ثمانية اتجاهات أتاحت للأردن خلق بيئة تمكينية للرياديين في التكنولوجيا
اذاً عرب نت هنا. إذا كنت زائراً منتظماً للمؤتمر في بيروت فأنت ستلاحظ بالتأكيد وجوداً أردنياً قوياً. ورغم أنه بلد لا يضم أكثر من 6 ملايين نسمة ولم ينعم الله عليه سوى بالقليل من الموارد الطبيعية في مملكة تغطي الصحراء معظمها وتفتقر إلى موارد كافية من المياه، يعتبر الأردن نجماً ساطعاً في الريادة بالعالم العربي. إذاً كيف حصل ذلك؟ وما هي قصة الأردن والرياديين في مجال التكنولوجيا؟ وكيف يمكن للدول الأخرى أن تتعلم من المقاربة التي اعتمدها الأردن؟
في ما يلي رأيي كأردني، وكعربي يطوف العالم، وكمستثمر تأسيسي كانت لديه مشاريع أعمال في كل البلدان العربية على مدى العقود الثلاثة الماضية.
1 ـ ليس هناك شبكة أمان: حين تعرف أن شخصاً سيتلفقك (تلميح: الحكومة)، لا تشعر بحافز للقفز، هذا غريب. حسناً، رواد الأعمال مخاطرون. ولكن حين يتقلّص الخطر ونكون معتمدين على كرم الآخرين ومنحهم، عندها لا يكون لدينا الحافز للمخاطرة. عبارة "الأب يعلم أفضل منا" لا تنطبق هنا.
2 ـ القطاع الخاص يقود، ويفكّر ويدير القصة: القطاع العام يلعب فقط دوره كممكّن وهذه الصيغة فعّالة جداً هنا.
3 ـ الإرادة السياسية والسياسة تقودهما رؤيا واضحة: في العام 1999، قدمت مجموعة من القطاع الخاص لجلالة الملك عبد الله مسودّة مشروع عمل لإطلاق قطاع تكنولوجيا المعلومات في البلاد، سمّيت مبادرة REACH (REACH Initiative). تبنّاها الملك ودفع بحكومته لتسهيل الخطة والباقي تاريخ. وهذا يعني أنه حين يكون هناك إرادة يكون هناك طريقة. نعم يمكن للقطاع الخاص العمل مع القطاع العام ونعم يمكن لذلك أن يؤتي ثماراً جيدة.
4 ـ في الأردن أنظمة منفتحة ولا يوجد رقابة على الإنترنت: صدقوني، إذا فرضتم رقابة بكثافة، ستبعدون الناس. لا تفكروا بذلك حتى. فالبيئة المؤاتية للابتكار تتطلب أنظمة منفتحة والأردن لا يفرض رقابة.
5 ـ التنافس موجود في قطاع تكنولوجيا الاتصالات: لدى الأردن قطاع مفتوح تماماً ومتحرر مع هيئة تنظيمية مستقلة. هذا يدفع الى خفض الأسعار ورفع مستويات الخدمة، وبالتالي فإن النطاق العريض (broadband) متاح بتكلفة معقولة. هذا عنصر أساسي لقيادة قطاع تكنولوجيا المعلومات، وبدونه لا يمكن المنافسة ولا بدء مشروع.
6 ـ لا يوجد قيود على الملكية الأجنبية والأردن يفتخر بتوقيع اتفاقيات تجارة حرة: أن تكون عضواً في منظمة التجارة الحرة أمر مهم لأي دولة لديها موارد ضئيلة وفي الأردن يمكّن هذه الشركات الأردنية من بدء مشاريعها والتعلّم وارتكاب الأخطاء والتوسّع عالمياً.
7 ـ ثمة مجتمع داعم واسع: مستثمرون تأسيسيون في شركات ناشئة، مرشدون وشركات حاضنة ورؤوس أموال استثمارية مخاطرة وشركات لتسريع الاستثمار مثل أوايسس500، ومركز الملكة رانيا للريادة، وEndeavor و IV Holdings و I-Park و Meydan، هذه جميعها تعمل لدعم الرياديين.
8 ـ أخيراً وليس آخراً، هناك "مكتوب" Maktoub، حيث بدأ كل شيء: شركة أطلقت في عمّان ما لبثت أن أصبحت أكبر شركة إنترنت عربية وبيعت لاحقاً لياهو في صفقة هي الأضخم من نوعها في المنطقة. هذه الصفقة شجعت العديد من موظفي "مكتوب" ببدء شركات بعد ذلك، وقصة النجاح هذه أظهرت للرياديين الآخرين ان هذا القطاع مازال ينمو ويخلق الفرص، وذلك دفع الكثيرين إلى خوض التجربة وبدء شركاتهم.
والنتيجة أنه الآن، في ربيع العرب وصحوة التمكين الإقليمي، ينشغل الأردنيون ببناء شركات والعثور على أسواق وبناء المواهب وتغذيتها واستكشاف العالم.
هذه أسبابي، أرجو أن تضيفوا أسبابكم وأن لا تترددوا عن التعبير عن عدم موافقتكم.