مرآة اجتماعية تعكس بيانات عن استخدام فايسبوك وتويتر
أطلقت حديثًا الشركة الناشئة المصرية "25 ترندس" 25trends لتحليلات الشبكات الاجتماعية، خدمة "سوشل ميرور" Social Mirror (أي مرآة اجتماعية) التي تسمح للأفراد بالحصول على قراءة مفصلة لعلاقاتهم وتفاعلاتهم.
تحدثنا أخيراً إلى مؤسس "25 ترندس"، كريم عودة حين أطلق أول تقرير له عن كيفية استخدام المصريين للشبكات الاجتماعية. ومنذ ذلك الوقت وهو يبيع تقارير تحلّل أداء وتفاعل الشركات على الشبكات الاجتماعية.
ولكنه الآن يجني المال من خلال بيع هذه التقارير، وهو يطلق أيضاً واحدة من أفكاره الفريدة: التحليلات الاجتماعية الفردية. ويشرح قائلاً "قبل عام أردت أن أرى مدى فعالية تحليلات الشبكات الاجتماعية بالنسبة لي شخصياً. وفكّرت لماذا لا نحلل بياناتك الاجتماعية لكي نعرف حول ماذا تتمحور حياتك ولكي نعطيك انطباعاً حول المواضيع التي تهمك وعلاقاتك بشكل عام. لذلك نسميها social mirror أي مرآة اجتماعية".
تظهر هذه المرآة الاجتماعية المتوفرة لتويتر وفايسبوك، للمستخدمين مع من يتفاعلون أكثر والساعات التي يكون فيها نشاطهم في ذروته على كل من الشبكتين وأكثر المواضيع التي يناقشونها. وعلى فايسبوك، تخبرك الخدمة حتى عن الأشخاص الذين تتفق معهم وتعرض لك أيضاً الأشخاص الذين لا تتفق معهم بالرأي، إلاّ أنهم لا يزالون يعملون على تعديل بعض الجوانب. وحين اختبرت الخدمة، أبلغتني هذه الأخيرة أن أحد أصدقائي يتفق ويختلف معي بشكل منتظم. وتصنف الخدمة المستخدمين بين أشخاص إيجابيين أو سلبيين أو حياديين، بناء على الخوارزمية الداخلية لـ"25 ترندس" التي تستند بجزء منها على تحديد الكلمات المفتاحية. وقد أمضى عودة أسبوعاً وهو يجري أبحاثاً حول كيفية تصميم الخدمة وأسبوعين من التطوير المكثف للوصول بها إلى ما هي عليها اليوم.
على الرغم من أن عودة لم يشاركنا كامل التفاصيل حول شركته الناشئة، يبدو أنه يتقدم، حيث قام بإدراج بعض من خدماته المجانية على الـ"آيباد". ولكنه يعترف بأن بعضاً من أصدقائه لا يزالون مترددين في اختبار "سوشل ميرور".
الخصوصية لا تزال مصدر قلق
وحتى بين الأشخاص الذين طلب منهم عودة اختبار الخدمة، كان بعضهم مترددًّا في منح "25 ترندس" إمكانية الدخول إلى حساباتهم على فايسبوك. وعلى الرغم من أن الموقع الإلكتروني للخدمة يشير بشكل واضح إلى أنه لا يحفّظ أية معلومات شخصية، بإمكان عودة أن يرى من خلال "تحليلات جوجل" أن 40% فقط من الذين يضغطون على موقع "سوشل ميرور" يتابعون العملية حتى الآخر، بينما الـ60% الباقين يتوقفون قبل منح الإذن للخدمة لدخول حساباتهم في فايسبوك. ويقول عودة "أرى الناس يدخلون الصفحة الأولى ولكن حين يطلب منهم فايسبوك إعطاء الإذن لـ 25 ترندس للنفاذ إلى بياناتهم، لا يكملون العملية".
(اطلع على مناقشة "ومضة" حول الإنترنت والخصوصية في الشبكات الاجتماعية هنا).
ويقرّ بأن "الناس خائفون"، مضيفاً بأن 120 مستخدماً جربوها منذ إطلاقها في وقت سابق هذا الشهر. وعلى الرغم من أن الخدمة مجانية ولا تقدم كما يبدو أي قيمة مالية للشركة الناشئة، إلاّ أن عودة قال إن الهدف النهائي هو جمع بيانات هائلة مجهولة المصادر من أجل كتابة تقارير ذات مغذى عن السوق المصرية، وتسجيل المعدل الوسطي للأعمار والموقع وأفضل أنواع المحتوى وعدد ضغطات الإعجاب وأوقات ذروة النشاط.
إذا استطاع أن يشجّع عددًا كافيًا من الناس على تجربة الخدمة، فإن هذا النوع من البيانات يمكن أن يكون مفيداً جداً للعلامات التجارية التي تسعى إلى الوصول إلى السوق المصرية. ولكونه يشكل فريقاً لوحده، وضع عودة جهداً هائلاً في شركته وفي الخدمات الفردية أيضاً. وإذا استطاع أن يتجاوز عقبة القلق على الخصوصية وإقناع سوقه بأن البيانات تبقى مجهولة المصدر، فإن المعلومات التي يجمعها قد تكون مفيدة للغاية للشركة بشكل عام.
وكبداية، أطلق عودة تحليلاً لأكثر 15 شخصية مؤثرة على تويتر في مصر حتى حزيران/ يونيو 2013. وقد تصدر اللائحة الإعلامي الفكاهي باسم يوسف حيث نال أكبر عدد من المتابعين ومن مرات إعادة نشر تغريداته، ربما بسبب نزاعه الأخير مع الحكومة والاهتمام العالمي الذي تبع ذلك ببرنامجه المسائي "البرنامج".
لا يزال لدى عودة بعض التعديلات التي سيجريها على المنصة ولكنه مصمم على تحسينها وتوسيع خدمته في أنحاء مصر. وبإمكان المهتمين إلقاء نظرة على سوشل ميرور هنا.
هل تظنّ أنّ استخدامك للشبكات الاجتماعية مهم لدرجة تجعلك تستعين بطرق ثالث لتحليل هذا الاستخدام؟