شركة قابضة تستحوذ على مركز مايك للأعمال. إليكم آراء رياديي دبي في ذلك
منذ انطلاقه، يشكل "مركز مايك للأعمال" (MAKE Business Hub)، مساحة عمل مشتركة للشركات الناشئة، إذ يتميز بأسلوب بارع في توزيع المقاعد ووجود وصلة كهربائية بجانب كل مقعد وقائمة طعام عصرية وسلسلة من الكتب عن التكنولوجيا وتصميم مميز وروح ريادية تسيطر على أجوائه. كما ويهتم هذا المكان بالرياديين الصاعدين في دبي والذين من الصعب أن تجد بينهم من لم يعقد اجتماعاً في "مايك".
وقال ديفيد حداد، مؤسس "برس باس" (Press Pass)، إن "مايك" "بمثابة يونيفرسيتي كافيه (University Cafe) أو كافيه كوبّا (Coopa Cafe) دبي"، في إشارة إلى مكانين يرتادهما المستثمرون والرياديون في بالو ألتو، كاليفورنيا. وفي "مايك"، يقوم الناس في الواقع بصناعة الأشياء، إذ يشير حداد إلى أن "الشركات الناشئة تنطلق (في مايك) وتبدأ عمليات التعاون وتسعى لمعرفة آراء الآخرين بمشاريعها وتقوم بتبادل المعلومات ومناقشة الأخبار وخلق الأشياء".
ولكن في العام الماضي، أصبح مركز "مايك" أكثر من مجرد كافيه حيث تنجز الصفقات وتبرم، إذ تحول إلى مركز لتعليم الريادة. ومع سلسلته "مايك إيغنيشن" (MAKE Ignition)، وضعت مساحة العمل المشترك هذه، مؤسسي الشركات التكنولوجية في دبي تحت المجهر في فعاليات عرض الأفكار، وحتى مد الجسور بين عوالم مختلفة من خلال استضافة حاضنة "500 ستارتبس" من وادي السليكون. وعبر فعاليات عشاء المؤسسين وسلسلة "ستارتب جرايند" (Startup Grind)، جمعت المساحة مؤسسين من "أسترولابس" (Astrolabs) و"دوبلايز" (Duplays) و"جادو بادو" (JadoPado) من أجل مشاركة نصائحهم مع الرياديين الآخرين.
وقاد مركز "مايك"، ليث ماثيوز Leith Matthews، الريادي ذي الأصول الأسترالية، الذي جاء إلى دبي حاملاً شغفاً لشركات المأكولات والمشروبات. ولكنه حين بدأ يدرس ملياً أفكار الشركات الناشئة وعملها من المقاهي، أدرك أن هذه الأماكن لا تحسن خدمة الرياديين والمبدعين. وبناء على ذلك، قرر عام 2010، ترك عمله وإطلاق "مايك" في العام التالي منذ شاطئ الجميرة في دبي.
واليوم بعد عامين من إطلاقها، وصلت الشركة الناشئة إلى وجهة يحلم بها معظم المؤسسين: أن يتم الاستحواذ عليها. وكتب ماثيو في بيان رسمي أن "CeeCee القابضة استحوذت على حصتي في الشركة وسأسلّم الإدارة وقيادة الشركة لها في الأسابيع المقبلة".
ومنذ هذا البيان، وماثيو يراوغ حتى أننا لم نستطع أن نأخذ تعليقاً واحداً منه. ولكننا نفترض أنه سيواصل إدارة "رسترونوت" (Restronaut)، مشروعه الجديد الذي يجمع محبي الطعام والمؤسسين على مائدة "حميمة" ليتبادلوا الأحاديث.
آراء رياديي دبي
بشكل عام، قال الرياديون في دبي الذين تحدثنا إليهم إنهم سيشتاقون إلى لمسة ماثيوز في "مايك" إلاّ أنهم رأوا فيها لحظة إيجابية لدبي تعكس عمله الجاد.
وقال ربيع برير من "تنديم" (Tandem) وهي وكالة استشارات داعمة للشركات الصغيرة والمتوسطة، مقرها دبي، إن "قصة ليث هي بمثابة ميثاق على صنع المفهوم الصلب والتنفيذ المثالي لقصة ناجحة". ويضيف أن "أي صفقة تعتبر جيدة للبيئة الحاضنة وهذا ينطبق على هذه الصفقة أكثر من غيرها كونها كانت تهتم بالرياديين الحديثي الولادة في دبي".
من جهتها قالت لولو خازن من "نبّش" (Nabbesh)، وهي تَجمّع لتبادل المهارات على الإنترنت، إن "ليث سيواصل خلق شركات رائعة ومن الواضح أنه شخص طموح ومبدع". وأضافت "لقد بنى مايك على أسس صلبة من الخدمة العظيمة والجو العصري والفعاليات الفريدة ولا ننسى طبعاً الأكل الرائع! والآن بعد أن حقق هذا، حان الوقت لكي يبني شيئاً آخر بروح ريادية حقيقية".
أما زميلها في "نبّش"، ألكس طعمة، فيقول إنه سيشتاق إلى جرعة الدفء التي يوفرها "مايك" في هذه المدينة العابرة. ويضيف أن "العديد من الناس شعروا بأن لديهم ارتباط شخصي مع هذا المكان بفضل ليث واهتمامه بالأشخاص الذين يأتون بانتظام وهو أمر فريد فعلاً في مدينة مثل دبي: ففي العديد من الأماكن الأخرى تشعر أنك مجرد زبون آخر. هو مصدر إلهام وسنشتاق إليه".
وافق حداد الذي تساعد شركته الناشئة "برس باس" الشركات والأفراد على عرض قصصهم على صحافيين، على أن هذه قصة فريدة. وقال إنه "في وقت قصير جداً، كان ليث قادراً على خلق علامة تجارية لا مثيل لها في الإمارات فيما يتعلق بالريادة والإبداع". وتابع أنه "بعد بضع سنوات من الآن، إن كنت تبحث عن شركات ناجحة وسألت مؤسسيها أين كانوا حين بدأوا فلا شك ستسمع العديد منهم يلفظون أربعة أحرف أولها حرف الميم (مايك)".
أما في ما يتعلق بالاستحواذ، فقال حداد إن هناك جانب إيجابي وآخر سلبي. وأوضح أن "هناك ارتباط قوي بين ليث ومايك لدرجة أن الكل غير أكيد مما سيحصل وليث خارج الصورة. غير أن الإيجابي في الصفقة أنه أنجز عملاً عظيماً لجهة تثبيت العلامة التجارية وتشغيل الشركة إلى درجة أنه سيكون على المالكين الجدد أن يفعلوا الكثير ليغيّروا مصير الشركة".
ومن الواضح أن الفريق الحالي بدأ يعمل بجدية مع مسألة الانتقال. ويقول تاي ساريبان "نحن نركز بالكامل على وضع الإدارة الجديدة على السكة وربما إغلاق المركز لاجراء التحديث".
نحن نعلم أنكم جميعاً تحبون "مايك" ولكن إن قرروا أن يجروا تعديلات فما الذي تتمنوا تغييره؟