أس تي سي فنتشرز يعلن عن أول تمويل لمنصة تعليم سعودية
أعلن صندوق "أس تي سي فينتشر" STC Ventures، الصندوق الاستثماري الذي أسسته مجموعة الاتصالات السعودية STC، عن استثماره في "أكادوكس" Acadox، منصة للتعليم الالكتروني، تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها وتهدف الى مساعدة الطلاب والمدرّسين في الدروس على الانترنت.
استنادًا إلى "ايرس كابيتال" Iris Capital، وهي شركة متخصصة في إدارة صناديق المال لـ "أس تي سي فنتشرز"، فإنّ جولة التمويل الأولية هذه Series A والتي لم يكشف عن قيمتها، تمت مقابل حصة أقلية هامة.
هذا هو الاستثمار الأول لصندوق الرأسمال المغامر الخاص بالشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة الحجم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام الرقمي. ويقول الشريك أيمن العتيقي إنّ الشركة التي تملك رأسمال يصل الى ٢٥٠ مليون دولار غالباً ما تستثمر ما بين مليون و٥ ملايين دولار.
أما " أكادوكس"، التي تأسست بفضل تمويل تأسيسي من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، فتلبي حاجات المنظمات التعليمية في المنطقة العربية، وتركّز على المملكة العربية السعودية، فتقدّم منتجًا مماثلاً لـ "بلاكبورد" Blackboard الأميركي.
ويوضّح المؤسس مصطفى نابلسي، أنّ "عدم فعالية "بلاكبورد" كانت مصدر إلهام لنا". وأسس نابلسي، السوري الأصل الذي ولد في السعودية، هذه المنصة بالشراكة مع صديقين من المدرسة، السوري نضال مراد والسعودي محمد الحريقي.
بعد أن غادر كل من مصطفى ومراد البلاد للحصول على شهادة ماجستير، الأول من جامعة "مانشستر" Manchester والثاني من "ستانفورد" Stanford، عادا واجتمعا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حيث طورا فكرة منصة التعليم الالكتروني التي توفّر لهما ما يفتقر له التعليم. بعد أن أقنعا الحريقي من الاستقالة من عمله في مصنع "سابك" SABIC الضخم، قررا تقديم طلب للحصول على تمويل تأسيسي من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث فازا بدعم لبناء منصة تقدّم، بحسب ما يصفه نابلسي، "الاداراة الأكاديمية والمهنية والاجتماعية في مكان واحد." ( للمزيد من المعلومات حول هذه المنصة، اقرأوا مقاله).
تقدّم " أكادوكس" الآن أربعة عناصر أساسية: دروس في الادارة، إدارة المستندات والمسيرة الأكاديمية، تحليلات، ومنصة على المحمول إضافة إلى واجهة برمجة التطبيقات. وتوفّر دروس الادارة الفرصة للمدرّسين لتنظيم وتطوير الدورات الدراسية والتفاعل مع الطلاب في حين تسمح إدارة المستندات وملفات المسيرة المهنية للطلاب بالنظر الى إنجازاتهم وتقدمهم ونشاطاتهم.
ويقول مصطفى إن ميزة "أكادوكس" بالمقارنة مع "بلاكبورد" ومنصات أخرى تكمن في البعد الاجتماعي. يستطيع الطلاب تبادل المعلومات مع زملائهم حول الدورات الدراسية، والاتصال بالمدرّسين في جامعات أخرى ضمن الشبكة، وإنشاء مجموعات للنقاش، والدرس، وتأمين دروس خصوصية لبعضهم البعض، وبالتالي تجنّب إنشاء مجموعة مناقشات على "فايسبوك" على سبيل المثال.
ويضيف "عندما إنهاء دراستهم، بإمكانهم الضغط وطباعة سيرتهم الذاتية المهنية"، وهذه ميزة ستساعد من دون شكّ الباحثين عن عمل الذين يعانون من مسألة إعداد سيرة ذاتية جيدة في المنطقة.
ومن ميزات "أكادوكس" أيضاً، نجد الواجهة العربية. ويقول أيمن من "أس تي سي فينتشر" لا يوجد منافسون في السوق المحلية يقدمون منتجاً مماثلاً. تعتمد معظم الجامعات على أنظمة التعليم الالكتروني الأميريكية التي غالباً ما تكون باللغة الانكليزية، وقلة منها تحتوي على خيار اللغة العربية وليست خاصية التصميم من اليمين الى اليسار متطورة جداً." ولا شك أن أي شخص اعتمد تقنية التصميم من اليسار إلى اليمين، يعرف أن أداة التصميم من اليمين الى اليسار هي ضرورية لتصميم منصة تعليم فعالة.
ويقول أيمن: "تعتبر السعودية سوقاً رائعة لهذه المنصة مع أكثر من مليون طالب وألف مؤسسة تعليمية." ويضيف أن الحكومة أنفقت أكثر من ٨ مليار ريال سعودي (ملياري دولار) في السنوات الأخيرة في مجال التعليم العالي وتكنولوجيا المعلومات.
وبعد أن تأهلت "أكادوكس" الى نصف نهائيات مسابقة أفضل خطة عمل ضمن منتدى MIT Entreprise العام الماضي، باتت توفر المزيد من الخدمات للمستخدمين وأعضاء الجامعات في أكثر من ٢٠٠ جماعة وجامعة، بما فيها من المكسيك وآسيا وعمان والمملكة العربية السعودية ومصر. وهي تقدم خدماتها الأساسية مجاناً في حين أن منصتها المتميزة هي تحت إدارة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومعهدين للتدريب في عمان، وأربع جامعات أخرى في المملكة العربية السعودية.
وردًّا على سؤال كيف سيستخدم الفريق التمويل، ردّ مصطفى مازحاً "سنسافر الى هاواي"، ثم أوضح، "كلا، في الواقع، ضاعفنا عدد أعضاء فريق العمل ونقلنا مقر المنصة الى جدة وسنوسّع شراكاتنا ومبيعاتنا وحملات التسويق."
إضافة الى أن الفريق سيعمل على تطوير المنصة للاستجابة بشكل أفضل لحاجات المستخدمين.
"سنركز بنسبة ٨ الى ٩٪ على السعودية إلا أننا نهتم أيضاً بالأسواق في عمان ومصر."
وتعتمد "اس تي سي" على تفانيهم. يقول أيمن، " أحد العوامل التي ميّزت فريق "أكادوكس" هي أن المؤسسين يعرفون جيداً ما يريدون وما هي الخطوات المنطقية التي سيتّخذونها. التقيت بالكثير من الرياديين في السعودية الذين ما زالوا يحتاجون إلى الكثير من العمل. أما فريق "أكادوكس" فكان مختلفاً لا سيما بفضل دعم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية."
وفي حال نجحت المنصة، قد يتمكّن المؤسسون من مساعدة سوريا على النهوض مجدداً عند نهاية الأزمة. ويقول مصطفى "يمكننا أن نساعد في تعزيز التعليم وإعادة بناء البيئة التعليمية في البلاد ولن نتردد في القيام بذلك من منظور شخصي."
للمزيد من المعلومات عن "أكادوكس"، شاهدوا الفيديو التالي: