’دبي 100‘ في الصين لدعم تكنولوجيا الرعاية الصحّية
"دبي 100" Dubai 100 التي تحضّر الشركات الناشئة لمسرّعات النموّ pre-accelerator في دبي، جذبت اهتمام الصين التي تضمّ سوقاً للرعاية الصحيّة سريعة النموّ وعدد سكّانٍ هائلاً يكبر بسرعة.
تدير هذه المنظّمة برنامجاً لمدّة 100 يوم للشركات الناشئة التي تُعنى بمجال تكنولوجيا الرعاية الصحيّة وتكون في مراحلها الأوّلية. وبعد أن خرّجت دفعةً من ستّ شركات ناشئة في هذا الصيف، توجّهت إلى تنظيم برنامجٍ مماثل في شنغهاي في الصين.
عمل فرع "دبي 100" في شنغهاي مع ثمانية شركاتٍ ناشئة من كلّ أنحاء الصين، وقد أنهى في الأسبوع الماضي مخيّماً تدريبيّاً مكثفاً ومسابقة عروض أفكار. وبحسب رئيس "دبي 100"، رولان ضاهر، فقد "تمتّع كافة المؤسسين المشاركين بمستوى عالٍ من الاحتراف وأظهروا مستقبلاً واعداً".
في مسابقة عروض الأفكار، فازت شركة "مو دوو" Mo Doo من شنغهاي التي طوّرت جهازاً لمراقبة دقّات قلب الجنين من دون إدخال أيّ أداة إلى الجسد. وحصلت على جائزةٍ مالية بقيمة 10 آلاف دولار، بالإضافة إلى مقعدٍ في دفعة "دبي 100" التالية والتي تنطلق في كانون الثاني/يناير 2017 في دبي. كما تمّ اختيار فريقين آخرين للمشاركة في هذه الدفعة، بعد أن حصدا إعجاب لجنة التحكيم.
عن الصين والشرق الأوسط
تعدّ الصين سوقاً مناسبة للشركات في مجال الرعاية الصحيّة. يعود ذلك في المقام الأوّل إلى العدد الكبير والمتزايد من السكّان المسنيّن، حيث من المتوقّع أن يصل عدد الأشخاص الذين يبلغون أكثر من 80 عاماً إلى 120 مليون شخص بحلول عام 2050. كما من المتوقّع أن تزداد الاستثمارات في قطاع الرعاية الصحية في الصين من 357 مليار دولار في عام 2011 إلى تريليون دولار بحلول عام 2020.
من جهةٍ ثانية، تُظهِر الصين أيضاً اهتماماً متزايداً بالاستثمار المخاطر. ففي حين جمعت صناديق الاستثمار المخاطر التابعة للحكومة حوالي 1.5 تريليون يوان صيني (231 مليار دولار)، يمكن القول إنّ عدد عمليّات الدمج والاستحواذ في الخارج لا يتوقّف عن الازدياد.
من أجل هذا، يرى ضاهر أنّ التقرّب من الصين كان خطة استراتيجيّة لإيصال شبكة "دبي 100" إلى العالميّة. وذلك لأنّ "التقرّب من سوقٍ هائلةٍ تضمّ الكثير من المواهب المبهرة وتشكّل مركزاً كبيراً للاستثمار، سيسمح لدبي بأن تكون جسراً في مجال الرعاية الصحية الرقمية بين الصين وباقي بلدان العالم".
الانطلاق نحو العالميّة
تتبع "دبي 100" خطى برامج أخرى مثل "ستارتب تشيلي" Startup Chile و"ستارتب هيلث" Startup Health في الولايات المتحدة، من حيث إنشاء برامج محليّة ذات امتداد عالميّ، وهو أمرٌ يصبح رائجاً شيئاً فشيئاً.
في هذا الإطار، ضمّت أوّل دفعةٍ من "دبي 100" شركة ناشئة من الأرجنتين أسسها الأخوان هكتور وكارلوس كوستا لتنفيذ مشروعٍ باسم "أو تي تي آيه" OTTA (الذي ترمز أحرفه باللغة الإنجليزية إلى المساعدة على الكلام بلمسة واحدة).
أسّس الشريكان الأخوان هذه المنصّةً لتجمع وتنظّم حوالي 3 آلاف صورة، وتسمح للأفراد الذين يعانون من أمراضٍ مثل مرض التوحد أو الشلل الدماغي بالتواصل. وبالتالي فهما يريدان أن تبرز شركتهما على المستوى العالمي ليصلا إلى أبعد من بلدهما الذي تتدنّى فيه ميزانية الرعاية الصحيّة للأمراض الخَلقيّة.
دبي كمركزٍ للصحّة
في الوقت الذي تعمل فيه دبي لتكون وجهة السياحة العلاجية في العالم، توقّع تقرير صادر عن شركة الخدمات المحترفة العالمية "أرنست ويونغ" EY أن ينمو الإنفاق على الرعاية الصحية في الخليج باطّراد، وأن تبلغ سوق الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي 69 مليار دولار بحلول عام 2020.
بالإضافة إلى ذلك، يتمّ تأسيس الكثير من الشركات الناشئة للاستفادة من هذه السوق. وخير دليلٍ على ذلك تقرير "مختبر ومضة للأبحاث" WRL عن تكنولوجيا الرعاية الصحية والذي نشر في أيّار/مايو، حيث أنّ 90% من الشركات الناشئة التي شملها الاستطلاع كانت قد تأسّست في السنوات الخمس الماضية.
ولكن ألا تعني الرغبة في إحضار شركات ناشئة عالميّة إلى دبي أنّه ليس هناك ابتكارات كافية في مجال الرعاية الصحيّة في المدينة؟ يجيب ضاهر بأنّ ذلك لبناء البيئة الحاضنة، فالأمر أشبه بناء بيئة حاضنة من الداخل [...] عليك في مكانٍ ما احتضانها وتسريعها".
في غضون ذلك، لا شك في أنّ اهتمام المنطقة بالرعاية الصحية الرقمية يزداد. فصندوق التمويل المخاطر "حكمة فينتشرز" Hikma Ventures، والذي اطلقته مؤخّراً شركة "أدوية الحكمة" Hikma Pharmaceuticals، يستثمر بشكلٍ كبير في هذا القطاع وخصوصاً في الشركات الناشئة في الولايات المتحدة.
"دبي 100" بدأت باستقبال الطلبات لدفعة عام 2017، ويمكن للشركات الناشئة التي ترغب بالانضمام إليها بالتقدّم على الرابط التالي.
الصورة الرئيسية: مسابقة الختام في "دبي 100" في الصين (الصورة من "دبي 100".