كيفية التوظيف في شركات البرمجة الناشئة
على الرغم من الحماسة الشديدة تجاه البيئة الريادية في الباكستان حاليًّا، ليس من السهل ترغيب المهندسين الشباب في العمل لدى شركات جديدة غير مألوفة أو معروفة، مفضّلين هؤلاء السعي وراء عمالقة مثل "تيكلوجيكس" (Techlogix)، "نتسول" (Netsol) و"أستديوز جايمفيو" (Gameview Studios)، في حين يختار أفضل المبرمجين الأمريكيين الشباب، في معظم الأحيان، شركات غير معروفة إنّما واعدة، ويفضلونها عن شركات مثل "فايسبوك"، "مايكروسوفت" و"جوجل".
في الحقيقة، تنشأ شركات البرمجة اللينة والشابة اليوم بالعشرات في المدن الباكستانية الأساسية، لا سيما في لاهور وإسلام آباد. تميل هذه المؤسسات إلى التخصّص في سوق تطبيقات الجوّال أو تصميم الألعاب، لذا يتشكّل الفريق المؤسس عادةً من أفراد كفوئين مندفعين لتحريك عجلة الأعمال وتفعيلها بسرعة. لكن ما إن يحين وقت التوسّع، حتى تطرأ الحاجة إلى استقدام أصحاب مواهب يافعين أذكياء، يستوعبون منصّات التكنولوجيا الجديدة بسرعة ويستطيعون التواصل والعمل داخل بيئة الشركة الناشئة المنهِكة.
تدفعني خبرتي إلى القول إنّ استقطاب المواهب من الشركات الكبرى نحو الشركات الناشئة ما زال ممكنًا، شرط أن تختلف المقاربة كليًّا عن تلك التي تعتمدها مؤسسة البرمجة المشهورة، التي غالبًا ما تملك حضورًا في معظم معارض فرص العمل. إلاّ أنّ المعارض تلك قد لا تكون الطريقة المثلى لاستهداف ألمع المهندسين وأفضلهم.
قد تعمد شركة ناشئة ذكيّة إلى توفير المال مثلاً عبر تنظيم عرضها الرسمي في أشهَر الجامعات المتخصّصة، بدل تبذيره على استئجار كشك في معرض فرص العمل. فالعرض سهل الإعداد له وغير مكلف، لذا سيبرز عرض شركتك من دون أي شكّ نظرًا إلى أنّ عددًا محدودًا جدًّا من الشركات الباكستانية يعتمد هذه المقاربة. يتعيّن عليك، في هذه الحالة، أن تحضّر للمناسبة قبل مواعيد المعارض السنويّة، لكي تضمن الأسبقيّة والخطوة التفضيليّة.
ينبغي على الشركات الناشئة المتخصّصة في البرمجة أن تتجنّب التغنّي بإنجازاتها الرئيسية كأي شركة نموذجيّة عاديّة عندما تسوّق لنفسها أمام موظّفين محتملين، بل عليها أن تشارك قصصها الشخصيّة في النجاح والفشل، وأن تشرح سبب اختيارها شقّ الطريق خارج المسار، بحثًا عن أمور جديدة في الحياة. هنا تحتاج أنت أن تبرز ما يميّزك عن منافسيك، إستنادًا إلى بيئة العمل التي توفّرها وإلى الرؤيا التي تحملها عن منتجك، ممّا سيلفت انتباه بعض الحاضرين ممّن هم مناسبين للعمل في شركة ناشئة.
يشكّل هذا النوع من العروض المساحة المثلى لمقابلة المرشّحين الواعدين وجهًا لوجه، في الوقت الذي تتّبع المؤسسات الكبرى عمليّات توظيف ميكانيكيّة بعض الشيء، تتخلّلها مقابلات بيروقراطيّة متتالية مع مجموعة من الأشخاص في المكتب عينه. وأنت مدعو، كصاحب شركة ناشئة، إلى إضفاء صفة شخصيّة على عمليّة التوظيف وإلى تكييفها. ولعلّ إعطاء فرصة واحدة ليتعرّف الموظّفين المحتملين إلى بيئة العمل لديك قد يكون أمرًا مشوّقًّا، لكنّ هؤلاء الشباب سيقدّرون جهودك أكثر بعد إذا قمت بالمزج بين المقاربات. أي بإمكانك أن تقترح لقاء بعضهم في مقهى، لمناقشة التحديات والإمتيازات الناتجة عن العمل لحساب شركتك. وأقترح أن تتحدّث إلى أهلهم إن دعت الحاجة، نظرًا إلى أنّك ستستهدف، في نهاية المطاف، شبّانًا وشابات يقدّرون الدور الذي قد تلعبه في إقناع الأهل بصواب قرارهم.
نهاية، على الشركات الناشئة أن تدرك أنّ المتقدّمين إلى العمل، والذين تسعى الشركة إلى توظيفهم، هم بالفعل أكثر تميّزًا من الذين تسعى وراءهم الشركات التقليدية. لا ينبغي أن تكون عمليّة الإنتقاء مكلفة البتّة، لكن، وببذل بعض الجهود الإضافيّة، ستصبح عملية التوظيف أكثر نفعًا وفعالية.