Crowdsway هل سنشهد نجاح يوتيوب من جديد؟
"أنا لا أعرف ماذا سأخسر إلا إذا خضت التجربة" هكذا ظل يردد محمد البورنو (32 سنة) أهم مبادئه في الحياة قبل أن يكسر حاجز القلق ويتعرف على أحد أهم الشخصيات الحاضرين في ستارت أب ويك اند القاهرة 2011 وهو بو برلينجهام –كاتب عالمي في ريادة الأعمال-، وبالفعل إستطاع محمد ابورنو أن يعرف نفسه لبرلينجهام وأن يسوق له فكرته التي حضر بها في ستارت اب ويك اند وهي Crowdsway، بل وتمكن أن ينال منه إعتراف أمام كل الحاضرين وهو أن الفكرة جيدة ومُتقنة، كما استطاع محمد أن يُقنع برلينجهام أن يصنع له فيلم دعائي لكتابه الجديد وبذلك يكون أول عميل لشركة Crowdsway المولودة منذ ساعات.
نجح محمد في جذب إنتباه كلينت نيلسون -مؤسس ستارت اب ويك اند- بهذا الموقف السابق وأعلن هو الاخر أن ستارت اب ويك اند عميل جديد في Crowdsway، وربما لإن كلينت كان أحد الحكام في المسابقة. حصلت فكرة Crowdsway على المركز الرابع في المسابقة رغم عدم تحمس بعض الحكام لها، وبعد نجاح الفكرة في المسابقة زاد الاهتمام والدعم للمشروع الوليد من قٍبل المختصين في هذا النوع من المشاريع، حتى إستطاعت مؤخراً Crowdsway أن تنضم إلى برنامج Flat 6 Labs. ويقول محمد البورنو معلقاً "الآن عرفت ما كنت سأخسره إذا لم أبدأ حديث التعارف مع برلينجهام فكثير من المكاسب ترتبت على هذا الحديث، وربما أيضاً لما كانت ستتاح لي هذه المقابله مع ومضة"
صناعة الأفلام "ما بتأكلش عيش"
لم يكتشف محمد نفسه في الوظائف المرموقة التي شغلها بقطاع هندسة الإلكترونيات لأكثر من 10 سنوات رغم إجتهاده والاشاده بتميزه، فقرر أن يتخلى عن كل هذا وأن يحدد من جديد طريق يسلكه مبني على هوايته المحببة وهي صناعة الأفلام، فسريعاً إلتحق بإحدى الدورات الدراسية لصناعة الأفلام في إنجلترا، وتعرف من خلال هذه الدورة على من يشاركونه نفس الإهتمام والشغف، ولكنه واجه مشكلة أساسية في هذا المجال. ويقول محمد "صناعة الأفلام بصفة عامة "ما بتأكلش عيش"، صحيح هناك مئات من المخرجين والمعدين كوّنوا ثروات ضخمة من هذه الصناعة ولكن في المقابل يوجد مئات الآلاف من الموهوبين والهواة لا يمكنهم أن يوفروا قوت يومهم من هذا العمل ويقوموا بأعمال أخرى بجانب تلك الهواية"، وأكد على حديثه " تعرفت على أحد الموهبين في صناعة الأفلام، يجمع المنتجات الغذائية منتهية الصلاحية التي تخلفها المتاجر بآخر اليوم."
Crowdsway
وكانت المشكلة السابقة هي الحل الذي بنى عليه محمد البورنو فكرة مشروعه، وهو أن يوفر لهذا الجمهور نافذة يستطيعون من خلالها إستغلال موهبتهم وفي نفس الوقت الحصول على عائد نظير تلك الموهبة، والنافذة تلك قد تكون صناعة ومونتاج الأفلام القصيرة وإبداع أفكار ومهارات تسويقية. وأعطى مثال على ذلك بالقفز من مكان مرتفع مع ترديد إسم الشركة أو المنتج بصوت عال، أو تأليف أغنية تسويقية، أو تصوير إعلانات تجارية أبطالها هم الحيوانات الأليفة التي تؤدي حركات تسويقية مميزة وغيرها...
بالإضافة إلى المشاريع الإجتماعية التي يولي لها جمهور وفريق Crowdsway إهتمام خاص، يقول البورنو حول تلك الجزئية "إذا أردنا أن نصنع من الجمهور والمجمتع شركتنا فيجب أولاً ان نرد له هذا الصنيع مرة أخرى، وذلك عبر المشاريع الإجتماعية الغير هادفة للربح"، كذلك تقدم Crowdsway لجمهورها إمكانية تمويل أي مشروع يريدونه من خلال التصويت.
ويعتبر دور Crowdsway هو تنظيم وتسويق تلك المواهب للشركات الصغيرة والمتوسطة عبر إقامة مسابقات بين جمهور Crowdsway وتحفيزهم لإبداع الأفكار والأفلام التسويقية لتلك الشركات، ثم إعطاء جوائز للفائزين في تلك المسابقات مرة أخرى من العوائد التي سوف تدفعها الشركات المراد التسويق أو الإعلان لها. وبذلك توفر Crowdsway من جهة إستغلال مناسب للمواهب وزيادة للأفكار الإبداعية، ومن جهة أخرى تختصر الازمة المعتادة بين شركات التسويق التقليدية والشركات الصغيرة خصوصاً لعدم رضى الاخيرة عن المنتج في كثير من الأحيان.
وتحمس البورنو لفكرة Crowdsway بعد تحليله لسبب نجاح المواقع التي تعتمد على الجمهور مثل youtube، فيجتهد جمهور الموقع في صناعة أفلام إبداعية وموهوبة ولكنهم للأسف لا يحصلون على عوائد مقابلها والعوائد فقط هي للموقع وملاكه.
بعد أن إتضحت معالم الفكرة، قرر أن يخوض التجربة ويتحدى محاولاته في السنوات الماضية في بدء عمل خاص والتي قضت عليها الخوف من الخسارة وتغليب الأمان الوظيفي، وكانت مسابقة ستارت اب ويك اند القاهرة 2011 هي شرارة البدء لتلك الفكرة، ويقول محمد البورنو "على الرغم ان معسكر ستارت اب ويك اند كان في يومين فقط ولكنه كان حافز قوي للتحرك بالفكرة ناحية السوق بالإضافة للإستعانة بالمشرفين وخبراء ريادة الأعمال"، وينصح البورنو لمن يريد أن يبدء شرارة مشروعه أن يستعين بإحدى تلك المعسكرات التي كثرت مؤخراً في الوطن العربي، أو حتى ان يصنعها هو وفريقه في أي بيئة عمل ممكنة.
Flat 6 labs
وبعد ستارت أب ويكند ظلت الفكرة تتخمر وتتحرك ببطىء حتى سعى محمد البورنو لنقل الشركة الوليدة إلى المرحلة التالية عبر تكوين شراكات جديدة وتكوين فريق إحترافي، فقدم في Flat 6 labs، وقُبل بالفعل في بداية عام 2012 مع دعم بالتمويل والخبرة، كذلك سعى البورنو الى ضم شريك اخر قابله في إجتماع عمل منذ 6 سنوات عندما كان موظفاً في شركة Hiteknofal.
وبالفعل أتت تلك الخطوة ثمارها على شركة Crowdsway في التحرك إلى الامام بخطوات أسرع، فصفحة الفيس بوك وحدها تعدت 100 ألف عضو، كذلك بدأت الشركة في تكوين قاعدة عملاء قوية بدءاً من بو برلينجهام وستارت اب ويك اند (القاهرة 2012) ومروراً بمحرك البحث kngine.com، وبشركة Buba Egypt، وختاماً بالشركات الإجتماعية مثل abilitycc.com ومشروع كأني أكلت وغيرها من المشاريع.
أكبر شركة تعتمد على الجمهور في التسويق بالعالم
هدف Crowdsway ليس فقط محلياً أو عربياً، ولكنه يستهدف العالم أجمع، حيث الأفكار والثقافات المتنوعة التي تلهم جو الأبداع الذي يعتبر ركيزة أساسية بنشاط Crowdsway، وبالفعل إستطاعت الشركة أن تكون جمهور متواضع من عدة دول أوروبية، "ولكن لازال الطريق للعالمية طويل" كما يؤكد ألبورنو.
نصائح محمد البورنو
- "أنت لا تعرف ماذا ستخسر إلا إذا خضت التجربة".
- أذا أردت دفعة قوية لمشروعك إبدأ أو اصنع معسكر عمل له.
- تذكر أن لا تضيع أي فرصة مهما كانت صغيرة.
- كن على تواصل دائم مع من تعرفت عليهم، لا تكتفي بالتعارف والكروت الشخصية.
- جهز شركائك وفريقك حتى قبل أن تجد فكرة لشركتك.
- تواصل مع الأعلام، فهو يضخم صوتك ومجهودك.
- إغلاق المشروع لا يعني الفشل، وعدم قبول فكرة مشروعك في مسابقة ما أو في برنامج تمويل لا يعني أن فكرتك غير جيدة وغير ممكنة عملياً، فيقول محمد "كنت أعمل بشركة مصادر حرة Open Craft Software عام 2007، كانت تعتبر من أفضل وأنجح الشركات التي عملت بها ولكن الشركة أغلقت ولم يستمر عملها، ولا يمكنني أبداً أن أدعي أنها فشلت، بل هي نجحت بدليل أن كثير من العاملين بها توجهوا لبناء شركاتهم الخاصة، بعد ما تعلموه من هذه المدرسة"
- دائماً تعرف على خياراتك جيداً ولا ترفض فرصة قبل أن تجد الأفضل منها.