شركة ناشئة مصرية تخلّص المهرجانات من الدفع النقدي
المهرجانات، سواء كانت موسيقيةً أو غيرها، يعصف بها مشكلتان: الغش في التذاكر والتعامل بالمال النقديّ.
في مطلع العام الماضي، كان مؤسّسو مهرجان "أشطورة" Oshtoura الموسيقيّ الجديد في مصر يبحثون عن وسيلةٍ للتخلّي عن الدفع النقديّ الذي على الرغم من أنّه أسرع من الدفع عبر البطاقات لا يزال بطيئاً ومرهقاً ومسبّباً للخسائر.
لذلك ذهبوا لمقابلة صديقٍ قديم لهم، وهو مؤسّس "آب لاب" App Lab كريم موريس.
يمتلك هذا الأخير الحلّ مع نظام لتحديد الهوية بموجات الراديو RFID المألوف لدى روّاد المهرجانات في أوروبا وغير المعروف كثيراً في هذا الجزء من العالم. بواسطة هذا النظام، يمكنك تحميل المال إلى رقاقةٍ في سوارٍ يُربط إلى المعصم أو بطاقةً مخصّصة، ثمّ تدفع من خلال التلويح بها أمام قارئ تحديد الهوية بموجات الراديو.
وعن نظام "آب لاب" الذي يُسمّى "كويكلت" Quicklet، يقول موريس لـ"ومضة" إنّه "يعزّز السرعة بما يساوي الضعف تقريباً، ما يعني أنّك تضاعف مبيعاتك. ليس المأزق في مدى سرعة الناس في الشراء، بل في كيفية البيع. وعندما فعلنا ذلك مع ’أشطورة‘ بدأ الجميع يفكّرون في مدى الراحة التي يوفّرها".
التخلّص من حالات الغشّ
في هذا العام، طلب منظّما مهرجان "ساند بوكس" Sandbox الموسيقي في مدينة الجونة، تيتو الخشاب وأدهم طويلة، من موريس استخدام نظامه لمواجهة حالات الغشّ.
ويقولان لـ"ومضة" إنهما قد تخلّا عن التعامل بالمال النقديّ قبل نهاية العام، ولكنّهما يريدان الآن الاستغناء عن التذاكر الورقية وتوسيع نظام تحديد الهوية بموجات الراديو ليشمل تحديد الصور أيضاً.
"من هنا جاءت فكرة الصورة وتأكيد الحضور وتأكيد الخروج،" بحسب موريس الذي يضيف أنّه "إذا لم تؤكّد خروجك وحاولتَ تأكيد الدخول مرّةً ثانية فهذا يعني أنّك خلعتَ السواء وأعطيته لأحدٍ آخر وضعه في جيبه... بما أنّه لا يمكن تأكيد خرج سوارَين في الوقت نفسه".
يشهد "كويكلت" الآن طلباً مرتفعاً ضمن قطاع الضيافة في مصر، ويوجد لديه 50 عميلاً من بينهم مهرجانان يستخدمانه على نحوٍ منتظم، مثل مطعم "بلفيو" Bellvue في جدة في السعودية. كما أنّه يُستخدَم كبديلٍ دائمٍ للمال النقديّ من قبل "سول كايت سيرفينج" Soul Kitesurfing في راس سدر على شاطئ البحر الأحمر.
بياناتٌ كبيرة كبيرة
لم تتمثّل النتيجة في تحقيق موردٍ ماليّ جديد للموقع الإلكترونيّ للشركة التي تصنع التطبيق وحسب، بل أيضاً في ثروةٍ من البيانات أيضاً. وهذا وجهٌ جديدٌ للأعمال التي بات يركّز عليه خلال الأشهر الثالثة الماضية المؤسّسون - موريس وشقيقاه نادر وشادي - والموظّفون الستّة.
فنظام "كويكلت" يسجّل الأشخاص الذين ينفقون الكثير من المال، وشاربي مشروب "ريد بل" Red Bull، والوقت الأكثر ازدحاماً من الليل أو النهار ليُرشدك إذا ما كنتَ تحتاج إلى موظّفين أكثر أو أقلّ، كما يمكنه أيضاً أن يقدّم اقتراحاتٍ لعملائه حول التعامل مع هذه المعلومات.
ويذكر موريس في هذا الشأن أنّه "يمكن أن نرسل لك اقتراحاتٍ بناءً على توجّهاتك في الإنفاق. إذا عرفتُ أنّك شخصٌ يحبّ الفرق الموسيقية اكثر من مشغّلي الأسطوانات DJ أو العكس، يمكنني أن أرسل لك اقتراحاتٍ [بهذا الخصوص] أو دعواتٍ مجّانية".
قبل ستّة أشهرٍ من الآن، لم تكن المطاعم ومنظّمو قطاع الضيافة في مصر بحاجةٍ ماّسةٍ إلى البيانات.
ولكن "في الأشهر القليلة الماضية، ارتفع الطلب كثيراً، ولستٌ أدري إن كان ذلك بسبب أنّ البيانات أصبحَت أكثر أهمّيةً أو بسبب أنّهم لم يكونوا يعرفون بوجود هذا النوع من البيانات، أو بهذا الخيار المُتاح".