة بين "بلاكبيري" و"سامسنوج" في سوق المحمول الإماراتية.
في المشرق وشمال إفريقيا، تنمو معدلات استخدام الهواتف الذكية لتصل إلى 50% تقريبًا في الأردن، و26% في مصر، و 16% في المغرب (المعدل العالمي هو حوالي 51%).
يهيمن "آندرويد" على هذه الأسواق، إذ يحتل نسبة 37% تقريبًا في الأردن، و40% من حصة السوق حول المنطقة، يتبعه نظام تشغيل "آي أو أس" بنسبة 35%، "بلاكبيري" بنسبة 15% وهواتف "ويندوز" بنسبة 10%.
والجليّ أنّه كلما تحسّنت الشبكات في المنطقة، كلّما زاد عدد المستخدمين الجدد للإنترنت على هواتفهم المحمولة، وبخاصة هواتف "آندرويد" المنخفضة الكلفة. قد يتفوق استخدام الهواتف الذكية على استخدام الهواتف العادية في الشرق الأوسط مع حلول عام 2016.
أما الرياديون، فقد يكون الوقت قد حان ليفكروا بالتالي:
1- إطلاق شركة لإعادة بيع الهواتف الذكية المنخفضة الكلفة، أو تصنيع هاتف منخفض الكلفة بأنفسهم، كما فعلت هذه الشركة المغربية.
2- تأسيس شركة ترتكز على المحمول وتهدف إلى حلّ المشاكل اليومية البسيطة التي يواجهها كلّ شخص يستخدم الهواتف الذكية في العالم. وغالبًا ما يتطلّب حلّ المشكلة أخذ عمولة صغيرة على الحلول التي تقدّمها هذه الشركة بهدف جني المال.
وهذا نموذج جيد إذ أنّ الشركات التي تأخذ عمولة على كلّ عملية تقوم بها ستضمن عائدات لها، دون الحاجة إلى بيع مساحات للإعلانات إذ أنها بخسة الثمن في المنطقة العربية.
أما شركات الاتصالات فعليها أيضًا القيام بالمثل والحرص على تقديم خطط ميسّرة للمستخدمين من أجل تشجيع الجيل الجديد على استخدام الإنترنت أكثر. ويجب على الحكومات تشريع أنظمة مناسبة تسهّل مهام شركات الاتصالات. ونحن نشير إلى الجزائر هنا.
لكن متى احتاج الريادون إلى إنترنت أفضل وأسرع من اجل البدء في تأسيس شركاتهم؟